قرار ترامب حول ايران وانعكاساته على الأزمة السورية

جملة من عناصر تغيير قواعد اللعبة برزت هذا العام حاملة الآمال بولوج بداية الطريق نحو التسوية السياسية للازمة السورية. التسوية التي كانت عنواناً دون أي مضمون عند طرفي الصراع، قائمة على شروط تعجيزية لا تسمح بتحقيقها. وكان "مسار جنيف" خير دليل على ذلك. حالة من التعب طالت الكبار الدوليين والاقليميين ساهم فيها تبلور الاقتناع بعدم امكان تحقيق الاهداف التي رفعت في البداية، فلم يعد عنوان اسقاط رأس النظام شرطاً لاطلاق العملية السياسية ممكنا من جهة، ولا ادارة عملية سياسية تجميلية تحافظ على النظام مع تغييرات شكلية ممكنة ايضاً من جهة أخرى. حالة من القلق استقرت عند هؤلاء اللاعبين من مخاطر خروج الصراع عن السيطرة وتفتيت سوريا بشكل يعرض مصالح الجميع للخطر ولو باشكال وأوقات مختلفة. وتبلور اقتناع بأن الحل العسكري غير ممكن وان المطلوب لتحضير عملية الحل السياسي احتواء الصراع العنيف افقياً في الجغرافيا وعمودياً في تصعيد القتال، والمفتوح على كل الاحتمالات.  وجاء الخطر الداعشي ليحقق أولوية متوافق عليها في محاربته بين المتصارعين على سوريا من غير ان يعني ذلك تخلي هؤلاء عن اولوياتهم السورية ولو تم مع الوقت تعديل في بعضها. الخطر الداعشي في اقامة دولة الخلافة وفي انتشاره العابر للحدود كان متغيراً أساسياً في...