الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

غدا يكرم أردوغان او يهان

سميح صعب
سميح صعب
غدا يكرم أردوغان او يهان
غدا يكرم أردوغان او يهان
A+ A-

غدا قد يكون اليوم الأكثر صعوبة في الحياة السياسية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان. فالإستفتاء المزمع إجراؤه اليوم حول توسيع صلاحيات الرئاسة يمكن أن يفتح أمامه أن يحكم سعيدا لمدة عقد جديد من دون منازع. هذا اذا تغلب معسكر ال"نعم" على معسكر ال"لا". أما في حال حصول العكس فإن متاعب كثيرة ستكون في انتظار أردوغان وسيبدأ العد التنازلي لمسيرته السياسية المستمرة منذ عام 2002 بلا منازع.    

حتى الان لم يكن أردوغان قد ضمن الحصول على الغالبية في الاستفتاء الذي يعتمد الى درجة كبيرة على دعم الحركة القومية بزعامة دولت بهجلي. وفي الساعات الاخيرة برزت الصعوبات التي يلاقيها هذا التحالف غير الطبيعي بين حزب العدالة والتنمية بميوله الاسلامية والحركة القومية، إذ لوح بهجلي بالتصويت ب"لا" في حال لم يوضح اردوغان ما صدر من تصريحات لأحد كبار مستشاريه الذي تحدث عن اعتزام حزب العدالة والتنمية اقامة نظام فيديرالي في تركيا بعد التحول إلى النظام الرئاسي، على غرار النظام الاميركي او الالماني القائمين على الفيديرالية. وفعلا سارع أردوغان الى التبرؤ من تصريحات مستشاره نافيا عزمه تحويل تركيا الى نظام فيديرالي.

وقد يكون حزب العدالة والتنمية تعمد التذكير ببعض طروحاته القديمة عن قبوله بالفيديرالية، وذلك كي يتودد الى الاكراد كي يصوتوا ب"نعم" على التعديلات الدستورية. ومعلوم ان العداء مستحكم منذ عامين بين اردوغان والاكراد بعد انهيار وقف اطلاق النار مع "حزب العمال الكردستاني" في جنوب شرق تركيا والحملة التي جردها الجيش التركي على المناطق ذات الغالبية الكردية، فضلا عن الزج بقادة حزب الشعوب الديموقراطي الكردي في السجون بتهمة التعاون مع "حزب العمال الكردستاني". لكن حاجة اردوغان الى اصوات الاكراد للفوز في الاستفتاء قد تكون هي الدافع الى التلويح بالورقة الفيديرالية.

ويقول معارضو التعديلات الدستورية إن من شأنها تحويل اردوغان الى ديكتاتور مقنع. ويعارض حزب الشعب الجمهوري وبعض المنشقين عن الحركة القومية والليبراليين هذه التعديلات. وسبق الاستفتاء حملة واسعة من كم الافواه في وسائل الاعلام. ولم يتح امام المعارضين وسيلة فعالة للتعبير عن آرائهم على عكس الحملات القوية للحزب الحاكم.

والاستفتاء لا يقلق قسما واسعا من الشعب التركي فقط، بل ان ذلك يمتد الى اوروبا التي يشن اردوغان حملة لا هوادة فيها ضد الكثير من دولها ولا سيما المانيا، لأنها رأت ان هذه التعديلات قد تحول تركيا الى ديكتاتورية ورفضت فتح اراضيها لوزراء اتراك كانوا سيقومون بدعاية انتخابية في اوساط الجاليات التركية الواسعة في المانيا وهولندا.

وردا على الموقف الاوروبي توعد اردوغان بأنه سيعيد النظر في مفاوضات انضمام بلاده الى الاتحاد الاوروبي، بعد الاستفتاء واتهم المانيا ب"ممارسات نازية". ونالت هولندا نصيبها ايضا من حملة اردوغان.

وفي الواقع يريد اردوغان من التعديلات الدستورية منصة لتدعيم سلطات مطلقة كان يمارسها فعليا ولو من دون صلاحيات قانونية. لكنه في حال فوزه في الاستفتاء فإنه سيعتبر ذلك بمثابة استفتاء على شخصه بالذات لا سيما بعد حربه على الاكراد وحملة التطهير الواسعة في الداخل التركي بحجة الولاء لرجل الدين فتح غولن المتهم بالوقوف وراء المحاولة الانقلابية الفاشلة في تموز الماضي. فتحت غطاء اقصاء اتباع غولن اقصى اردوغان الكثير من معارضيه في الشرطة والجيش والقضاء والتعليم وقطاعات اخرى داخل المجتمع التركي.

غدا إما يتوج أردوغان سلطانا بكل ما للكلمة من معنى او يبدأ نجمه السياسي باﻷفول.


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم