بطرس الشويفاتي يروي لـ"النهار" تفاصيل تعذيبه من الجيش السوري لدفاعه عن كاهن بلّا

تاريخ 26 نيسان 2005 لا يمكن أن ينساه أحد من الذين تعرضوا للتعذيب والقمع والاضطهاد والقتل على يد الجيش السوري في لبنان. الآلاف من المواطنين الأبرياء قتلوا ونُكّل بهم فقط لأنهم رفضوا أن يسلموا لبنان للمحتل وأن يكونوا جواري عنده. نعم، مقاومة الاحتلال هي فعل إيمان بالحرية التي أعطانا إياها الرب، ولا يستطيع أن يمارسها فاقدها. الجيش السوري أُجلي من لبنان، وليس صحيحاً أنه رحل بسبب الضغط الدولي، الحقيقة أنه أخرج لأن المتضررين من وجوده وممارساته صاروا الاكثرية. لائحة الفظائع التي ارتكبها النظام السوري لا تُعد ولا تحصى. خرج المحتل، وأصابه في بلده اضعاف ما اقترفه في وطننا. ورغم ذلك نأسف ونقول "اللهُمّ لا شماتة"، بل نتضامن مع الشعب السوري البريء الأعزل، الذي لا حول له ولا قوة. رحل الجيش السوري لكن الآلام التي سببها للبعض لم تُنتسَ بعد ولم تشف. بطرس فرنسيس الشويفاتي، من بلدة "بلاّ" الشمالية، دخل عامه الثمانين، وسط عائلة علّمها حب الوطن والاستشهاد في سبيله. قصة بطرس مع الجيش السوري، اقل ما يقال فيها انها قصة بطولة رغم الآلام التي ألمّت به، لكن فخر المقاومة يمحي كل العذابات. 40 عاماً مرت على حادثته مع الجيش السوري، يذكر تفاصيلها، كأنها حصلت بالأمس. ويروي بطرس لـ "النهار" بأن "في أول قرية بلاّ منزل بعيد نسبياً من باقي المنازل، كان يقطنه شخص يدعى قزما قسطنطين العنداري مواليد 1937، يعمل بائعاً متجولاً للساعات وليس له اي انتماء سياسي او حزبي. وليل 7 نيسان 1977 أقدم مسلحون مجهولون على اختطافه من منزله من دون أن يعلم احد من أهل القرية او يتنبه لما حصل، ليستفيق أهل قزما على اختفائه وسرعان ما شاع الخبر في القرية والبلدات المجاورة".وأضاف "بدأت الايام تمر من غير أن تسفر المراجعات والتحقيقات والاتصالات عن نتيجة، وأخذت الشائعات المغرضة تسري كالنار في الهشيم، ومنها ان قوة من حزب الكتائب وتحديداً فرقة الـSKS دهمت منزل قزما ليلاً واقتادته الى جهة مجهولة، وان مجموعة من محازبي الكتائب في القرية إضافة الى كاهن الرعية الخوري الياس الشويفاتي تعاونوا مع الكتائب لاختطاف قزما".بلاّ... موقع استراتيجيوتبين لاحقاً أن ما حصل عمل استخباري خُطط له بذكاء ونُفذ بدقة ودهاء واحترافية. خطف قزما كان هدفه إيجاد ذريعة لدخول قوات الردع السورية الى قرى...