فحوص جينية لتحديد نسبة الخطورة في سرطان الثدي

تشرين الأول هو الشهر العالمي للتوعية وللوقاية من سرطان الثدي، الذي اصبح من الممكن الشفاء منه لدى اكثرية مرضى الكشف المبكر، وعلاج بعض الحالات المنتشرة على انها مرض مزمن، كما اوضح للـ "النهار" رئيس الجمعية اللبنانية لمكافحة سرطان الثدي الاختصاصي في امراض الدم والاورام البروفسور ناجي الصغير.
يشكل سرطان الثدي 35 الى 40 في المئة من حالات السرطان عند النساء، في لبنان يتم تشخيص نحو 4 آلاف حالة سرطانية جديدة سنوياً عند النساء، منها 1700 حالة سرطان ثدي، ويساهم الكشف المبكر بشفاء اكثر من 90 في المئة من الحالات، ولكن للأسف بسبب نقص التوعية، لازال هناك عدد كبير من الحالات التي يتم تشخيصها في مراحل متقدمة، من هنا اهمية حملات الكشف المبكر، والتوعية.
وعن الاستئصال الكامل للثدي، كما حصل مع الممثلة الأميركية انجلينا جولي، للوقاية من الاصابة بالسرطان في ما بعد، قال:"يساعد النجوم بشكل عام على نشر الوعي وكسر المحرّمات وحاجز الخوف، فلهذه الممثلة قصة عائلية ووراثية مع سرطان الثدي لناحية والدتها وشقيقتها اللتين تعانيانه، تبين انهما تحملان تغيرات متحولة في جين "بي.ار.سي.اي1" المسؤولة عن زيادة الاستعداد للإصابة بسرطان الثدي والمبيض، ولهذا السبب تم فحص دمها وتبين انها تحمل ايضاً التغيرات نفسها، ولديها احتمال يصل الى 80 في المئة لتصاب في سرطان الثدي او المبيض في ما بعد، لذلك كان قرارها بناء على نصيحة الاطباء، باستئصال ثدييها وقائيا وترميمهما. ويشار الى ان استئصال المبيض ضروري ايضاً في حالتها عادة بعد سن الاربعين، لخفض خطورة الاصابة بسرطاني المبيض والثدي.
وتتم متابعة السيدات الحاملات لهذه التغيرات بواسطة الفحص الذاتي والسريري، والتصوير الماموغرافي والمغناطيسي للثدي كل سنة ابتداء من سن ال25 قبل اجراء عملية الاستئصال، كي لا تتأثر عملية الانجاب في ما بعد ولمتابعة حياتهن بشكل طبيعي.
وهذه التغيرات يتم اكتشافها بواسطة فحص دم لتحليل تركيبة الكروموزوم 17 للحامض النووي، وتصل كلفته الى 2400 دولار تقريباً، وتظهر النتيجة بعد نحو شهر، وبالإمكان اجراؤه في لبنان. ولكن يجب عدم المبالغة في اجراء الفحص، حيث ان وجود القصة العائلية لا تعني بالضرورة وجود العامل الوراثي، وإجراء الفحص يكون بناء على طلب الطبيب المعالج، واستشارة جينية.