الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

"وولمارت" تحاول ردم الهوة مع "امازون" في مجال التجارة الالكترونية

المصدر: "أ ف ب"
"وولمارت" تحاول ردم الهوة مع "امازون" في مجال التجارة الالكترونية
"وولمارت" تحاول ردم الهوة مع "امازون" في مجال التجارة الالكترونية
A+ A-

تواجه مجموعة "وولمارت" التجارية الرائدة في الولايات المتحدة منافسة متزايدة من شركة "امازون" العملاقة ما يدفعها إلى اعتماد سلسلة تدابير لتقليص تخلفها في مجال التجارة الالكترونية. 

هذه المجموعة التي أسسها سام والتون سنة 1962 وتتخذ في مدينة بنتونفيل بولاية اركنسو (جنوب) مقرا لها، تمثل بحجمها وانتشارها الإقليمي علامة بارزة في قطاع التجارة الكلاسيكية الذي بات يعاني ضغطا متناميا من شركات التجارة الالكترونية.

وبالتالي من شأن نتائجها والتقدم المحقق في المبيعات المتعلقة بالتجارة الالكترونية أن تجذب انتباه الأسواق لدى تقديم "وولمارت" نتائجها الربعية الخميس.

وبحسب مصرف ماكواري، أكثر من نصف المبيعات عبر الانترنت في الولايات المتحدة تصب في حساب "امازون".

وتلخص المحللة في موقع "فيتسمول بيزنس" المتخصص كريستا فابريغاس الوضع قائلة "لقد نجحت امازون في اقتحام يومياتنا إذ بتنا نستخدم كيندل للقراءة الرقمية وبرايم لمشاهدة التلفزيون. الأمر ليس كذلك بالنسبة لـوولمارت ومايسيز وغاب".

غير أن "وولمارت" لا تعتزم البتة الاستسلام إذ أن المدير العام للمجموعة دوغ ماكميلون يعتمد سياسة طموحة في مجال التجارة الالكترونية تجلت خصوصا عبر اتمام صفقة شراء بقيمة 3,3 مليارات دولار في آب/اغسطس الماضي لموقع "جت.كوم" الذي بات مؤسسه مارك لور العضو السابق في "امازون" يقود السياسة الهجومية لهذه العلامة التجارية.


ويدير لور فريقا من 15 ألف موظف يتوزعون بين سيليكون فالي وبوسطن وأوماها وبنتونفيل، وهو يتقاضى راتبا سنويا قدره 237 مليون دولار ما يوازي عشرة أضعاف دخل ماكميلون.

وقد وضع لور خريطة طريقة تتركز محاورها الرئيسية على عمليات شراء محددة الأهداف لتوسيع القاعدة الجماهيرية لـ"وولمارت" وتعزيز موقعها في مواجهة "امازون".

وفي غضون أقل من خمسة أشهر، اشترت "وولمارت" الشركتين الناشئتين "شوباي.كوم" (70 مليون دولار) و"مود كلوذ" (45 مليون دولار) وموقع التجهيزات "موسجاو" (51 مليون دولار)، كما أنها تجري مفاوضات لشراء موقع "بونوبوز" للألبسة الجاهزة المتوسطة النوعية للرجال في مقابل 300 مليون دولار.

كذلك يسعى لور إلى إعطاء أولوية للمنتجات "الأساسية" المستخدمة في الحياة اليومية بينها أوراق المراحيض ومستحضرات التجميل والمنتجات الغذائية على حساب السلع الموسمية بينها الالكترونيات والألعاب.

ويوضح المتحدث باسم "وولمارت" رافي جاريوالا "نركز على أكثر أنواع المنتجات استهلاكا من جانب الزبائن. نريد أيضا التأكد من عرضنا أفضل الأسعار وتقديمنا خدمة التوصيل إلى المنزل أو عروض خاصة".

وقد اشترت "وولمارت" في شباط خدمة "شيبينغ باس" للمشتركين المنقولة عن "امازون" والتي تتيح مذاك خدمة التوصيل المجاني خلال يومين لكل عملية شراء بقيمة تفوق 35 دولارا.

وتقدم "وولمارت" الرائدة عالميا في مجال التجارة بالاستناد إلى شبكة مؤلفة من 4700 متجر في الولايات المتحدة، أخيرا تخفيضات على أكثر من مليون منتج يباع عبر الانترنت شرط أن يقوم المستهلكون بتسلم مشترياتهم شخصيا من متاجر "وولمارت".


وبات الموقع الالكتروني التابع لمجموعة "وولمارت" يربط معايير الدخل لموظفيه بمستوى رضا الزبائن.

ويقول كيث اندرسون من شركة "بروفيتيرو" إن "هذه الاستثمارات ستعيد النمو الذي كان ضروريا لاستمرارها لكن من المبكر جدا الحكم بأن +وولمارت+ ستردم الهوة مع +امازون+".

وقد ارتفعت قيمة المبيعات عبر الانترنت من 4,54 مليارات دولار في 2012 إلى 8,03 مليارات في 2016 بحسب مصرف "ويلز فارغو".

هذه الجهود الضخمة تتعارض مع السياسة المترددة التي اعتمدتها "وولمرت" في العقد الأول من القرن الحالي إذ ان هذه المجموعة التي أبدت عزمها في فترة معينة شراء خدمة "نتفليكس" للبث التدفقي كانت تخشى أن تؤثر الاستثمارات الضخمة في مجال التجارة الالكترونية سلبا على معدلات ارتياد متاجرها غير الالكترونية.

كما كانت "وولمارت" تخشى أن تتحول مساحة يستخدمها باعة فرديون ومستقلون لعرض منتجاتهم.

ولم يبدأ الموقع الالكتروني التابع لمجموعة "وولمارت" بالسماح لباعة مستقلين بعرض منتجاتهم عبره إلا في سنة 2015 بتأخر سنوات طويلة عن "امازون".

وتعتبر هانا دونوغي من شركة "بلانت ريتايل ار ان جي" أن "امازون لم تربح بعد. سيحصل تعزيز للموقع لكن في نهاية المطاف سنكون أمام امازون ولاعب ثان قوي".

وفي الانتظار، تراهن الأسواق المالية بشكل متزايد على "امازون" التي تقرب رسملة السوق لديها من ضعف تلك العائدة لـ"وولمارت": 453 مليار دولار في مقابل 230 مليارا، على رغم تسجيل "وولمارت" سنة 2016 رقم أعمال قدره 485,87 مليار دولار في مقابل 43,7 مليار دولار لـ"امازون" أي أكثر من عشرة أضعاف.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم