الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

أطفال الانتخابات

سمير عطاالله
Bookmark
أطفال الانتخابات
أطفال الانتخابات
A+ A-
الاكثر غباوة في المخلوقات هم الاكثر غلاء عندنا: الاطفال. يبكي الطفل ويصرخ كأن كارثة قد حلَّت، فترمي إليه بالوناً فاقع اللون، فينقلب فوراً إلى الضحك والهرج. لقد حصل على ما يريد: بالون منفوخ بالهواء، سوف ينفخت بعد قليل. الأسبوع الماضي خرجت مدينة نيروبي الى الجبال والداخل من أجل انتخاباتها الرئاسية. ارتفعت اجرة الباصات ثلاث مرات على اناس لا يجد بعضهم طعاماً. لكنهم أُعطوا ما هو أزهى: البالون الملوَّن. الشعور بانهم هم من ينتخبون الرئيس ويقررون شكل النظام ومسار مصيرهم.والنظام قد يكون الأكثر تسوساً في أفريقيا، وتالياً، في العالم. لكن كينيا زحفت الى مراكز الاقتراع يخامرها شعور كرنفالي مُضحك. وربما كان كثيرون منهم يشعرون، أنه كما انتخبت الولايات المتحدة باراك بن حسين اوباما، من قبيلة "اللو"، رئيساً يلهو بليداً بالعالم، فأنهم أيضاً قادرون على انتخاب رئيس يحكم منافسيهم من المواطنين، أو القبائل الأخرى.قبيل "الثورة" الليبية، قال سيف الاسلام القذافي للزميل عماد الدين اديب، إن جماهيرية أبيه عبثت بالروح القبلية، وإن أول ما سيفعله عندما يصل الى السلطة، هو العمل على إبعاد ليبيا عن هذا الشر. لكن الثورة الخائبة سبقت أحلام الرجل الذي شهد الخراب من الداخل.سرق المستعمر الثروات الطبيعية في القارة السمراء، أما "الاحرار" فسرقوا الفقراء والمساكين. رفعوا شعار الوحدة، وكرسوا قبليات القبائل. كينيا هي مجرد نموذج على ما حل بافريقيا على أيدي أبطال الاستقلال. تماماً مثل الحكايات التي قرأتم عنها في الأيام الماضية: تصرخ امرأة مستغيثة من مغتصب، فينجدها منجد، ويتولى هو اغتصابها. هكذا تداولت الانظمة دول العالم الثالث.وهذا ما حدث لافريقيا. أخذ القساة والبلطجية المناجم والثروات، فلما...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم