الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

لائحة الطعام على متن السفينة الأسطوريّة المأسويّة... قصّة طريفة تُروى!

المصدر: "النهار"
هنادي الديري
هنادي الديري https://twitter.com/Hanadieldiri
لائحة الطعام على متن السفينة الأسطوريّة المأسويّة... قصّة طريفة تُروى!
لائحة الطعام على متن السفينة الأسطوريّة المأسويّة... قصّة طريفة تُروى!
A+ A-

في تلك الليلة المشؤومة من العام 1912، حَدث ما لم يكن في الحسبان، إذ "ابتلع الجليد" 1514 روحاً إستغفلها الموت بحضوره المهيب. وأولئك الذين نجوا كانوا مَسكونين إلى الأبد بالرعب "البارِد" الذي سيّج رحلة كان من المُفترض أن تستحق لقب "رحلة العمر".  

تعدّدت المشاهِد التي يليق بها أن تتفتّح وردة جريحة بين دفتيّ كتاب، فتُصبح تالياً قصّة مَسكونة بالصراخ، نَسترجع من خلالها غرق السفينة الملوكيّة التي أبحرت من ساوثمبتون في إنكلترا في العاشر من نيسان عام 1912، ولم تتمكّن من الوصول إلى نيويورك.

وتحوّل المُحيط منزلها الأبدي بعدما اصطدمت بجبل جليديّ عند الحادية عشرة وأربعين دقيقة ليلاً في تاريخ 14 نيسان.

وانتهى كل شيء بفعل هذا الإصطدام.

وهذا الصراخ!

يا إلهي كم كان مُروّعاً صدى هذا الصراخ المُستمرّ! 

...وطلبات النجدة التي لم يسمعها أحد.

في تلك السنة، تحوّلت الرحلة البحريّة الأكثر شُهرةً في التاريخ على متن سفينة التايتانيك، إلى كارثة إنسانيّة ما زالت الأساطير والأقاويل، حتى يومنا هذا، وبعد أكثر من 105 سنوات على حُدوثها، تُنسَج حولها.

من الحكايات التي تُقال هنا وهناك: 

"التايتانيك كانت مزوّدة 16 زورقاً خشبيّاً فقط"، "تم توزيع كرّاسات على ركّاب الدرجة الأولى تضمّنت أكثر من 350 أغنية وكان بإمكانهم أن يطلبوا أي واحدة منها لتعزفها الفرقة الموسيقيّة بأعضائها الذين حفظوا كل هذه الأغنيات عن ظهر قلب!"، "تم إنقاذ كلبين من أصل 9 كانت على متن السفينة"، "فريديريك فليت البحّار الذي اكتشف الجبل الجليديّ المهيب الذي اصطدمت به السفينة نجا من الغرق"، "تشارلز جوفين، الخبّاز الرئيسي في السفينة تمكّن من النجاة على رغم كونه بقي في المياه الجليديّة اكثر من ساعتين قبل أن يتم إنقاذه، وعزا ذلك إلى كونه احتسى قبل غرق السفينة الكثير ثم الكثير من الكحول، ولهذا السبب لم تقتله المياه المثلّجة"، "الفرقة الموسيقيّة عزفت المقطوعات إلى أن غرق كل الأعضاء"، "المليونير بن غوغنهايم تأنّق وارتدى أجمل الثياب عندما علم بأن السفينة ستغرق، واحتسى البراندي ودخّن السيجار فيما كانت السفينة تغوص في الأعماق!"...وعشرات الخبريّات الأخرى التي يُمكن أن نكتب فيها مقالات طويلة.

ويُقال أيضاً إنها عندما بدأت خدمتها، كانت التايتانيك أكبر سفينة مُخصّصة للركّاب (269 متراً) في العالم، وديكورها الداخليّ الملوكيّ كان مستوحى من فندق الريتز في لندن. واحتوت غرفها الداخليّة على ناد للرياضة وبركة للسباحة وحمّام تركي وفسحات شاسعة مُخصّصة للكلاب وملعب للـ"سكواش"...وصحيفة صدرت مُباشرة من على متنها حملت إسم The Atlantic Daily Bulletin، وتضمّنت الثرثرات الإجتماعيّة وأسعار البورصة...ولائحة الطعام اليوميّة لركّاب الدرجة الأولى والثانية والثالثة.

وبما أنها "سيرة وانفتحت"، لنلقِ نظرة على لائحة الطعام التي استمتع بها الركّاب قبل أن "يأكلهم" المحيط في تلك الليلة المسكونة بشبح الموت البطيء.   

بطبيعة الحال، تفاوتت لوائح الطعام بين الدرجات الثلاث على متن السفينة الأسطوريّة. وكانت مسألة عاديّة أن يتناول ركّاب الدرجة الأولى خلال وجبة الفطور: التفاح المشوي والسمك الطازج (نعم السمك على الفطور) على أنواعه والسومون وكلى الضأن (!) والبايكون (لحم الخنزير المقدّد) والنقانق على أنواعها والخضر المطهوّة بالصلصة والبيض وشرائح اللحم والحلويات على أنواعها (هيدا كلّلو على الترويقة!).

في حين "كانوا المعتّرين" في الدرجة الثالثة يتناولون خلال وجبة الفطور، الحليب والبطاطا المشويّة والبيض وشرائح عدة من لحم الخنزير المدخّن والخبز والزبدة (تيملّوا بطنن!) والمربيات "العاديّة" من حيث جودتها والقهوة (كتّر خير الله). 


أمّا وجبة العشاء الأخيرة التي تناولها ركّاب الدرجة الأولى، فتألّفت من أكثر من 16 طبقا! (عالقليلة فينا نقول ماتوا الركّاب شبعانين!)، من المحار إلى كريما الشعير والسلمون المسلوق بالصلصة إلى لحمة "الفيليه" والدجاج المقلي وشرائح لحم البقر مروراً بالهليون والـ"فواه غرا" وصولاً إلى البوظة "المشكّلة" وحلوى "الإيكلير" بطعم الفانيللا وخبز الذرى إلخ إلخ. 

 بينما اكتفى ركّاب الدرجة الثالثة بشوربة الأرز والبطاطا المشويّة وأطباق أخرى "غير مُترفة" لا من بعيد ولا قريب.

أمّا ركّاب الدرجة الثانية فأخذوا من الدرجتين الأولى والثالثة "شوي من هون وشوي من هونيك".

 [email protected] 







الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم