اشترِك في نشرتنا الإخبارية
ملاذ "العرسان" في كولورادو: المالِكة تروي لـ"النهار" يوميّاتها المسترخية مع الماعز والدجاج والأرانب وحمارين!
كانت المزرعة أرضاً خصبة للقصص الخرافيّة الزاهية التي لم تُكتب بعد، "بلى! بلى! ها هو طيفها يَطل من شبابيك الواقع البايخ بلونه الباهِت". وكل زاوية فيها تَستَحضر الضحكات غير المَكبوتة، وتُناجي سعادة قد تكون عابِرة، بيد أنها "عَنيفة" وحقيقيّة في "إندلاعها" إلى حدّ أنها تَهتف بلامبالاة: "شو يعني؟".
وكان لا بدّ لكريس ومارغريت شوتز من أن يتخذا المكان الخياليّ بجماله مقراً دائماً لعائلتهما الصغيرة.
والأهم الهروب من حياة المدينة، وسط ولاية كولورادو في الولايات المتحدة، بضوضائها "الضاغطة على القلب".
ضواحي الولاية (حيث المَزرعة)، أقرب إلى مَشهد مُلحَّن على نحو رعوي، مأخوذ من رواية بطلتها في الدرجة الأولى، الطَبيعة بقوانينها وطقوسها.
تقول "مارغريت" لـ "النهار" في حديث معها عبر الإنترنت إلى كولورادو، "وكأن المزرعة كانت في إنتظارنا. إشتريناها في آذار من العام 2015".
وبعد عمليّة التَرميم الأساسيّة، إنتقلا إلى المَزرعة في كانون الثاني من العام 2016. وفي لحظة إنخطاف مُبرّرة نظراً الى روعة المكان بطبيعته الخلابة، هَتفت مارغريت، "يا ليتنا تزوّجنا هنا!".
و"بما إنّو سَبَق الفَضل"، خَطرت فكرة صغيرة في بال الزوجين أثبت الوقت أنها أكثر من ناجحة وأكثر من "ربّيحة":
ماذا لو وضعا أجزاء من المزرعة - الحُلم في تصرّف هؤلاء العُشّاق الذين لم يباغتهم الواقع بعد، ويُريدون أن يكلّلوا قصّة الحب بزواج أبدي؟
هذه الرومنطيقيّة المُلازمة للمكان و"يالّلي ما بدّها جميلة حدن"، لا بدّ من أن تُوضع في تصرّف الآخرين.
وهذا بالفعل ما حَصل!
في غضون أشهر تحوّلت هذه المزرعة فُسحة مُخصّصة للذين يُريدون الإحتفال بزواجهم مع أفراد العائلة والأصدقاء.
وبما أن الطلب عليها كان كبيراً، حتى من الذين "ما طالع ع بالهم يتزوّجوا" أو "مش مساءبة"، أضاف "كريس" و"مارغريت" خدمة "العشاء في المزرعة"، لكل الذين يُريدون الإستمتاع بالأجواء الروائيّة لهذه المزرعة... من دون أن "ينجبروا يتزوّجوا"!
أمّا الذين يحلمون بأن يكون هذا الجمال الطبيعيّ والتاريخيّ في آن، الزينة الخلفيّة لهم عندما يضطلعون بدور النجوم، فيُمكنهم الإفادة من جلسات تصوير تُعطي إطلالتهم البهيّة حقّها في المزرعة الذائعة الصيت.
ولأن المزرعة التي يُقال أنها تعود إلى 1867 لم يكن لها إسماً، إختار الثنائي أن يكون إسمها:
Milston Well Farm.
تَشرح "مارغريت" أن كلمة "ميلستون" مأخوذة من الأحرف الأولى لأسمي ولديهما: "ميلر" و"هيسوتن".
وكلمة Well في الإنجليزيّة تعني : "بئر"، وإرتأيا إلقاء التحيّة إلى البئر الكبير القائم وسط المرزعة.
واليوم، بعد حُلم "اللقاء الأول" مع المزرعة التي تحتوي على مساكن عدة بالإضافة إلى المنزل الرئيسي الذي حوّله الثنائي منزل العائلة، يزور المكان الناس من مُختلف الولايات الاميركية وأحياناً من خارج البلد.
والحساب المُخصّص للمزرعة على "إنستاغرام" يعرض أجمل الصور وأكثرها تعبيراً للفسحة التاريخيّة المُتنوّعة الألوان.
والنجوم الحقيقيّون في "ميلستون ويل فارم"، "ليش تَ الواحد يحكي"، هم: "فيرلين" و"روزماري" و"غلاديس" و"بي" و"آبي"!
و"بالعربي المشبرح" هم الماعز والحمارين والكلبة.
ولا ننسى عشرات الأرانب المُنتشرة في كل مكان، أضف إليها 20 دجاجة تبيض يوميّاً، وبلا تذمّر.
ل"كريس" و"مارغريت" عملهما اليوميّ خارج نطاق المزرعة، فكريس يصنع الأثاث الفاخر المُخصّص، ومارغريت مُصمّمة ديكورللفنادق الضخمة، وتملك شركة خاصة مع مُصمّمة الديكور الذائعة الصيت في الولايات المتحدة، تريشا ويلسون، وقد سبق لهما أن أنجزتا العديد من المشاريع المهمّة في الشرق الأوسط.
ولأن كريس ومارغريت لم يتفرّغا للعمل في المزرعة، يُطلق على المكان في اللغة الإنكليزيّة إسم Farmette في إشارة إلى كون المالك يكسب دخله من مصدر آخر غير المزرعة.
لتُنهي "مارغريت" التي حقّقت حلمها الكبير في الإنتقال من المدينة حيث الصخب والجنون إلى الريف الساحر، "كنا أنا وزوجي نتحدث دائماً عن رغبتنا في مغادرة المدينة للعيش في مزرعة صغيرة، ولكننا في الحقيقة لم نتوقّع أن نجد هذا المكان بكل روعته وضخامته".
هيا بنا نتزوّج في مزرعة "ميلستون ويل"!
أو أقلّه، فلنتقاسم وجبة عشاء ريفيّة معاً وسط هذه المشهديّة المُنبثقة من رواية أميركيّة قديمة.
