تركيا تعزِّز دعمها لقطر وتبحث في الأزمة الخليجية مع السعودية

أرسلت تركيا سفينة أولى محملة بمساعدات غذائية الى قطر وأوفدت مجموعة صغيرة من الجنود وعربات مدرعة بينما تحدث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هاتفياً مع زعماء السعودية للبحث في تهدئة التوترات في المنطقة. 

وقدمت تركيا دعماً قوياً لقطر بعدما قطعت السعودية ومصر ودول عربية أخرى علاقاتها الديبلوماسية والاقتصادية معها متهمة إياها بدعم الإرهاب، الأمر الذي تنفيه الدوحة.

لكن أنقرة، التي تسعى منذ زمن الى الاضطلاع بدور الوسيط الإقليمي، تتوخى الحذر أيضاً من إثارة غضب الحلفاء الآخرين في المنطقة ومنهم السعودية. وكان مجلس النواب التركي عجل في إقرار قانون في 7 حزيران يسمح بإرسال مزيد من القوات إلى قاعدة عسكرية في قطر يرابط فيها جنود أتراك بموجب اتفاق موقع في 2014.

وقالت القوات المسلحة التركية في بيان إن خمس عربات مدرعة و23 عسكرياً وصلوا إلى الدوحة أمس في إطار خطط انتشار جديدة، موضحة أن التحرك يدخل في إطار إجراءات قانونية تتعلق بتدريبات عسكرية وتعاون بين البلدين.

ونشرت صحيفة "حرييت" أن نحو 88 عسكرياً تركياً موجودون فعلاً في قطر. وتوقعت أن تجري القوات التركية والقطرية مناورة مشتركة بعد عيد الفطر. وقالت إن عدد الجنود الأتراك في قطر قد يصل في نهاية الأمر إلى ألف جندي وإن من الممكن إرسال وحدة من القوات الجوية أيضاً.

وافادت وكالة "انباء الأناضول" التركية شبه الرسمية إن سفينة تركية أولى تحمل نحو 4000 طن من الأغذية الجافة والفاكهة والخضر أبحرت من ميناء في إقليم إزمير بغرب تركيا فجر أمس. ونقلت عن رئيس الشركة التي تتولى تسليم الإمدادات أن من المتوقع أن تصل السفينة إلى الدوحة خلال عشرة أيام.

وأكد وزير الاقتصاد التركي نهاد زيبيكجي أن تركيا أرسلت حتى الآن حمولة 105 طائرات من الإمدادات ولكن ليس ممكناً أن يستمر نقل الإمدادات من طريق جسر جوي.

وصرح الناطق باسم الرئاسة التركية إبرهيم كالين: "لا نرغب في أي شكل من التوتر مع أي من بلاد الخليج. ولا نريد أيضاً أن ينشب أي خلاف في ما بينها. هذا هو نهجنا حيال هذه الأزمة منذ البداي... بمعنى آخر، إذا وقع خلاف بين اثنين من أصدقائكم أو جيرانكم وإذا كان في مقدوركم القيام بشيء فإن من الطبيعي التحرك".

وقالت مصادر في مكتب إردوغان إنه تحدث هاتفياً مع العاهل السعودي الملك سلمان وولي العهد الجديد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز وهنأ الأخير باختياره ولياً للعهد. وجاء في بيان لها: "تم الاتفاق على زيادة الجهود من أجل إنهاء التوتر في المنطقة في شأن قطر".

وأشارت الى أن إردوغان والملك سلمان اتفقا على إجراء محادثات مباشرة على هامش قمة مجموعة العشرين في هامبورغ الشهر المقبل.

وكشف مغتربون يعملون في قطر للبترول وشركات قطرية أخرى أن أرباب العمل ألغوا إجازاتهم وطلبوا منهم عدم مغادرة الدولة الخليجية بعد النزاع مع دول عربية أخرى.

وقال مسؤول قطري إن بعض الإجازات ألغيت "في قطاعات حكومية أساسية" للحفاظ على عدد كاف من العاملين بينما تضع الحكومة خططاً للتغلب على الأزمة، لكنه لم يشر إلى قيود على السفر أو أي تركيز على الأجانب.

وفي طهران، نقلت وكالة "فارس" للانباء عن مدير شركة موانئ بوشهر الواقعة قبالة قطر محمد مهدي بونشري "أن نحو 1100 طن من المواد الغذائية تصور يومياً الى قطر".