الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

"فن صناعة الساعات": دورة سبّاقة نظّمها المركز التدريبي المستدام في الجامعة الأنطونية

المصدر: "النهار"
مجد بو مجاهد
مجد بو مجاهد
"فن صناعة الساعات": دورة سبّاقة نظّمها المركز التدريبي المستدام في الجامعة الأنطونية
"فن صناعة الساعات": دورة سبّاقة نظّمها المركز التدريبي المستدام في الجامعة الأنطونية
A+ A-

"فن صناعة الساعات"، عنوانٌ متكامل لعالم مشوّق فكّك دهاليزه المركز التدريبي المستدام في الجامعة الانطونية في ورشةٍ تدريبية، الأولى من نوعها في لبنان والشرق الأوسط، كما تقول لـ"النهار" مديرة المركز الدكتورة جيني مشتنف: "احببنا أن نكون السباقين في هذا السياق، واعتبار الدورة عنصراً مكملاً منطقياً للدورات التي سبقتها، والتي تناولنا فيها الفن المعاصر وفن المجوهرات". وفي التفاصيل، تقسم الدورة، التي استضافها فندق The Smallville في بيروت، ما بين محاضراتٍ علمية منها وتقنية استمرت 3 ايامٍ متتالية، من الخميس 18 وحتى السبت 20 ايار 2017. 20 مشاركٍ حضروا في اليوم الأول، منهم وكلاء وروّاد يعملون في سوق الساعات، فضلاً عن هواة يجدون في ساعة اليد جزءاً من عالمهم الخاص. وتغمز مشنتف من هذا القبيل، مؤكدةً ان "فئة كبيرة من اللبنانيين تجمع الساعات، ولكل ساعة قصة اذ ان أكثر من معيارٍ واحدٍ يدخل في اللعبة، من بينها الطراز والاسم التجاري". وتناولت الدورة في اليوم الأول الجزء الميكانيكي من صناعة ساعات اليد، والجزئين التاريخي والتجاري في الأيام التي تلت. وتخللت زيارة أكثر من معرض بهدف اكتشاف أهمية الساعات وكيفية تمييزها وتقدير اسعارها. والمفاجاة كانت في مشاركة كلود صفير، من أهم مقتني الساعات اليدوية في العالم، الذي يتشارك خبرته مع الحاضرين في اليوم الثالث من الدورة، ويطلعهم على جزء من موسوعته القيمة.



"من الطبيعي المشاركة كشركاء في هذا الحدث الأول من نوعه في لبنان"، بهذه العبارة يختصر المسؤول عن قسم الساعات في شركة أبو عضل بول كوبريان سبب حضوره هذه الورشة التي تساعد المقتني في فهم خبايا ساعة اليد، التي هي وليدة مئات السنوات من الخبرة، كما يصفها. والمعرفة في هذا المجال، في راي كوبريان، تساهم في تطوير السوق المحلي وتقدير الشاري لهذا المنتج، باسمه العريق وتصميمه المميز. وعن اهتمام اللبنانيين بساعات اليد، يقول: "افتتحنا كل هذه المتاجر تلبيةً لرغبات العدد الوافي من الزبائن، الذين منهم يعشقون للساعة. وفي صريح العبارة يمكن القول أن اللبناني يقدر هذا المنتج، خصوصاً الأسماء التجارية العالمية منها، اذ ان نسب المبيعات قياسية نظراً الى ثقة المستهلك". ورغم الجمود الذي يصيب السوق في الفترة الأخيرة نتيجة تردي الوضع الاقتصادي والأمني وغياب السواح، الا ان يبقى للمتاجر زبائنها المحليين الذين لا تتأثر توجهاتهم بظروفٍ كهذه.


بدورها حضرت كارول حكيم، الممثلة عن شركة انطوان حكيم، عازيةً مشاركتها كشريكٍ في الدورة التدريبية لضرورة معرفة المزيد عن هذا السوق المثير للاهتمام. وتقول ان "ما يميز هذا المؤتمر هو المستوى العالي من الخبرات التي يتشاركها خبراء عالميين مشاركين ذوي خبرة متينة في هذا المجال". وعن أهمية الساعة كمنتج، تعقّب أن "المعيار الاساسي للاختيار هو الاسم التجاري، ومن ثم الطراز، خصوصاً بالنسبة الى الرجال الذين يرتدونها اكسسواراً شبه وحبد، على عكس النساء". وفي توصيفٍ سريع لحركة السوق تتبنى حكيم ايضاً مقولة "السوق الجامد" اذ ان الناس لا ترغب في شراء سلعة كمالية باهظة في الاوضاع الاقتصادية الراهنة، "لكن يبقى لنا زبائننا الذين هم في اغلبيتهم من اللبنانيين".



فضلاً عن مشاركة الخبراء ووكلاء الماركات العالمية في لبنان، جذبت الدورة التدريبية هواة لبنانيين ومن بينهم نديم رباط، الذي قاده شغفه بعالم ساعات اليد، للمشاركة في ورشة تدريبية يصفها بالـ"مثيرة للاهتمام". يمتلك رباط مجموعة مميزة من 40 ساعة يد، كلّ منها تحكي قصّة مميزة عنه، ويقول لـ"النهار" أن ما جذبه في هذه القطعة اليدوية أنها عنصرٌ مرافقٌ للانسان في شكلٍ يومي، كهاتفه الذكي، ما يحولها الى جزءٍ من كيانه. واذا كان المال قيماً، فالوقت أكثر قيمةً في الحياة، وهنا يأتي دور ساعة اليد التي تجسّد معنى الوقت وتحوّله الى مفهومٍ محسوس. وعن المعيار الذي على اساسه يختار ما يصفها بـ"قطعته الفنية"، يقول: "كلّ شخصٍ يختار الساعة التي تعكس ملامح شخصيته. في كلّ مرّةٍ تسرق انتباهي ساعة معينة أطمح الى شرائها، فيما يشكل طرازها واسمها التجاري، عناوين عريضة تحدد اختياري". لكنه يعود ليعقّب أن السعر الخيالي للساعة يقف أحياناً حجر عثرة في وجه الموظف الذي لن يستطيع دفع ثمنها الباهظ.

من جهته، شارك فادي صياح في الدورة التدريبية كونه من هواة تجميع ساعات اليد أيضاً. في قالبٍ مرح، يعبّر الرجل الخمسيني عن تجربته في هذا القطاع القيم، وخبرته التي بدأت من الصفر، اذ كان ينخدع في تقييم الساعة قبل أن تنضج رؤيته مع الوقت. ومن هذا المضمار أتت مشاركته في الدورة، التي يجدها مميزة في شرحها لخبايا الساعات التقنية ما يغني معرفة الحاضر بها، خصوصاً لاولئك الذين يتطلعون الى الدخول في تجربةٍ استثمارية. لدى صياح مجموعة من 45 ساعة، تراوح اسعارها ما بين الـ10 والـ4500 دولار، اشتراها بعدما سرقه اعجابٌ بها من النظرة الأولى، وهو يعزم على اقتناء المزيد كلّما سنحت الفرصة.



حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم