الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

مشاهدات المربّع الذهبي في فرن الحايك \r\nمن زيتونة سمير قصير إلى ساحة جبران تويني في التباريس

عقل العويط
عقل العويط
Bookmark
مشاهدات المربّع الذهبي في فرن الحايك \r\nمن زيتونة سمير قصير إلى ساحة جبران تويني في التباريس
مشاهدات المربّع الذهبي في فرن الحايك \r\nمن زيتونة سمير قصير إلى ساحة جبران تويني في التباريس
A+ A-
في المنطقة الممتدة من زيتونة سمير قصير، على مقربة من مدرسة زهرة الإحسان، إلى طريق الشام غرباً، وصعوداً من ساحة جبران تويني الأوّل في التباريس، إما في اتجاه طلعة شحادة و"مقتنياتها" المعمارية المذهلة، وإما إلى شارع لبنان الحبيب ومتفرّعاته من البيوت العقد، والمتكأ اللذيذ حيث مقرّ الآباء اليسوعيين، إلى هوفلان الذي يليه توازياً، وغندور السعد، ورشيد الدحداح، وجرجي زيدان، والقلبين الأقدسين، وكلية مار يوسف، مروراً بمونو ومتفرّعاته، وقوفاً عند زاوية النبلاء، حيث كان ثمّة "الندوة اللبنانية"، وبيت ميشال أسمر في ترابو سابقاً، وديع نعيم حالياً، وصولاً إلى عبد الوهاب الإنكليزي والمتفرّعات، والدوماني، ويارد، وفرنيني - وهذه كلّها، مع غيرها، قد تتخذ لنفسها تسمية المربّع الذهبي لمنطقة فرن الحايك تعميماً - أجدني في رحاب الأمكنة الباقية ربما من أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن الماضي، وهي صدىً لهبوب الأرواح والأفئدة التي تأبى أن تفارقني، وأشاء أن أنضمّ إليها كمَن ينضمّ على حياةٍ لم يسبق له أن عاشها في أحد الأيام. مذ انتقلتُ إلى هنا، حيث بتُّ أقيم في موضعٍ ما من حنايا هذه الأمكنة، وأنا لا أكفّ عن التجوال في هذا "المربّع الذهبي"، حيث الرصيف الحميم، والشميم الجماليّ الوجدانيّ اللطيف الليّن المزاج، من أجل أن أسترجع ما لا يُحتمَل استرجاعه، أو أكتشف ما لا يُحتمَل اكتشافه، إلاّ بالمشي المتأنّي الذي لا يبتغي شيئاً ولا يرغب في شيء.يغمرني إحساسٌ بأني جئتُ إلى هنا لأستعيد تاريخ الجغرافيا المندثرة، وجغرافيا التاريخ، مكتشفاً إيقاعاتها الهندسية، وأسرار المشهد المعماري العتيق. حيث هنا يجدر بي أن أخاطب مشاعر الفناءات والمَداخل والأدراج الحجر والقناطر والشرفات والنوافذ والشبابيك والحديد المصقول، بما يتلاءم وشغفها المزدوج؛ مرةً إذ تتشوّق لرؤية الخارج والتواصل مع خفّته اللامتناهية، ومرةً إذ تستشعر مسؤوليتها حيال المزاج الداخلي للأمكنة، فتكتفي بالإيماء الزاهد والإشارة الملتئمة بشروطها الخفرة. لا أملّ هذه المخاطبات. وأسائل نفسي: هل هي، يا ترى، مخاطباتٌ معنويةٌ ومجانيةٌ فحسب، أم هي في الآن نفسه مخاطباتٌ بصوت الكلام، أنتبه أحياناً أنّي أُطلِقها من حنجرتي على طريقة الهمهمة والتأوّه أو المناداة؟!يسعدني أن أرى في هذه المخاطبات، ما يشبه، في الواقع...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم