الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

بياف التي واجهت وحدتها وكرهها لشكلها وجسدها\r\n

المصدر: (ا ف ب)
A+ A-

سكتت اديت بياف عن الغناء وأغمضت عينيها عن الحياة في العاشر من تشرين الأول من العام 1963، وهي في السابعة والأربعين من عمرها. لكن صوتها لم يخفت بعد خمسين عاماً على وفاتها، وهو ما زال الصوت الغنائي النسائي الفرنسي الأكثر شهرة.
وكانت اديت بياف اول فرنسية تغزو اميركا بصوتها وأغانيها، خصوصاً مع الأغنية التي شهرتها في أرجاء العالم "لافي آن روز".
وأمضت بياف حياتها القصيرة وهي تغني الحب والحياة. هي التي كانت لعوباً مع الرجال، لم ينقل عنها انها كانت لطيفة مع النساء إطلاقاً.
حبها الأول كان لاعب الملاكمة مارسيل سيردان الذي توفي في حادث مأسوي إثر تحطم طائرته في العام 1949، بينما كان يسافر متجهاً الى نيويورك للقائها. وهو الرجل الذي كتبت له قبل وفاته "نشيد الحب" (ليم آ لامور) الذي تتخوف في كلماته من "يوم قد ينتزعك مني".
ويصفها الكاتب الفرنسي روبير بيليريه في اصداره الجديد "بياف، أسطورة فرنسية" (بياف: آن ميت فرانسي) بأنها "حطمت كل الأرقام القياسية: في الإغراء والشغف والمعاناة والجنون والاستفزاز".
فهل كان في ذلك سعي محموم لإديت بياف التي لم يكن طولها يتجاوز متراً واحداً و47 سنتيمتراً لمواجهة خوفها من الوحدة وكرهها لشكلها وجسدها؟
بخلاف ما كانت تقول، لم تولد اديت بياف في شارع شعبي في باريس في التاسع عشر من كانون الأول 1915، بل ولدت في مستشفى مجاور للمنطقة هذه.
ولم تكن مصابة بالعمى على مدى اربع سنوات في طفولتها الى ان جاءها الشفاء على يد القديسة تريزا، كما كانت تقول، بل في الحقيقة هي "لم تكن تعاني سوى مشكلات بسيطة في النظر لمدة اسابيع قليلة" اثر اصابتها بعدوى، وفقاً للكاتب.
وإذا كانت حياتها الشخصية والمهنية مطبوعة بالمآسي والاضطرابات، كوفاة طفلتها مارسيل ابنة السنتين ووفاة أمها اثر تناول جرعة زائدة من المخدرات، فإن اديت بياف طورت الى جانب هذه المآسي "روحاً طريفة وخيالاً واسعاً، وطباعاً غريبة".
في العاشر من تشرين الأول من العام 1963، توفيت اديت بياف اثر اصابتها بنزيف داخلي اثناء وجودها في جنوب فرنسا، بعدما انهكها ادمان الكحول والعمليات الجراحية والتهاب المفاصل.
لم تقم لها مراسم دفن دينية بسبب نمط عيشها المخالف لتعاليم الكنيسة. لكن عشرات الآلاف من المعجبين بها رافقوا نعشها في الرحلة الأخيرة الى مقبرة "بير لاشيز" وسط باريس.
وما زالت اديت بياف حاضرة في فرنسا بالقوة نفسها، خضوراً يطغى احياناً على المواهب الأخرى التي رافقت مسيرتها الفنية. وهي كتبت كلمات نحو ثمانين اغنية من اعمالها، من بينها "لافي آن روز" و "ليم آ لامور".
ومنذ اكثر من عشرين عاماً، تواصل اغنية "لافي آن روز" احتلالها قائمة الأغنيات الفرنسية العشر التي تدر أكبر ايرادات إلى اصحاب حقوق ملكيتها على الصعيد العالمي، إلى جانب أغنيات دافيد غيتا وفرقة "دافت بانك".
تنتشر اغنياتها اليوم في كل اصقاع العالم، "في الدول الأوروبية وروسيا وأميركا الشمالية واليابان، اضافة الى اميركا الجنوبية وأفريقيا"، وفق ما يقول جان نويل ترون مدير جمعية المؤلفين والملحنين في فرنسا، في حديث إلى "وكالة فرانس برس".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم