الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

عودة الحرارة الى الخطوط بين الحريري وميقاتي

محمد نمر
عودة الحرارة الى الخطوط بين الحريري وميقاتي
عودة الحرارة الى الخطوط بين الحريري وميقاتي
A+ A-

ما دام قانون الانتخاب لا يزال في "غرفة الخياطة"، فإن الحديث عن أي تحالف انتخابي بين الرئيسين سعد #الحريري ونجيب #ميقاتي في #طرابلس لا يزال مبكراً، لكن الأكيد أن الأمر ممكن، وربما ضروري إذا كانت صيغة قانون الانتخاب تستوجب ذلك. وتقول مصادر مقربة من ميقاتي لـ"النهار": "إذا كان القانون نسبياً فلا مصلحة للطرفين في التحالف. أما إذا كان أكثرياً فهو ممكن".


لم يبلغ الحديث بين الطرفين هذا العمق، في الوقت نفسه فإن الصورة التي أطل بها الزعيمان السنيان ربما تقلق أحد المنافسين على الزعامة السنية في الشمال اللواء أشرف ريفي، الذي سبق أن خاض الانتخابات البلدية في مواجهة تحالف ميقاتي - الحريري وفاز.
وتعليقاً على هذا التطور في البيئة السنية، تقول مصادر ريفي لـ"النهار": "نحن مع كل ما يجمع، والاساس بالنسبة إلينا هو الالتقاء غير الظرفي على الثوابت التي يعرفها الجميع"، وهذا موقف يذكّر بتأكيد ميقاتي ان "التلاقي مع الحريري بعيد عن الاستحقاقات الآنية أو الظرفية".
قصة عودة العلاقة بين ميقاتي والحريري بدأت بمبادرة من الأول وبإيجابية من الثاني. أراد ميقاتي أن يكون احتفال "جمعية العزم والسعادة" في إطلاق المسابقة الدولية لحفظة القرآن برعاية الحريري، فأرسل موفداً له هو المدير السابق لدار الأيتام محمد بركات إلى "بيت وسط"، فطلب الحريري من الأخير التنسيق مع مدير مكتبه نادر الحريري. وفي إحدى جلسات الهيئة العامة لمجس النواب طلب ميقاتي مباشرة الموضوع فوافق الأخير، وجاء لقاء "بيت الوسط" الذي جمع رؤساء الحكومة السابقين الأربعة ليتوج تلاقي الطرفين حول حماية مقام رئاسة الوزراء. أما الاحتفال الذي حضره الحريري فغاب عنه ريفي، رغم توجيه الدعوة اليه.
وكان ميقاتي واضحاً في تصريحاته أن "التلاقي غير مرتبط بالانتخابات بل بضرورة الاختلاف تحت سقف الثوابت الوطنية"، ومن الواضح أن الطرفين يحرصان على معالجة البيت السني وانهاء حالة التشرذم فيه، لكن من دون وضع اسم ريفي على الأجندة.
وتقول مصادر ميقاتي: "الأخير يتعامل مع الحريري على أنه رئيس حكومة لبنان وهو رئيس أكبر كتلة نيابية، وشخصية وازنة نيابيا وسياسياً، وما حصل كسر الجفاء بينهما. أما موضوع التحالف انتخابياً، فهو لا يعني إذا لم يحصل اللجوء إلى سياسة شتم الحريري أو تصغيره أو كسره".
وتوضح: "لم يكن هدف العلاقة بين الحريري وميقاتي مواجهة آخرين، بل وقف النزف في الطائفة السنية لأنها مبعثرة ومفككة، ولا تلتقي الرموز على ثوابت مشتركة، وهم مستهدفون سياسياً". وهل يمكن أن يكون ميقاتي بوابة مصالحة بين الحريري وريفي؟ تجيب: "علاقة ريفي برئيس الحكومة ليست هاجسنا وليست على أجندة ميقاتي، ولم يتطرق الاثنان إلى هذا الموضوع، ونحن لسنا شركة صلح".
وعلى الرغم من ذلك، تؤكد المصادر أن العلاقة مع ريفي قائمة، فهل تتطور إلى تحالف انتخابي؟ ترد: "هي أصعب بكثير وأكثر تعقيداً من احتمال التحالف مع الحريري، لأن خطاب ريفي لا يستهوينا ولا سقف ولا ضوابط له، ولا خطط، وهو يبحث عن المواجهة في أجواء غير مناسبة، فيما نحن نراهن على الوحدة واحترام المواثيق ومقام الحكومة ودار الفتوى وحقوق الطائفة ضمن المناصفة والعيش الواحد، وكل ذلك لا يتأمن بسياسة ريفي".
ما كان غير متوقع حصل بمبادرة من ميقاتي، وبات أكثر وضوحاً أن العلاقة نحو المزيد من التطور، لكن السؤال: هل وجود الرئيس فؤاد السنيورة في اجتماع رؤساء الحكومة السابقين دليل على عودته إلى الواجهة؟ وكيف تتأمن وحدة البيت الداخلي السني من دون ريفي؟ ولو حضر الأخير الاحتفال هل كنا سنشهد سلاماً بارداً، تليه مبادرة بين الحريري وريفي؟

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم