الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

الفوقيّات

سمير عطاالله
Bookmark
الفوقيّات
الفوقيّات
A+ A-
وصل الشيخ بشارة الخوري الى الرئاسة ومعه رياض الصلح، قادمين من قلعة راشيا، متوَّجين بالاستقلال، الذي يحدث للشعوب مرة واحدة في التاريخ. وكانت لقاءات الشيخ بلا حدود، وسمعته تتجاوز لبنان الى بلاد العرب. وفي زمن لم يعرف بعد من اسحار الاثير سوى الراديو، كان العرب يتسمعون الى المذياع ليصغوا الى خطيبهم. أمضى الرجل مرحلة عهده الطبيعية في خير وسلام. ثم خطر له التجديد، وانقلب البلد. وانتهى معزولاً في الكسليك، المنطقة التي لم تكن بيروت سمعت بها من قبل. وجاء كميل شمعون بمواصفات فائقة: "فتى العروبة الأغر" وشاب الديبلوماسية، وشجاع السياسات، ومرت المرحلة الطبيعية بالازدهار والرفاه. ثم دخل عليه عفريت التجديد من نافذة قصر القنطاري، فاشتعل القصر واحترق البلد.وجاء فؤاد شهاب حاملاً من الاوشحة أنبلها: مؤسس الجيش. رمز الورع. النزاهة المطلقة. في نهايات العهد خطر له ولرفاقه أن ثمة مهمة يجب أن تُنجز، ففكروا في التجديد، فرأوه مستحيلاً. لماذا إذن ليس الأمير عبد العزيز شهاب؟ لأنه يحمل الإسم. فضل اللبنانيون ضعف شارل حلو على قوة عبد العزيز شهاب ومعالم "الامارة".بعد الحرب جاء الرئيس الياس الهراوي. استطاع ان يمدد بسلام بحسب شخصيته المتواضعة والمحببة. خاطب الناس من بين الناس، واشعرهم انهم شركاء، لا أتباع، ولا مصفقون. ثم جاء الرئيس اميل لحود، مطلاً بصورة جديدة لا رسميات فيها ولا فوقيات، وخصوصاً لا مواكب. وأحبه الناس. ولكن عندما انتهت السنوات...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم