الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

الكوميدي وسام كمال إلى Comedy Central Arabia!

المصدر: "النهار"
هنادي الديري
هنادي الديري https://twitter.com/Hanadieldiri
الكوميدي وسام كمال إلى Comedy Central Arabia!
الكوميدي وسام كمال إلى Comedy Central Arabia!
A+ A-

منذ ما يُقارب السنة، قام الكوميدي الشاب (Stand – up comedian) وسام كمال (25 عاماً) ببعض التعديلات على مَساره الفنّي ليَشتَمل على لمسة "قاتِمة" تَندرج في إطار الـDark Humor (الكوميديا السوداء) كان لا بدّ له من أن يَدخل رواقها بحثاً عن المشاهِد الأكثر التصاقاً بالواقع.  

"هُناك"، حيث المواضيع المُحرَّمة "تَلهو بشياطينها"، ثمة كنز خفيّ (ولِم لا كنوز!) يحتوي على مئات المواد الدسمة التي تَصلح أن تتحوَّل قصصاً طريفة تُروى. وشَعر الشاب الهادئ في انفعالاته على الخَشبة بأنها تَليقُ بنزواته الكوميديّة التي تعيشها طقوسه "الموقرة" مذ كان في الـ15 من عمره.

يروي لـ"النهار" بهدوءٍ "يَرتديه زيّاً" على الخشبة: "الكوميديا السوداء التي اخترتُ توسّلها أسلوباً أخيراً، تُسلِّط الضوء على تلك المواضيع التي لا يُحكى عنها عادةً في العَلن". يَصمُت قليلاً قبل أن يضيف (بسكون!): "بس مَجبور إحكي عنّها! في النهاية، أنا شخص ضدّ الرقابة".

وليتمكَّن كمال من الغور في الطبيعة الإنسانيّة التي يُجيد "تَشريحها" بدقّة حادّة، يمضي ساعات طويلة في مُراقبة المجتمع وتحليله: "جزء من عملي يرتكز على المراقبة والتحليل". ومن المُحتمل جداً، "أن أستقل سيّارة أجرة، على سبيل المثال، وأنا أعلم سلفاً أنني سأصادف زحمة سير خانقة، وأعمد لاحقاً إلى تحويل مُغامراتي طرائف أرويها على الخشبة، أو أصوّرها أفلاماً قصيرة أحمّلها على يوتيوب".

الدفتر والهاتف الذكي بجواره في كل الأوقات، و"عندي دفاتر عَ حيلها! أعيش مُتعة حقيقيّة في شراء ما طاب لي من الدفاتر في كل مرّة أجد نفسي فيها بالقرب من مَكتبة". ولنقلها "زيّ ما هيّي"، "حتى إنني أكتب على الكلينكس أحياناً. في غرفة نومي خصّصت أحد الجوارير لأوراق الكلينكس التي دوّنت عليها ملاحظاتي وأفكاري وطرائفي".

ولأنّ عشقه المراقبة والتحليل والكتابة لا يمكن أن ينحصر داخل إطار ضيّق، يُخصّص الشاب الكثير من الوقت لكتابة السيناريوات السينمائيّة لأفلام قصيرة وأخرى طويلة. والغريب ("بس مش كتير غريب" نظراً لكونه فناناً) أنه "يخفي" هذه السيناريوات بطريقة تَغمز إلى قصص شيرلوك هولمز! يشرح بطريقة "عمليّة" وخالية من الانفعالات: "أخفي السيناريوات داخل الكتب. أي كل صفحة في كتاب!". ومن السهل، إذاً، أن "نَستنتج" أن مكتب الشاب وسام كمال، "هو في الواقع غرفة نومي. كما أصوّر الاسكتشات في المنزل".

وفي الكواليس، تماماً كما على الخشبة، يَعمل كمال بطريقة الـOne Man Show، فهو يكتب المواد ويصوّر الاسكتشات بنفسه مُتوسلاً المعدّات التي ينفق عليها، "كل شي معي مصاري"، وفق قوله. يمضي قائلاً، "منذ الـ17 من عمري أعمل ما يُقارب الـ18 ساعة في اليوم الواحد".

البعض يَذكر كمال جيداً من برنامج "شي أن أن" التلفزيوني الذي أمضى فيه سنتين، والبعض الآخر ينتظر اطلالاته الأسبوعيّة عبر "يوتيوب"، أو يصرّ على مشاهدته "لايف" في العروض الكوميديّة التي يطلّ من خلالها مرّة كل سنتين. ومن يُتابع مسيرته الفنيّة من كثب، يعرف جيداً ألا شيء يُخيفه، وما من موضوع يَخشى معالجته. يُعلِّق مُبتسماً كأنه يتحدّث عن الطقس، على سبيل المثال، "يا ما سابّيني. ويا ما مهدّديني. والسبب يعود إلى كوني أبالغ في طريقة معالجتي لموضوع أو آخر".

صحيح أنّ طرائفه والنكات التي يبتدعها تَسرق، في أكثر الأوقات، الضحكات السعيدة من الجمهور، بيد أنه يعترف بكل ثقة، "إنّو، إيه، صارت معي وما ضحك الجمهور على نكتة أو أخرى". يُعلّق بعد التفكير في المسألة: "لكنها مسألة رائعة. لا أستبدل هذا التحدي بأي شيء آخر في الحياة. أعيش حُلمي. هو حلمي مذ كنت في العاشرة، وبدأت بتحقيقه في الـ15. يعني شو ما صار معي على الخشبة، بدّي طلّع حالي".

ويستعد وسام كمال الذي يَحلو "مَزمزة" أعماله المُصوّرة بعد نهار طويل من العمل المُضني، للمشاركة في تقديم أحد البرامج الكوميديّة التي تبثّها شبكة Comedy Central Arabia، في أيلول المقبل.

وكان الشاب الطموح أطل مطلع السنة على هذه المحطّة العالميّة، "وكان حلمي الكبير منذ الطفولة أن أطل عبر هذه المنصّة التي استقبلت أساطير #الكوميديا في العالم. كانت إطلالتي في #دبي في مقر الشبكة في الشرق الأوسط".

وحاز على هذه الفرصة بفضل ظهوره المستمر على "يوتيوب".

ويبقى أن نُلقي التحيّة على والدته التي لها "حصّة" كبيرة في الطرائف التي "يلقيها" على الخَشبة، ووالده، محمد كمال، الذي يُشاركه أحياناً إطلالاته المسجّلة على "يوتيوب".

تتطلّب هذه المهنة التي يَعشقها وسام كمال ويُغازلها كأنها امرأة جميلة مُعتدّة بنفسها، "الشغف ودقّة المُلاحظة، والأهم أن نعمل فيها من كل قلبنا".

                                        [email protected]

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم