انهالت التعليقات المتأسفة والتعابير القلقة بعد أن نشر أحد مؤسسي جمعية "سي ليغاسي" المصور بول نيكلان في صفحته عبر موقع التواصل الاجتماعي "إنستغرام" فيديو لدب قطبي يعاني الجوع والضعف المميت ظاهر عليه بوضوح، في 5 كانون الأول الحالي.
هذا الفيديو الذي بثته قناة "ناشونال جيوغرافيك" بعد مرور أيام على نشره شغل الرأي العام، وأعاد إحياء الخوف لدى كل من شاهده من الاحتباس الحراري والتلوث وذوبان القطبين وتبعاتها.
المناخ التروبيكالي يجتاح الأرض والحل ضروريأوضح خبير البيئة البروفسور ويلسون رزق، في حديث لـ"النهار"، أن "الدب القطبي يعيش في المناطق الجليدية ويعثر على أكله وغذائه تحت الثلج، وفي المعالم الطبيعية المغايرة عن بيئته يضيع هذا الحيوان حتى ولو كان الغذاء أمامه، لأنه ليس معتاداً إيجاد أكله بطريقة مغايرة عن تلك التي اعتادها".
وشرح رزق "مع غياب الثلج اختفى مصدر التغذية الأساسي بالنسبة إلى هذا الدب". وأضاف "أما حول السبب وراء اختفاء الثلج فهو التبدل المناخي الحاصل والذي تسبب بارتفاع غير مألوف في درجات الحرارة".
وقال "الاحتباس الحراري يأتي من انحلال طبقة الأوزون وتلوث الهواء الكبير، والسبب الرئيسي لهذا التلوث هو الإفرازات الغازية التي تنبعث من حرق البترول والفيول، الأمر الذي يزيد نسبة ثاني أوكسيد الكربون في الجو، الأمر الذي يعتبر سبباً مباشراً وسريعاً للتلوث، لأنه يرفع الحرارة".
وأكد رزق أن "ارتفاع الحرارة لنصف درجة فقط كفيل بالتأثير على سماكة طبقة الأوزون". وتابع "خفض نسبة انبعاث ثاني أوكسيد الكربون في الجو يساعد في خفض نسبة كبيرة من المشكلة، وللتمكن من إنجاز ذلك يمكن البدء باستخدام مصادر للطاقة بديلة من البترول، مثلاً الطاقة الكهربائية لتحريك وسائل النقل، والكهرباء من الطاقة الشمسية وغيرها".
وشدد رزق على أن "بظرف 5 إلى 10 سنوات يمكن خفض نسبة الاحتباس الحراري بحال الاتفاق على تخفيف استخدام الوقود وخفض انبعاثاته في الجو". وأشار إلى أن "تقلص الغطاء الأخضر على سطح الأرض هو سبب رئيسي آخر للتلوث، فقطع الأشجار وعدم زرع غيرها يودي بالعالم إلى التصحر".
وقال "المناخ اليوم يتحول إلى مناخ تروبيكالي أو استوائي، أي اقتصرت الفصول على 2 شتاء خارق وصيف حارق، الأمر الذي بدأنا نلمسه في لبنان والدول المجاورة، فلم نشهد في مناطقنا مرحلة الحريق التي ننتقل من خلالها من الصيف إلى الشتاء".
وأسف رزق لتحول العالم "إلى حضارة الباطون بدلاً من أن نكون حضارة الشجر"، ودعا الناس "ليستوعبوا الأمر ويفهموا خطورته، فمن الضروري البدء بزراعة الأشجار".
مقتل 200 مليون شخص بحلول 2050 بسبب الاحتباس الحراري
إلى ذلك، توقع عدد من الخبراء من جامعات روتجرز وبرينستون وهارفارد الأميركية أن ذوبان الجليد في القطب الشمالي سيؤدي إلى حدوث فيضانات وكوارث إنسانية كبيرة في السنوات القليلة المقبلة، وفق ما نقل موقع "روسيا اليوم".
ولفت علماء المناخ إلى أن عمليات ذوبان الجليد ستكون أسرع وأشمل بكثير مما كان متوقعاً، وهذا سيحصل عام 2050. وأشاروا إلى أن ارتفاع سطح البحر سيبلغ 1.3 متراً، ما سينتج فيضاناً سيودي بحياة 153 مليون شخص جراء الأضرار المباشرة فقط.
وتوقعوا أن يبلغ عدد ضحايا الفيضانات أكثر من 250 مليون شخص في المدن الساحلية في جميع أنحاء العالم.
إلا ان هذه المعلومات تبقى قيد الدراسات ولا شيء منها مؤكد.
هذا الدب الجائع للأسف لن يبقى وحيداً، فالاحتباس الحراري يزداد، وطبقة الأوزون تحت خطر دائم. فهل تصحى الرؤوس الكبيرة لتبدأ بالتحرك في وجه التلوث الذي يغرق العالم؟ أم سينتقل مصير الحيوان والنبات إلى الإنسان ليصبح كوكب الأرض بعد أعوام مجرد كومة رماد لا حياة فيها؟