الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

"حدث كبير" في القدس الاربعاء... القبر المقدس "يبدو بصفاء مولود جديد"

المصدر: Terra Santa، حراسة الاراضي المقدسة
"حدث كبير" في القدس الاربعاء... القبر المقدس "يبدو بصفاء مولود جديد"
"حدث كبير" في القدس الاربعاء... القبر المقدس "يبدو بصفاء مولود جديد"
A+ A-

يستعد المقبر المقدس لاظهار حلته الجديدة، مع انتهاء اعمال ترميمه. العاشرة قبل ظهر الاربعاء 23 آذار 2017، يقام إحتفال مسكوني مهيب في كنيسة القيامة، تشارك فيه جميع الكنائس للصلاة، وايضا للاطلاع على حصيلة "10 أشهر متواصلة من الترميم المكثّف".


وكتبت رئيسة تحرير مجلة "Terre Sainte" في القدس ماري ارميل بوليو مشاهداتها من القبر، حيث "دوى صوت المكانس الكهربائية في أنحاء كنيسة القيامة". واشارت الى ان "فريق البروفسورة موروبولو يعمل ليل نهار لإنهاء آخر الأعمال في المبنى الذي يضم قبر يسوع والمنطقة المحيطة به، اذ يجب أن يكون كلّ شيء جاهزاً ليوم الاحتفال".


مدعوون
ووفقا للمعلومات التي نشرتها، يتقدم المحتفلين "ممثلون للكنائس الثلاثة التي وقّعت اتّفاق البدء بأعمال الترميم، هم بطريرك القدس للروم الأرثوذكس ثيوفيلوس الثالث، حارس الأراضي المقدسة فرانشيسكو باتون، وبطريرك الأرمن الرسوليين نورهان مانوجيان. كذلك، يشارك المونسنيور بييرباتيستا بيتسابالاّ الذي يشغل اليوم منصب المدبّر الرسولي- وهو مَن وقّع الإتفاق عندما كان لا يزال حارساً للأرض المقدّسة- اضافة الى جميع المساعدين البطريركيين للكنائس الممثّلة في القبر المقدس، من أقباط وسريان وأثيوبيين، وممثّلين للطوائف المسيحية الأخرى في الأرض المقدسة، وغيرهم من الشخصيات البارزة التي تمّ توجيه دعوة إليها".


ويحضر ايضا في المقام الأوّل بطريرك المسكوني برثلماوس الأوّل الذي سبق ان جاء الى القدس في مناسبة زيارة البابا فرنسيس العام 2014. وقالت بوليو إن "حضوره في هذا المكان ذلك اليوم سيترجم على أرض الواقع الحميّة المسكونية التي أرادت الكنائس أن تعيشها في مناسبة هذه الأعمال. ويردّد البعض بعبارات خافتة أنّه لربما كان على الكرسي الرسولي إرسال ممثّل له رفيع المستوى".


البابا يتبرع
واضافت: "نعلم أن روما تتابع عن كثب التقدّم المسكوني الذي تم خلال الاعوام الأخيرة على أرض الواقع في الشرق الأوسط. وفي ما يختص بالقدس، فقد اصدرت حراسة الأراضي المقدسة بياناً أعلنت فيه أن البابا تبرّع بهبة كبيرة لأعمال الترميم التي يخضع لها القبر المقدس وكنيسة المهد".


وفقا لبيان الحراسة، "بلغت قيمة الهبة 500 الف دولار"، مشيرة الى ان "الكرسي الرسولي يرغب أيضاً في المساهمة في ترميم القبر المقدس في القدس. ولهذا الهدف، خصص مبلغا مشابها قدره 500 الف دولار للمرحلة الجديدة من الأعمال التي ستختص بالمنطقة المحيطة بالمبنى الذي يضم القبر المقدس. وستمنح هذه المساهمة بعد أن تتفق الطوائف المذكورة في نظام "الستاتو كوو" على تشكيل لجنة مناسبة".


مرحلة ثانية من الأعمال
وتابعت بوليو: "الحقيقة هي أن الكنائس، عشية احتفالها برؤية مبنى القبر حرّاً من دعّاماته، تؤكّد تفكيرها في شأن اتفاق جديد قد يؤدي إلى فتح مرحلة ثانية من الأعمال التي طالبت البروفسورة موروبولي القيام بها من أجل ضمان استمرار النتائج التي حقّقتها المرحلة الأولى".


