الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

كل الفصول في الطبيعة... إلا الشتاء (صور)

المصدر: "النهار"
طوني فرنجية
كل الفصول في الطبيعة... إلا الشتاء (صور)
كل الفصول في الطبيعة... إلا الشتاء (صور)
A+ A-

يخشى المزارعون والمعمّرون في آن، من انحباس المطر باكراً، وانعكاساته السلبية على الزرع والأرض والمياه الجوفية والينابيع والعيون. ويزداد خوفهم يوماً بعد آخر لكون شهر كانون الثاني، وهو الذي يقال فيه "أنه فحل الشتاء"، قد قارب الانتصاف والطبيعة آخذة مسارها نحو الربيع الذي يتمدد ساحلاً، ويدق أبواب الجرود، على الرغم من الصقيع الليلي والجليد، وسط غياب كلي للمطر والثلوج. 

الطبيعة ساحلاً، ربيعٌ يفرش ألوانه يوماً بعد آخر سجاداً في الحقول، وزهراً متفتحاً في اللوزيات، التي لم يغب عنها ثوبها التشريني، وظلت محتفظة بأخضر الموسم الماضي. وتمدد هذا المنظر منذ أيام إلى الجرود، فأزهرَ اللوز وبرعمَ الدراق والمشمش والخوخ وسط خوف المزارعين من "احتراق" الأزاهير والبراعم بسبب جليد الليل أو عودة الثلوج والرياح والأمطار، خصوصاً "ثلجة مار أنطونيوس" في عيده الذي يصادف في 17 الشهر الجاري، وهي حسب المعمِّرين من أكبر "الثلجات كل شتاء". 


وفي السواحل أيضاً برعم الليمون وأزهر في منظر غير مألوف في عزّ كانون. كما أن التفاح أنتج موسماً جديداً قبل أوانه بأشهر. ناهيك عن تفتّح اللوزيات على اختلافها وبداية تبرعم الاشجار المثمرة الأخرى. 

أما ألوان الطبيعة بين الزيتون والليمون، فتزداد نضارة واخضراراً يوماً بعد آخر. 

ويرى المعمرون في هذه الظاهرة، وفي انحباس المطر، "غضباً إلهياً بعدما انتشرت الرذيلة وقلة الأخلاق في المجتمعات كلها". ويضيفون "عند الله ما في حجارة، بس بيعرف ياخذ حقه من الخطأة والكفّار ساعة يريد وكيفما يريد. وهذه صورة من غضب الله علينا".

المزارعون الذين توقفوا عن التسميد وبدأوا فلح الأرض لتخزين أكبر كمية من المطر إن هطل، يخشون على زراعاتهم البعلية مثل القمح والشعير والفول والبازيلا، وهي زراعات تروى من الأمطار. ولا يمكن ريُّها بالتنقيط أو الغمر، لأنها تزرع في مساحات واسعة وبين الزيتون بعيداً عن الينابيع والأنهر. كما أنهم يخشون من اندفاعة الأشجار المثمرة قبل الأوان. ولهذا هم يرون أن المستقبل قاتم أمامهم. 

والى كل ذلك، هناك من يحدّثك عن شحّ الآبار الجوفية والينابيع والعيون. فهل نحن أمام موسم شحائح في عز الشتاء، أم أن ما بقي من "شتوية" في هذا العام سيعوّض النقص في الخزان الجوفي؟ علماً بأن الأمثال تقول إن "شباط عند العرب ربيع".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم