رحيل نجم الروك الفرنسي جوني هاليداي فرنسا تودّع أسطورة موسيقية من تاريخها

طويت أمس صفحة مضيئة من تاريخ الأغنية الفرنسية، برحيل الأسطورة ملك الروك الفرنسي جوني هاليداي، والذي جسد موسيقى الروك الفرنسية بصوته القوي وحضوره المميز على المسرح. وقد توفي هاليداي عن 74 عاما ليل الثلثاء الاربعاء اثر اصابته بسرطان الرئة. 

وكتبت زوجته ليتيسيا بودو في رسالة إلى وكالة "فرانس برس": "رحل جوني هاليداي. أكتب هذه الكلمات من دون ان أصدق ذلك. إلا أن هذه هي الحقيقة. لقد رحل زوجي. غادرنا خلال الليل كما عاش طوال حياته، بشجاعة وكرامة".

وقد علق قصر الاليزيه على وفاة جوني هاليداي في بيان: "في داخلنا جميعاً شيء من جوني" في اشارة الى اغنيته الشهيرة "كلكو شوز دو تينسي". اضاف البيان "لن ننسى اسم جوني هاليداي ولا وجهه ولا صوته ولا اداءه الذي بات بخشونته وحساسيته جزءاً من تاريخ الاغنية الفرنسية".

وكان جوني هاليداي ادخل المستشفى في باريس قبل شهر بسبب قصور في الجهاز التنفسي. وقد امضى فيه ستة ايام قبل ان يعود الى منزله الواقع غرب باريس. وقد قاوم المرض وصعد في حزيران وتموز الماضيين على المسرح مع صديقيه جاك دوترون وايدي ميتشل في اطار جولة "فيايي كاناي" رغم خضوعه لعلاج كيميائي اضعفه.

وكان جوني هاليداي يحضر لالبوم جديد بعد جولة ماراتونية في 2015-2016 بعنوان "للبقاء حيا".

وقد باع جوني هاليداي الملقب "معبود الشباب" خلال مسيرته التي امتدت على 57 عاما أكثر من مئة مليون اسطوانة، وعاصر مراحل عدة من بدايات الروك اند رول حيث كان يعرف بـ"الفيس فرنسا"، الى اليي يي مروراً بالمنوعات في الثمانينات من القرن الماضي الى جانب ميشال بيرجيه وجان - جاك غولدمان قبل ان يعود في السنوات الاخيرة الى جذور البلوز والروك.

شابت حياته الصاخبة السريعة الوتيرة حوادث وتجاوزات نقلتها الصحف، وتخللتها علاقات حب عاصفة، خصوصا مع المغنية سيلفي فارتان (انجب منها ابنه دافيد هاليداي) والممثلة ناتالي باي (انجب منها ابنته لورا). وقد تبنى مع زوجته الاخيرة ليتيسيا، ابنتين هما جايد وجوي. وكانت له منازل في سويسرا والولايات المتحدة، فاتهمه البعض بانه اختار "المنفى الضريبي".

ولد جوني هاليداي واسمه الأصلي جان - فيليب ليو سميت في 15 حزيران 1943 في باريس. بعيد ذلك انفصلت والدته الفرنسية اوغيت كلير عن والده البلجيكي ليون سميت فاهتمت خالته بالطفل. وفي سن المراهقة اكتشف جوني المسرح بفضل قريبه الفنان الأميركي لي هاليداي الذي استوحى منه اسمه. وكان يتردد الى معقل الروك الفرنسي في تلك الفترة "غولف دروو" حيث راح يؤدي اغنيات مستعادة واعمالا فرنسية مأخوذة من موسيقى الكانتري الأميركية. وكان يغني خصوصا لالفيس بريسلي.

اول اسطوانة له باسم جوني هاليداي صدرت عام 1960 مع اغنية مستعادة لداليدا بعنوان "تيميه فولمان" تلتها "سوفونير سوفونير" ما حقق له شهرة سريعة.

وراح جوني هاليداي بعدها يغني في المسارح الباريسية ويقوم بجولات في المناطق. وتوج "معبود الشباب" كما سمته الصحف، ملك الروك الفرنسي. وخلال حفلة في ساحة ناسيون في باريس في حزيران 1963 استقطب هاليداي 150 الف شخص.

وكان يتميز بحضوره القوي على المسرح مع عروض لافتة واعداد قياسية للجمهور الذي زاد عن مليون متفرج خلال جولاته في اعوام 2000 و2003 و2006 و2009.

خاض جوني غمار السينما ايضاً حيث عرفت مسيرته تقلبات مع حفنة من الادوار اللافتة وترشيح ثلاثة من افلامه الى مهرجان كانّ وهي "لافنتور سي لافنتور" لكلود لولوش العام 1972 و"ديتيكتيف" لجان لوك غودار في 1985 و"فانجانس" لجوني تو عام 2009.