واشارت الى "ان البناء الذي يضم كجوهرة ما تبقى من قبر يسوع، قد تمّ توطيده وترميمه وتثبيته وتنظيفه. إلا أن الأسباب التي أدّت إلى ضعفه لم تُستقصَ كلّها، خصوصا مسألة الرطوبة المزمنة". وقالت: "نعلم أن مدينة القدس مبنيّة على الصّخر بكل معنى الكلمة. لكن ما لا نعرف عنه الكثير هو أن المطر يتساقط في القدس بالكمية نفسها التي يتساقط بها في لندن. إلا أن هذه المياه ما أن تصل إلى مستوى الصخر، وبسبب عدم مقدرتها على التسرّب، إمّا تمكث في مكانها، إما تصعد من جديد إلى السطح بالخاصية الشعرية أو بالتبخّر، مخلّفة مستوى عالٍ من الرطوبة في جميع أبنية المدينة، بما في ذلك كنيسة القيامة.


أضف إلى ذلك الغلاف المائي الذي يقبع أسفل أرضية البناء، إمّا بسبب أنقاض الأبنية السابقة، إما بسبب سيلان في القنوات التي أتلفها الزمن. لذلك، فرغم أعمال الترميم التي خضع لها البناء الذي يضم القبر المقدس، فإنّ الأسباب تكثفت، متيحة للماء والرطوبة أن يبشارا من جديد دورهما البطيء والثابت في زعزعة البناء".


التغيير مذهل
وفي انتظار "هذا الحدث الكبير"، ثمة انطباع ان "العدد القليل من المدعوين لن يتمكن الأربعاء من اخفاء سعادته". وتكتب بوليو: "قد لا يروق لنا نمط هذا البناء الذي يعود إلى حقبة الباروك العثماني، لكننا لا نستطيع إلا أن نشعر بالإعجاب أمام النتائج التي حققتها أعمال الترميم".


من مشاهدتها المدوّنة ايضا، "ينتصب المبنى الذي يضم القبر شامخاً، في وسط القبّة المائلة إلى الرمادي، من دون قناديل الزيت وسائر الزخرفات التي أضافتها الكنائس (والتي يجب أن تعود إلى مكانها لاحقاً). ويبدو بصفاء مولود جديد. ولا يسعنا سوى الإقرار بأن التغيير مذهل، ويستحق عناء الزيارة والإلتفاف حول البناء. ستشهد على ذلك الصور الفوتوغرافية عمّا قريب. لكن حتى هذه اللحظة لم تتم بعد إزالة الألواح التي تحيط بالموقع... وبدأ التشوّق يزداد لدى المصوّرين المتطلّعين إلى إلتقاط أجمل الصور للمكان. وتبقى تغطية هذا الحدث مستمرة".



 


التمويل
أُنجزت أعمال الترميم، وفقا لما افادت الحراسة، بتكلفة قدرت بـ3,5 مليون دولار. ولم يُكشَف عما إذا قد تمّ تجاوز قيمة هذا المبلغ أم لا. وساهمت في المشروع الطوائف المسيحية الثلاث المُمَثَّلَة في كنيسة القيامة، وهي كنيسة الروم الأرثوذكس، الفرنسيسكان، والأرمن. كذلك، قدّمت الحكومة اليونانية وبعض المحسنين الخاصّين تمويلا عاما. ولعب الصندوق العالمي للآثار (World Monuments Fund, WMF) دوراً أساسياً في جمع الأموال الضرورية. كذلك، قدم ملك الأردن عبدالله الثاني مكرمة ملكية. وقدمت ايضا السلطة الفلسطينية مساهمة.


وافادت الحراسة ان "تكلفة المرحلة الجديدة من أعمال الترميم قدرت ايضا من الآن، وتصل إلى 6 ملايين دولار. وستتضمن إزالة البلاط الذي يحيط بالبناء الذي يضم القبر، وإصلاح جميع القنوات، وترميم جميع الحجارة المستخدمة في التبليط أو استبدالها بأخرى مماثلة، ثم توطيد أُسُس البناء وتأمين الإستقرار الزلزالي للبناء كلّه".
ورأت ان "هذه الأعمال قد تكون مناسبة للقيام بحفريات أثرية، تكون بمثابة استمرار لتلك التي أنجزها الأب فيرجيليو كوربوز الفرنسيسكاني في الستينيات من القرن العشرين".


 










حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم