اشترِك في نشرتنا الإخبارية
رجل يمشي فيسبقه ماضيه. يفتح عينيه على غربة عن زمانه ومكانه، وحين يغمضهما تتوالى في أحلامه صور ثلاثين عاماً من عمره أمضاها مرتدياً بذته العسكرية ومتأبطاً رفيقه الدائم: سلاحه. في المرات القليلة التي أتيح لي رؤيته باللباس المدني، كنت أراقب حركة يديه تنزع بعصبية ربطة العنق المشدودة على عنقه، كأنها تحاول خنقه. بين ليلة وضحاها وجد المقاتل العتيق نفسه، مرغماً على إلقاء سلاحه، فظلّ يشتهيه كأن ما خاضه من معارك دفاعاً عن "القضية" ظل يمدّه بتفاصيل أحلامه عن حياة متخيلة.
