الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

ماذا تعلم عن قاعدة العديد العسكرية الاميركية الشهيرة في قطر؟

المصدر: " ا ف ب"
ماذا تعلم عن قاعدة العديد العسكرية الاميركية الشهيرة في قطر؟
ماذا تعلم عن قاعدة العديد العسكرية الاميركية الشهيرة في قطر؟
A+ A-

تقع قاعدة العديد الجوية السرية المترامية الأطراف على مسافة نحو 45 دقيقة بالسيارة من العاصمة القطرية الدوحة، في حال كانت الطرق المكتظة عادة خالية نسبيا من السيارات.

تضم القاعدة نحو 10 آلاف جندي اميركي، ولا تؤثر في العادة على الحياة اليومية لسكان الإمارة الصغيرة.

ولكن بعد التغريدات الصاروخية التي أطلقها الرئيس الاميركي دونالد ترامب، أصبحت هذه القاعدة في قلب الأزمة السياسية الحالية التي تمر بها قطر.

كتب ترامب في تغريدة "خلال رحلتي الأخيرة في الشرق الأوسط قلت إنه لا يمكن أن يستمر تمويل الايدولوجية المتطرفة. وأشار القادة إلى قطر".

وصبت هذه التغريدة، التي تلتها تغريدتان، الزيت على نار الازمة المشتعلة.

كما خلق ترامب معضلة جديدة لإدارته بوقوفه علنا مع السعودية والإمارات وغيرها من دول الخليج إضافة الى مصر والمالديف في قرارها قطع العلاقات مع قطر.

فقد وضع واشنطن في مواجهة قطر التي تعتبر إحدى أقوى الحلفاء في المنطقة والتي تضم أكبر قاعدة جوية أميركية في الشرق الاوسط.

قال كريستيان اولريخسين محلل شؤون الخليج في معهد بيكر في جامعة رايس الأميركية إن "قاعدة العديد هي جزء من المزايا الاستراتيجية التي توفرها قطر للولايات المتحدة .. فهي توفر ظروفا لا يمكن للجيش الأميركي أن يحصل عليها في أي مكان آخر في الخليج".

ومن بين هذه المزايا السماح للقوات الجوية الاميركية بهبوط قاذفات بي-52 التي تستخدم في الغارات الجوية على سوريا.

وفي نفس اليوم الذي كتب فيه ترامب تغريدته، السادس من حزيران/يونيو، شن الجيش الاميركي غارات جوية من قاعدة العديد ضد مسلحين في سوريا والعراق.

قال اندرياس كريغ من قسم دراسات الدفاع في كلية كنغز كوليدج في لندن والمستشار السابق للجيش القطري ان "العديد هي قاعدة هائلة مهمة جدا لجميع الحملات الأميركية المختلفة .. وانطلقت منها عمليات ضد داعش في سوريا والصومال".

ومن بين الذين عملوا في قاعدة العديد منذ افتتاحها في 2005 وزير الدفاع الاميركي الحالي جيمس ماتيس عندما كان قائدا للقيادة الأميركية المركزية.

وتحرك البنتاغون بسرعة لتهدئة المشاكل التي تسبب بها ترامب على تويتر، حيث أشادت الوزارة ب"التزام قطر المستمر بالأمن الإقليمي".

إلا أن ما حدث يزيد من التناقضات في السياسة الأميركية الحالية، بحسب اولريخسين الذي قال "من الواضح أن لدينا جناحين في هذه الادارة -- الجناح الرئاسي والجناح المؤسساتي".

وأضاف أن ترامب اصطف مع الرياض بعد جولته الأخيرة الى الشرق الاوسط لأن السعوديين "عرفوا طبيعة شخصية الرئيس الاميركي بسهولة واغدقوا عليه المديح بحيث أقنعوه بدعمهم".

وأضاف "عرفوا كيف يتحدثون اليه، وقد أعجبه المديح" والاهتمام الذي حظي به أثناء رحلته إلى الرياض.


تأسست قاعدة العديد قبل 12 عاما بينما كانت الولايات المتحدة تبحث عن قاعدة بديلة في المنطقة بعد أن طلب منهم السعوديون مغادرة المملكة عقب هجمات 11 أيلول

.

وفي ذلك الوقت كانت هذه الخطوة تخدم المصالح السعودية. كما ساعدت الولايات المتحدة إذ أن انتقالها الى بلد جديد وإنشاء قاعدة العديد وفر لها فرصة توزيع المخاطر في أنحاء المنطقة.

وبالنسبة لقطر فإن العديد توفر لها الأمن من أي خصوم في المنطقة، وهو الامر الذي ذكرتها به أحداث الأيام القليلة الماضية.

وقال كريغ "الاميركيون يستطيعون توفير شيء لقطر لا يمكن لأحد آخر توفيره".

وقد يكون لوجود القاعدة في قطر فائدة أخرى، إذ يرى كريغ أنها يمكن أن تكون "طريقة لسيطرة الجيش الاميركي على الجيش القطري".

ولكن تسليط الأضواء على قاعدة العديد يمكن أن يكشف عن أمر كبير في سياسات الخليج: هل يحاول أحد خصوم قطر إقامة قاعدة عسكرية أميركية بديلة للعديد في بلاده؟

يقول كريغ أن الإمارات تنظر الى العديد بغيرة، إذ أنها تود لو انتقلت القاعدة إلى أراضيها.

ويضيف "الخطة على المدى الطويل هي اقناع الاميركيين بالقدوم الى الإمارات .. الضغوط السعودية والإماراتية لنقل القاعدة قد تطرح، رغم أنني أعتقد أنه من غير المرجح أن يحدث ذلك على المدى القصير".

إلا أن الأحداث التي شهدتها الأيام الاخيرة قد تشير إلى إمكانية حدوث شيء على المدى الطويل.

ويقول كريغ "ربما نشهد بداية هذه العملية رغم أن ذلك قد لا يحدث قريبا".


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم