الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

بحثاً عن رجل العام في لبنان: ريمون إده عندما يُفتَقَدُ الكبار

كريم مروة
Bookmark
بحثاً عن رجل العام في لبنان: ريمون إده عندما يُفتَقَدُ الكبار
بحثاً عن رجل العام في لبنان: ريمون إده عندما يُفتَقَدُ الكبار
A+ A-
أتذكر اليوم بقدر عال من الإحترام والتقدير والحزن شخصية ريمون إده بصفاته وسماته التي حولته إلى رمز كبير للوطنية والديموقراطية. أتذكّره وأتذكّر معه اثنين كبيرين شكّل معهما ثلاثية سياسية رائعة من زمن جميل هما كمال جنبلاط ورشيد كرامي. وأمثال هؤلاء الثلاثة هم من نحتاج إليهم في هذه الحقبة الصعبة من تاريخ بلدنا المعذب لبنان. وترك هؤلاء الثلاثة بصمات لا تنسى على نصف قرن من تاريخ لبنان.  ورث ريمون إده الزعامة عن والده إميل إده الذي كان رئيساً لحزب الكتلة الوطنية المتعاون مع الانتداب الفرنسي. لكن ريمون عندما بدأ يمارس العمل السياسي في مرحلة ما بعد الإستقلال شقّ طريقاً خاصاً به مختلفاً في الجوهر وفي الكثير من التفاصيل عن سياسة وسيرة والده. وصار ريمون منذ ذلك التاريخ واحداً من كبار الزعامات السياسية المعروف بوطنيته اللبنانية إلى أقصى الحدود، والمعروف بتمسكه بالنظام الديموقراطي وبدفاعه عنه إلى أقص الحدود أيضاً. وباسم هاتين القضيتين الأساسيتين لم يهادن قط. وكاد يدفع حياته ثمناً لموقفه المبدئي الثابت منهما أكثر من مرة في المرحلة الأولى من الحرب الأهلية اللبنانية. وقادته محاولات اغتياله الفاشلة إلى مغادرة لبنان في عام 1976 واللجوء إلى باريس التي كانت مقره الدائم في منفاه القسري حتى وفاته في عام 2000. ورغم أنه كان متعاطفاً مع القضية الفلسطينية ومعادياً لإسرائيل ولسياساتها العدوانية تجاه الشعب الفلسطيني وتجاه لبنان، فإنه لم يوافق على إعطاء الفلسطينيين الحق في استخدام لبنان منطلقاً لعملياتهم الفدائية ضد إسرائيل. وكان الوحيد الذي صوّت في مجلس النواب اللبناني في عام 1969 ضد اتفاق القاهرة الذي كان الرئيس جمال عبد الناصر قد شارك مع الرئيس شارل الحلو في صياغته كشكل للوجود الفلسطيني في لبنان. كما كان قاطعاً في رفضه لتحوّل منظمة التحرير الفلسطينية إلى دولة داخل الدولة اللبنانية، من دون أن يتخلى عن موقفه الداعم للقضية الفلسطينية، ومن دون أن يقطع علاقته مع قيادتها، وبالأخص مع رئيسها ياسر عرفات. كما كان حازماً في الموقف من الوجود السوري في لبنان بعد اتفاق الطائف.ولد ريمون إده في عام 1913 في مدينة الإسكندرية في مصر. وقد سماه والده ريمون، إعجاباً منه بالرئيس الفرنسي ريمون بوانكاريه الذي تولى حكم فرنسا منذ عام 1913 حتى عام 1920. وكان الوالد إميل في ذلك الحين يقيم في لبنان....
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم