الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

بعد ساعات هدوء صباحية... الطائرات الحربية السورية تستأنف قصف الغوطة

المصدر: (أ ف ب)
بعد ساعات هدوء صباحية... الطائرات الحربية السورية تستأنف قصف الغوطة
بعد ساعات هدوء صباحية... الطائرات الحربية السورية تستأنف قصف الغوطة
A+ A-

شنّت طائرات حربية سورية اليوم سلسلة غارات جديدة على الغوطة الشرقية المحاصرة قرب #دمشق لليوم الخامس على التوالي من القصف الذي أسفر حتى اليوم عن مقتل أكثر من 230 مدنياً. 

ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم مقتل ستة مدنيين، بينهم طفلان، وإصابة 50 آخرين بجروح جراء قصف قوات النظام.

وفي وقت تشهد الغوطة الشرقية على هذا التصعيد العسكري، فشل مجلس الأمن الدولي في دعم نداء منظمات إنسانية تابعة للأمم المتحدة طالبت بهدنة انسانية لمدة شهر في سوريا.

وبعد ساعات قليلة من الهدوء حتى صباح الجمعة، استأنفت الطائرات الحربية السورية قصفها.

وشهدت الشوارع حركة خفيفة صباحاً، اذ استغل بعض السكان الهدوء لإزالة الأنقاض من أمام منازلهم ولشراء الحاجيات قبل الاختباء مجدداً، وفق مراسل لفرانس برس.

وعند منتصف النهار في مدينة دوما، بدأت مآذن المساجد، التي ألغت صلاة الجمعة خشية القصف، بالنداء "طيران الاستطلاع في السماء، الرجاء إخلاء الطرقات". وما هو إلا وقت قصير حتى بدأت الغارات. 

ووثق المرصد السوري مقتل أربعة مدنيين، بينهم طفلان، في غارات على مدينة دوما، فضلاً عن اثنين آخرين في عربين.

واستهدفت عشرات الغارات فضلاً عن القصف المدفعي ست مدن وبلدات على الأقل في الغوطة الشرقية.

وأفاد مراسل فرانس برس في دوما عن دمار كبير، وشاهد عاملين في الدفاع المدني أثناء اخمادهم أحد الحرائق ومتطوعين في الهلال الاحمر يخلون جرحى بينهم النساء والأطفال.

واستهدفت غارة، وفق مراسل فرانس برس، مقر مجلس دوما المحلي ما أسفر عن اندلاع حريق في الطوابق العلوية.

في ظل الحصار المحكم على الغوطة منذ 2013، ومع ارتفاع اعداد الضحايا يناضل الأطباء في اتمام مهامهم جراء النقص في الادوية والمستلزمات الطبية.

وبعد يوم دام الخميس قتل فيه 75 مدنياً، قال الطبيب حمزة في مستشفى عربين لفرانس برس "منذ 2011 لم تشهد الغوطة الشرقية قصفاً بالحجم الذي عرفته في الساعات الـ96 الاخيرة". 

ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان منذ الاثنين مقتل أكثر من 230 مدنياً، بينهم نحو 60 طفلاً، في قصف قوات النظام.

ويعيش في الغوطة الشرقية نحو 400 ألف شخص لم تدخل لهم المساعدات الإنسانية منذ أواخر تشرين الثاني، وفق الأمم المتحدة.

وأفادت منظمة "سايف ذي شيلدرن" (أنقذوا الاطفال) في بيان أن آلاف السكان انتقلوا إلى الملاجئ والأقبية. وقالت المسؤولة في المنظمة سونيا خوش "الحصار يعني أنه لا يوجد مكان للفرار".

وحذر مدير منظمة "كر" العالمة فاوتر سكاب في بيان "إذا استمرت الغارات الجوة والتفجرات والاشتباكات أو تصاعدت، فسنكون مثل فرق الإطفاء الذي حاول إخماد النران في مكان ما، بنما ندلع ثان وثالث ورابع حرق في أماكن أخرى".

وجددت المنظمة دعمها لدعوة وكالات الأمم المتحدة العاملة في سوريا بإرساء هدنة إنسانية لمدة شهر تتيح ادخال المساعدات وإجلاء الحالات الطبة، وخصوصاً في الغوطة الشرقية.

وقالت مديرة العلاقات العامة المسؤولة عن سوريا لدى "كير" جويل بسول لفرانس برس "يواجه شركاؤنا (في الغوطة) صعوبة في التنقل. كيف يمكنهم الوصول إلى الأشخاص الأكثر عرضة للخطر؟". 

وأضافت "من دون وقف لاطلاق النار، اذا لم يسمع أحد النداء، لا يمكننا حتى أن نتخيل حجم الكارثة الإنسانية".

إلا أن مجلس الأمن الدولي أخفق خلال اجتماع له الخميس في الاتفاق على بيان يدعم الهدنة الانسانية. وخرج عدد من سفراء الدول الـ15 الاعضاء في المجلس من الاجتماع المغلق بوجوه متجهمة.

وعلق ديبلوماسي أوروبي بالقول "الامر رهيب"، فيما قال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبنزيا أن اعلان الهدنة لشهر أمر "غير واقعي".

وراى الباحث في المعهد الأميركي للأمن نيك هاريس في حديث لفرانس برس أن "استراتيجة الحصار على الغوطة هي في أساسها استراتيجية العقاب الجماعي، ما يعني أن يعاني جميع السكان لاتخاذهم خيار (دعم) الفصائل في مواجهة (الرئيس السوري) بشار الأسد ونظامه".

ويعمل النظام السوري، وفق هاريس، وفي ظل الضغوط المتصاعدة لايصال مساعدات للغوطة على "ضمان انهيار المعارضة في الغوطة وتحويل الأمر إلى حقيقة على الأرض لا يمكن لأحد عكسها".

ويتفق محللون على أن النظام السوري عاجلاً او آجلاً يريد استعادة الغوطة الشرقية، كونها أحد بوابات دمشق، وهو الذي طالما أعلن نيته استعادة كافة أراضي البلاد.

ومنذ تحولت حركة الاحتجاج في سوريا التي انطلقت في 2011 إلى نزاع مسلح، يزداد الوضع تعقيداً يوماً بعد يوم، مع تنوع الأطراف على الأرض وتدخل دول اقليمية ودولية، بينها واشنطن وموسكو.

وشهد النزاع توتراً بين الدولتين، فروسيا تدعم قوات النظام وأتاحت لها عسكرياً استعادة المبادرة الميدانية، فيما تدعم واشنطن المقاتلين الأكراد، كما تؤيد المعارضة ضد النظام السوري.

وقصف التحالف الدولي بقيادة واشنطن ليل الاربعاء- الخميس مقاتلين موالين للنظام في محافظة دير الزور (شرق)، بعدما شنوا "هجوماً لا مبرر له" ضد قوات سوريا الديموقراطية، الفصائل الكردية والعربية المدعومة أميركياً، التي كان يرافقها عناصر من التحالف.

وتحدث مسؤول أميركي عن نحو مئة قتيل جراء قصف التحالف.

وقال وزير الدفاع الاميركي جيم ماتيس الخميس ان الضربات كانت "محض دفاعية"، فيما اعتبرتها وزارة الخارجية السورية "جريمة حرب".

ووصف السفير الروسي لدى الامم المتحدة الغارات بـ"الجريمة". وقال: "هذا غير مقبول، مهما تكُن الاسباب".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم