الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

بالشعر نحت الريح وبيديه جبل الصمت إنساناً كونياً بين السنديان والزيتون والقصب شيّد رودي رحمة عالماً إنجيليّاً

مي منسى
Bookmark
بالشعر نحت الريح وبيديه جبل الصمت إنساناً كونياً بين السنديان والزيتون والقصب شيّد رودي رحمة عالماً إنجيليّاً
بالشعر نحت الريح وبيديه جبل الصمت إنساناً كونياً بين السنديان والزيتون والقصب شيّد رودي رحمة عالماً إنجيليّاً
A+ A-
الجسر الصغير المعتمر فاصلة من نهر الكلب، ليس جسر اللوزيّة الذي غنّته فيروز، هو الدرب الذي قادني إلى محترف رودي رحمة، ودليلي إليه تمثال القيامة البرونزي، الشامخ علوّاً فوق القصب والسنديان والزيتون. من هنا يبدأ عالم رودي رحمة السوريالي، وفي تقدّمي شبراً تلو آخر، أستشفّ صفحات من الأناجيل وسيرة القديسين والشعراء الملهمين، كتبها، كرسول، في بدن الخشب الحنون والصخر العاصي وصبّها في البرونز الذي على صوته تقرع أجراس الكنائس وتهلّل للقيامة. من هذا المعدن أكمل رودي رحمة الرسالة، فلم يعد يسوع على الصليب مسمّراً كما اعتدناه، طائراَ أسطورياً، تخيّله، محلّقاً فوقه، محرّراً إياه من خطيئة الأرض في آية نحتية تغفر جنون هذا الفنّان، بيسوع الفادي. وإذا من غضب إزميله، رفض أن يبقى معلّقاً على الصليب، بكلمات من شعره العامي كسر المسامير، "تالجلجلة توعا عضوّ جديد".شجرة الأرز الصامدة مدى الدهور، حرّكت خيال ابن بشرّي منذ الصغر، أغصانها الأفقية تراءت له كطيور مسافرة، فارشة أجنحتها الميتولوجية على الكون، فيما الجذع، منيعاً، متجذّراً في الأرض، لا تهزّه الزوابع. هنا على رائحة البخّور التي تشعلها الغابة أكوازاً، احتفالاً بالخلود، نبعت من خيال رودي رحمة، لغة يحكيها الناس بلهجتهم الصخرية، المتشرّبة من نهر قاديشا،...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم