الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

"ثياب العيد"... أول متجر مجاني للملابس في بيروت

المصدر: النهار
نيكول طعمة
"ثياب العيد"... أول متجر مجاني للملابس في بيروت
"ثياب العيد"... أول متجر مجاني للملابس في بيروت
A+ A-

بمبلغ لا يتجاور 5910 دولار استطاعت الشابة شيرين قباني أن ترسم البسمة على وجوه ستة آلاف محتاج وتدخل الفرح إلى قلوبهم. فمن خلال مشروعها الإنساني، الذي أطلقته عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبدعم من مؤسسة "وفا" المتخصصة في المبادرات والمشاريع الشبابية تمكّنت من افتتاح أول متجر مجاني للملابس في بيروت.  

بدأت الفكرة بجردة الملابس التي لم تعد شيرين في حاجة إليها. هي صحافية مولعة بشراء الثياب الجديدة التي تتكدس في خزانتها وتفيض عنها ولم تعد تتّسع لأي قطعة جديدة... ماذا فعلت شيرين؟ وكيف نفّذت فكرتها؟ تقول في حديث لـ"النهار": "وقفتُ أمام خزانة ثيابي الممتلئة أنظر وأفكّر. شعرت بالذنب وقررت تجميع ما لا يلزمني منها وتوزيعها على شابات من جيلي قد يستفدّن منها بدلاً من رميها في حاويات النفايات"... وهذا ما حصل، وانكبّت قباني على توضيب الثياب في حقيبتين، ثم كتبت Post على "فايسبوك" طالبةً من الناس أن يفعلوا مثلها في كل أنواع الثياب التي لا يحتاجون إليها، خصوصاً "أننا كنا نقترب من شهر رمضان، وقد نجلب بعملنا هذا الفرحة بالعيد للمحتاجين الذين لا يتمكنون من شراء مختلف أنواع الثياب، جديدةً كانت أم قديمة".

لاقى نداء شيرين على مواقع التواصل الإجتماعي تجاوباً فريداً من الناس، "قدموا كمية كبيرة من الملابس المستعملة من مختلف الأنواع والقياسات، فقمت بتجميعها في محال للعائلة"، توضح، "وتمكنتُ بمبلغ ألف دولار من حسابي الخاص، وبمساهمة من إحدى مصابغ الثياب في بيروت من تنظيفها وتجديد نحو ألف قطعة منها".

إلا أن المحال لم يعد يستوعب الملابس التي تجاوز عددها ستة آلاف قطعة، والأمر عينه حصل بالنسبة إلى الألعاب، الكتب والحقائب المدرسية. وكان عليها تغطية كلفة تنظيف الثياب التي ترتفع فاتورتها مع تكاثرها، "لهذا السبب توجّهتُ إلى مؤسسة "وفا" التي أمنت بمشروعي الإنساني، وبدل أن تقرضني مبلغ 5 آلاف دولار لدفع إيجار المتجر الذي نقلت إليه الأغراض لفترة أربعة اشهر وتغطية كلفة التنظيف، تبرعت لي بالمبلغ المذكور، وبات على رفوف المتجر أكثر من ستة آلاف قطعة جاهزة، معطرّة، مكيّسة بانتظار من يرتديها ويفرح بها".

يقع متجر "ثياب العيد" في منطقة برج أبي حيدر، خلف محطة "بدران"، ويوزع بضائعه مجاناً، للكبار والصغار من مختلف الطوائف، المذاهب، المناطق والجنسيات من دون تمييز. وبفضل هذه المبادرة الرائدة، لبى عشرات اللبنانيين نداءات شيرين المتواصلة على "فايسبوك" للتبرّع بالملابس الفائضة في خزائنهم. واشترك بعض المحال التجارية في هذه الحملة ايضاً من خلال تقديم "ستوكات" لقطع ملابس جديدة فائضة لديها. وقد تخطّت التبرعات لبنان، تفيد شيرين، "وباتت تردنا ملابس وألعاب من بلدان، الكويت، مصر، قطر، والسعودية وغيرها".

وحتى الرئيس سعد الحريري تأثر بالمشروع وتجاوب مع نداء "بطلتنا" التي حضرت أمس إلى منزله وتسلّمت ثلاثة أكياس من الملابس الفائضة في خزانته"، تقول، "وهذه خطوة تشجيعية نتمنى أن تتشبّه بها الأحزاب والأفراد من كل الاتجاهات والطوائف كي يُساندونا في مشروعنا، وأن تنسحب مبادرة الحريري على سائر المسؤولين السياسيين من وزارء ونواب".

قبل ثلاثة اسابيع انطلق مشروع شيرين قباني التي اخذت على عاتقها مهمة تجميع الثياب المستعملة وتنظيفها وترتيبها في مقر حوّلته إلى متجر من نوع مختلف. وهي تعمل بعناية في أن يتلقى رواد المتجر أنظف القطع وأجملها، "لأن هدف مشروعي أن أفرح الإنسان الآخر الذي لا يقل شأناً عني وعن أي إنسان مهما كان وضعه الاجتماعي والمالي".

تدعو قباني اللبنانيين بمحبة وعفوية: "افتحوا خزائنكم للخير والعطاء، شاركونا في دعم هذا المشروع ومساعدتنا على الاستمرار في تجميع أكبر عدد من قطع الملابس لمن هم في حاجة إليها ولا قدرة لهم على شرائها، فالعيد هو الفرحة، وهذا المتجر هو هدية لكل محتاج".

من كل الألوان، الموديلات والقياسات، امتلأت زوايا متجر "ثياب العيد" بكل ما قدّمه المتبرعون الكثر من معظم المناطق اللبنانية ومن الخارج. "هنالك الكثير من الثياب، الألعاب والكتب الفائضة في منازلنا ولا ندري ماذا نفعل بها"، تقول، "تارة نحتفظ بها من دون جدوى، وطوراً نتلفها للتخلّص منها".

عسى أن يتقدم مموّلون ويرعون أفكار الشباب ومبادراتهم، مثلما حصل مع شيرين قباني، فنشهد بعض النمو في المجال الاجتماعي في البلد لعلّه ينعكس على الاقتصاد ومرافق الحياة الأخرى؟

[email protected]

Twitter: @NicoleTohme


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم