الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

من تهديد ليبرمان إلى أبيدجان... الأزمة إلى أين؟

المصدر: "النهار"
من تهديد ليبرمان إلى أبيدجان... الأزمة إلى أين؟
من تهديد ليبرمان إلى أبيدجان... الأزمة إلى أين؟
A+ A-

مواقف ليبرمان

السؤال فرض نفسه على اثر صدور مواقف حرص كل من رؤساء الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة على اعلانها ردا على ما اعلنه الوزير الاسرائيلي . اذ قال رئيس الجمهورية "ان ما جاء على لسان ليبرمان هو تهديد للبنان ولحقه في ممارسة سيادته على مياهه الاقليمية" فيما نبه الرئيس بري من خطورة هذا الكلام. اما الرئيس الحريري فقال "ان هذا الادعاء باطل شكلا ومضمونا ويقع في اطار سياسات اسرائيل التوسعية وان الحكومة اللبنانية ستتابع خلفيات هذا الكلام مع الجهات الدولية المختصة". وهذا الامر يفترض ان يعني ان تتحرك الديبلوماسية اللبنانية في شكل اساسي الى جانب الاتصالات التي يجريها رئيس الحكومة من اجل استطلاع ما يتحدث عنه وزير الدفاع الاسرائيلي وتحريك الجهود مع الجهات الدولية خصوصا ان لبنان على عتبة توقيع عقود الاستكشاف والتنقيب عن النفط في المياه الاقليمية اللبنانية مع تحالف شركات توتال ونوفاتك وايني في 9 شباط . وهذا يطرح تساؤلات اذا كان الموقف الاسرائيلي يرمي الى عرقلة هذه المناسبة ومنع لبنان من الاستفادة من النفط بحيث تثير حذرا لدى الشركات المعنية قبل اقل من اسبوعين على توقيع العقود . واذا كان الوضع كذلك فان ذلك يشكل انذارا للمسؤولين اللبنانيين ازاء احتمال الاغراق في خلافاتهم في الوقت الذي تحدق المخاطر بالواقع اللبناني .

مواقف لافتة لبري

لكن في الانتظار، واصلت الازمة على خط رئيسي الجمهورية العماد عون وفريقه من التيار الوطني الحر ومجلس النواب نبيه بري مظللة الوضع السياسي بقوة اليوم على رغم هدوء المواقف العلنية من الجانبين . اذ بدا التوتر السياسي مثقلا على الوضع السياسي في ظل جمود عمل المؤسسات الدستورية مع الاعلان ان لا جلسة محتملة لمجلس الوزراء قبل ظهر غد وفي ظل ضيق هامش تحركات رأب الصدع في انتظار برودة المواقف واعطاء فرصة لان يتنفس الاحتقان بعض الشيء وذلك علما ان اي احتمال لتنفيس الاحتقان بدا مستبعدا في ظل توجه الانظار الى مؤتمر الطاقة الاغترابية الذي يصر رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل على افتتاحه يوم الجمعة بغض النظر عن ردود الفعل السلبية على امكان استقباله هناك. وتاليا فانه في انتظار معرفة الاتجاهات التي ستسفر عنها الايام المقبلة من الصعب انطلاق اي وساطة علما انه سبق لزوار كل من رئيس الجمهورية ومجلس النواب العمل على الحض على اصدار مواقف تهدئة تخفف من التصعيد السياسي وعلى الارض. واليوم صدرت مواقف لافتة نقلها نواب الاربعاء عن الرئيس بري اذ قال النائب علي بزي "ان الرئيس بري يمتلك من القوة والشجاعة والوعي والوطنية والامانة والحرص على اللبنانيين ما يدفعه الى ان يقدم اعتذارا الى كل اللبنانيين الذين لحق بهم اذى على الارض" . وهي خطوة رمت الى اخراج الانتقادات التي حظيت بها التحركات التي قامت بها عناصر من حركة امل او مناصريها كرد فعل على الفيديو الذي تم تسريبه لكلام الوزير باسيل في حق الرئيس بري من السياق العام للازمة استنادا الى ان غالبية الزعماء المسيحيين الذين لم يؤيدوا باسيل في كلامه اجروا اتصالات هاتفية تضامنية مع الرئيس بري لكن مع استنكارهم في الوقت نفسه التحركات الميدانية لمناصري الحركة الذين لم تقتصر احتجاجاتهم على مناطق نفوذ الحركة بل وصلت هذه التحركات الى المناطق المسيحية ما اثار استياء يعتقد انه كاد يخسر الرئيس بري منطقه الرافض والمحق لكلام باسيل على رغم ما تردد من معلومات عن سعيه الى لجم تحركات انصاره. ويقول نواب ان الرئيس بري رغب في ان يحرج الجانب الاخر من خلال الايحاء بان لا مشكلة في الاعتذار اذا كان ثمة مشكلة وان بالاعتذار يعبر الشخص عن كبر وليس عن هزيمة. في اي حال، فان الازمة لا تزال تراوح مكانها حتى اشعار اخر من دون افق للحل علما ان المتشائمين من السياسيين لا يرون سبيلا الى الحلول بسهولة على الاقل قبل الانتخابات نظرا الى الذيول التي تركتها هذه الازمة والتي لم تنته فصولها بعد في انتظار الفصل الجديد المرتقب في ابيدجان.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم