الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

في 14 آذار 2017

عقل العويط
عقل العويط
في 14 آذار 2017
في 14 آذار 2017
A+ A-

هولُ ما يحدث، يجعلني ساخراً وعبثياً. والحال هذه، لا أخفي أني أؤيد فرض ضرائب جديدة، تحت ذريعة الديون الهائلة المتراكمة على الدولة، واحتمال إقرار سلسلة الرتب والرواتب، أو حتى من دون هذه الذريعة. فقد أظهرت التجارب أن صديقي سعيد تقي الدين معه حقّ. لمَن لا يعرف هذا الرجل، يمكنه أن يتصفح الـ"غوغل" تحت عبارة "الرأي العام البغل".


ليست غايتي تقليل الاحترام للناس، ولا الاستخفاف بهم، فهم قادرون إذا شاؤوا ومتى شاؤوا، أن ينتفضوا بحكمة وذكاء، وأن يغيّروا المعادلات. وإذا كان الحمير يربحون قصب السبق في الصبر، فنحن اللبنانيين نتخطّى الحمير بأشواط. فقد أثبتنا قدرتنا على تحمّل ما لا يُحتمَل، فأين العجب في أن تفرض علينا السلطة ضرائب إضافية. السلطة مطمئنة. نحن لن نحرّك ساكناً، بل سنتحمّل تدبيراً جائراً كهذا، مرفقاً بتململات عشوائية هنا وهناك، مثلما نتحمّل السيادة المنقوصة والسلاحَين والحدود اللبنانية السورية السائبة وغير المرسّمة والاحتلال الإسرائيلي، ومجزرة قانون الانتخاب، وأحوال الزحمة والسير وغرق الشوارع، ومأزق النفايات والكهرباء والماء، فضلاً عن التلوث، والاعتداء على المال العام، وتخريب البيئة والطبيعة، ومصادرة الأملاك العامة.
فلنأخذ الركود الاقتصادي مثلاً؛ والأرقام الوحشية لأعداد العاطلين من العمل والمهاجرين الشباب الباحثين عن سقف ووظيفة. "شوفوا" أيضاً الاعتداءات اليومية الموصوفة على المرأة والأطفال. ولأن الكلام جارٍ حالياً على الرملة البيضاء، وعلى التنكيل العلني بقرار مجلس الشورى الذي يقضي بوقف الاعتداء على المكان هناك، لماذا لا نلتقط الصور التذكارية للشاطئ الشعبي قبل مصادرته؟ ولِمَ لا لنتمعن في رواتب الأساتذة وحقوقهم المهدورة؟
على سبيل السخرية السوداء، يمكننا أن "نتذكّر" موضوع العدالة الدولية، ما دام هذا المقال يصدر في مثل هذا اليوم، الذي كان قبل إثني عشر عاماً، زلزالاً للوجدان الجمعي، ومناسبةً نقيةً وجارفة لزحزحة الأرض من تحت أقدام الطغاة والقتلة.
السياسيون وأصحاب المال ورجال الدين يضحكون علينا. نحن نضحك على أنفسنا. والعالم يضحك على الفريقين معاً. هذه هي المسرحية. وليس على المسرحيين سوى أن ينجزوا عملاً مشهدياً يستلهم هذه المعادلة الرائعة.
في 14 آذار 2017 هذا، أجرؤ بدون سخرية أو عبث، أن أزعم: لا أحد يريد دولة مؤسسات. وخصوصاً مافيات الطبقة السياسية - المالية - الطائفية - المذهبية. نحن أيضاً لا نريد. إلاّ إذا قررنا رفض "الحمرنة" و"البغلنة"، وتنظيم أنفسنا، ومواجهة الاستحقاقات، كلّ الاستحقاقات، بالوعي الوطني - السياسي - التنسيقي المطلوب.
فليكن 14 آذار 2017 هذا، هو العبرة وهو البداية!


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم