من كسر تمثال القديس شربل وشوّهه في زغرتا وما رسالته؟

تمثال القديس شربل تعرض لهجوم من مجهولين صبّوا جام حقدهم عليه تحت جناح الظلام، كسروا يده اليسرى، شوهوا وجهه، خدشوا بطنه ورموا مسبحته بعيداً منه، لتستيقظ بلدة ارده في قضاء زغرتا صباح امس على المشهد المفجع، وفق رواية عدد من الأهالي الذين طرحوا علامات استفهام عن الذين يقفون خلف هذا العمل المشين والرسالة التي يريدون ايصالها وعما إن كان يحضر لضيعتهم ما هو اسوأ من ذلك. 

خوف على الكنيسة

قبل نحو عشر سنوات، فرح أبناء "ارده" ببدء بناء كنيسة القديسة ريتا التي دشنت قبل سنتين، "وضع تمثال القديس شربل الشفيع والعطية من الله في باحتها الى جانب الطريق منذ نحو ثلاث سنوات، بات مقصدا للناس للتعبير عن عاطفتهم تجاه مار شربل ولطلب شفاعته"، بحسب ما قاله كاهن الرعية الخوري سايد مرّون لـ"النهار"، مضيفاً "تفاجأنا في الأمس بما تعرض له التمثال، بعدما استيقظ جيران الكنيسة ووجدوه مشوهاً عن قصد، ما زرع فينا جميعاً الخوف على الكنيسة التي بنيناها بدمائنا وبمساهمات ابناء البلدة حيث وصلت تكلفتها الى نحو مليون و400 الف دولار".

عمل تخريبي

يرفض مرّون ان تكون العواصف والرياح في تلك الليلة قد تسببت بوقوع التمثال وتشوهه، ويؤكد ان "هذا عمل تخريبي لا علاقة للعوامل الطبيعية به، فمسبحة القديس شربل وجدت على بعد 5 أمتار عنه على الجانب الآخر من الطريق". وهذا ما شدد عليه مختار بلدة ارده ميلاد شاهين حيث قال لـ"النهار": "على عكس ما افترض البعض ان تكون العواصف خلف ما حصل، فإن دعسات اشخاص حفرت على الوحل تؤكد انه فعل مقصود، ومن الواضح ان يد التمثال كسرت بمطرقة كذلك تم تشويه وجهه وانفه بهذه الاداة، لا نعلم الى الآن من يقف خلف ذلك لا سيما وانه لا يوجد سوى كاميرا واحدة في المكان تبعد نحو 50 مترا عن التمثال".

هل من رسالة؟

وعما ان كان مرّون يخشى من مخطط تخريبي يحضّر للبلدة وان ما حصل للتمثال رسالة أولية، أجاب "كل الاحتمالات واردة، لم يسبق ان شهدت الرعية او المنطقة حادثة كهذه، لا أعلم نية الفاعل، لكنه عمل شرّ وعنف، ونحن جماعة مسالمين على علاقة طيبة مع جيراننا، سنكمل صلاتنا وايماننا وحياتنا المسيحية".

التحقيقات مستمرة

على الرغم من الحسرة التي يشعر بها ابناء ارده الا ان مرّون دعا الى "عدم الانجرار وراء لعبة الشر، فالعنف يدمّر الضحية والفاعل، وهذه اللعبة هي عكس ايماننا وتعاليم الانجيل، لذلك أدعو الى المحبة وان تكون ردة الفعل مسيحية، واطلب من القوى الامنية حمايتنا وحماية مقدساتنا". وتابع "ننتظر ما ستؤول اليه تحقيقات مخفر الرميلة ارده والمعلومات، وسنعيد ترميم التمثال اذا امكن او وضع تمثال جديد عرض اشخاص كثر شراؤه"، في حين أكد مصدر امني لـ"النهار" انه "لم يتم التعرف الى المخربين حتى اللحظة كما انه تمت مراجعة الكاميرا المزروعة على مقربة من الحادث الا انها لم تظهر الفاعلين".

الى حين الكشف عن الفاعلين ومعرفة هدفهم من الفعل المشين، فإن ما هو اكيد كما قال مرّون "تعمق الناس اكثر بعد الحادثة بالايمان وبمحبة القديس".