الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

92 نائبًا من اليمين المتطرّف الألمانيّ في البوندستاغ... وعد بـ"عصر جديد"

المصدر: أ ف ب
92 نائبًا من اليمين المتطرّف الألمانيّ في البوندستاغ... وعد بـ"عصر جديد"
92 نائبًا من اليمين المتطرّف الألمانيّ في البوندستاغ... وعد بـ"عصر جديد"
A+ A-

تعهد #اليمين_المتطرف_الالماني بـ"عصر جديد" في المانيا، اثر مشاركته الاولى في #مجلس_النواب المنتخب حديثا، في استعراض غير مسبوق منذ الحرب العالمية الثانية لقوة القوميين. وتكلم بريند باومان، احد ممثلي النواب الـ92 الاعضاء في حزب "البديل من أجل المانيا"، في الجلسة الافتتاحية للبوندستاغ (مجلس النواب الالماني) الذي تشكل اثر الانتخابات التشريعية في 24 ايلول الماضي.

وهذه المرة الاولى في تاريخ البلاد، منذ الحرب العالمية الثانية، التي يشارك مثل هذا العدد من نواب اليمين المتطرف في البرلمان.

وندد باومان بـ"المناورات" من اجل الحؤول دون ان يدلي نائب من حزبه بكلمة الافتتاح. فهذه المهمة منوطة بالعضو الاكبر سنا، وكان من المفترض ان تعود هذه المرة الى النائب من حزب "البديل من أجل المانيا" فولفغانغ فون غوتفريد (77 عاما).

الا ان النائب من المشككين في محرقة اليهود. ولقطع الطريق عليه، غيّر البرلمان الالماني قواعده. وبالتالي لم يعد اكبر النواب سنا من يلقي الكلمة، بل النائب الذي يشغل المقعد لاطول فترة. لذلك سيلقي نائب ليبرالي في الـ76 الكلمة الافتتاحية.

ومضى الحزب الى حد مقارنة مصيره بما فعله النازيون بمعارضيهم في برلمان 1933. وقال باومان بانفعال: "منذ العام 1848، يقوم التقليد على ان يدشن النائب الاكبر سنا الجلسة الافتتاحية(...) الاستثناء الوحيد كان" العام 1933 عندما كسر النازي "هيرمان غورينغ هذه القاعدة، لانه اراد استبعاد منافسيه السياسيين". الا ان ماركو بوشمان من الحزب الليبرالي رد عليه بالقول: "لقد تجاوزت حدود الادب بمقارنة انفسكم بضحايا غورينغ".

يشكل دخول اليمين المتطرف البرلمان تغييرا في الحياة السياسية في المانيا المعتادة منذ عقود على تبادلات مسيّسة بين الاحزاب التي سيتعين عليها في وقت ما تولي الحكم معا، ضمن تحالفات، كما يفرض ذلك نظام الاقتراع النسبي.

ومع ان الحزب المحافظ، بقيادة المستشارة انغيلا ميركل، فاز في الاقتراع، الا انه سجل اسوأ نتيجة منذ العام 1949، مما يضع المستشارة في موقع ضعيف في مستهل ولايتها الرابعة.

وتواجه ميركل دخول حزب "البديل من اجل المانيا" المعادي للهجرة الى البرلمان. وبات نواب اليمين المتطرف (92 نائبا) القوة السياسية الثالثة في مجلس النواب الجديد، بعد حصول الحزب على 12,6% من الاصوات في اواخر ايلول، في ما شكل سابقة لحزب من هذا النوع في تاريخ البلاد بعد الحرب العالمية الثانية، مستغلا استياء الناخبين من وصول اكثر من مليون طالبي لجوء الى البلاد.

وتهدف الجلسة الافتتاحية خصوصا الى انتخاب الرئيس الجديد للمجلس، المحافظ فولفغانغ شويبله الذي يحظى بتأييد كبير من مختلف الاحزاب.

وتشهد الجلسة الاولى مناقشة حول انتخاب نواب الرؤساء. ويحق لحزب "البديل من اجل المانيا" شغل مثل هذا المنصب بما انه كتلة نيابية. لكن الاحزاب الاخرى تعارض مرشحه البريشت غلاسر بسبب مواقفه ازاء الاسلام الذي يشير اليه بانه "عقيدة" لا تشملها حرية الديانة التي يضمنها الدستور.

ويشكل وصول اليمين المتطرف الى البرلمان صدمة لقسم كبير من الرأي العام الالماني الذي ما زال يعيش تحت وطأة هواجس النازية. وسبق ان خرق اليمين المتطرف العديد من المحرمات الوطنية خلال حملته، خصوصا تنديده بالتعويضات عن جرائم النازية.

كذلك، تعهد احد ابرز مسؤوليه في البرلمان الكسندر غولاند بـ"شن الحرب على ميركل". اما زميلته اليس فيدل، فتريد تشكيل لجنة تحقيق نيابية في استقبال اللاجئين.

الا ان هذا الحزب يشهد انقسامات حتى في صفوفه. فاحدى المسؤولات فيه فراوكه بيتري استقالت اخيرا، منددة بالتطرف "القومي" للحزب. وعبّر يوزف شوستر، رئيس الجالية اليهودية عن قلقه. وقال: "لا استبشر خيرا، أقولها بصراحة". واضاف في مقال في صحيفة "يوديشه الغيماينه": "من المقلق معرفة ان البرلمان بات فيه اشخاص يريدون اخفاء الماضي النازي، ويؤلبون الرأي العام على المسلمين وطالبي اللجوء".

وتظاهر آلاف الاشخاص الاحد في برلين ضد دخول اليمين المتطرف الى البرلمان. في الوقت الحالي لن يكون امام البرلمان مهمات كبيرة، لان الحكومة الحالية، برئاسة ميركل، ستتولى اليوم رسميا "تسيير الاعمال"، الى حين تشكيل حكومة جديدة.

وبدأت محادثات صعبة في هذا الصدد بين 3 تشكيلات، لكل منها برنامج يختلف كثيرا عن الاخيرين، وهم المحافظون بزعامة ميركل، والليبراليون وحزب الخضر. ومن المقرر ان تستمر المحادثات حتى نهاية هذه السنة، وقد تتواصل خلال سنة 2018.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم