الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

مخاوف "أبو مازن" من تطورات فلسطينية وإقليمية محتملة

المصدر: النهار
ابراهيم حيدر
ابراهيم حيدر
مخاوف "أبو مازن" من تطورات فلسطينية وإقليمية محتملة
مخاوف "أبو مازن" من تطورات فلسطينية وإقليمية محتملة
A+ A-

أياً تكن خطورة الملفات التي حملها الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى لبنان، ويحثها مع المسؤولين والقيادات اللبنانية، فإن ملف المخيمات الفلسطينية وأوضاع الفلسطينيين فيها تصدر الأولويات من الناحيتين الأمنية والإنسانية.


جاءت زيارة "أبو مازن" في مرحلة دقيقة للفلسطينيين، خصوصاً وأن السلطة الفلسطينية تتخوف من تطورات في الأراضي الفلسطينية مرتبطة بالمتغيرات الدولية مع وصول #دونالد_ترامب الى الرئاسة الأميركية وإعلان دعمه المطلق لإسرائيل بنسفه حل الدولتين أولاً وتعهده نقل السفارة الأميركية الى القدسن ما قد يؤدي الى تفجير الوضع الفلسطيني، وانطلاق انتفاضة فلسطينية جديدة وفق مصدر سياسي فلسطيني واكب زيارة عباس الى لبنان وملفاتها.


لا يخفي السياسي الفلسطيني أن لدى قيادته مخاوف كثيرة لا تقتصر على الداخل الفلسطيني، فأي تطورات فلسطينية داخلية سرعان ما تنعكس على فلسطينيي الشتات، خصوصاً في لبنان، حيث الأمور غير ممسوكة في المخيمات الفلسطينية، بعد الضربات التي تعرضت لها حركة فتح وفصائل منظمة التحرير، علماً أن التلاعب الإقليمي بالمخيمات وظهور قوى جديدة، ليست حركة حماس أولها، وأخرى متطرفة، جعل من بعض المخيمات نقطة إنطلاق للتخريب في داخلها وعلى المستوى اللبناني العام. ولذا، كان لا بد من أن يطرح الرئيس الفلسطيني جملة من المبادرات لغعادة ضبط وضع المخيمات وتحسين الوضعين الاجتماعي والحياتي للاجئين الفلسطينيين منعاً لاستغلالهما من أطراف وظيفتهاالأساسية ضرب الاستقرار في لبنان.


الحياد والنأي بالنفس


ليست المرة الأولى التي يدعو فيها محمود عباس القوى الفلسطينية الوطنية والاسلامية وابناء الشعب الفلسطيني في لبنان، لأن يكونوا عامل استقرار للسلم الاهلي اللبناني والحفاظ على المخيمات كعنوان لحق العودة"، وهو الأمر الذي أعلنه في زيارته السابقة الى لبنان عام 2013، لكن الجديد يكمن في إثارته لمخاوف من تطورات في الداخل الفلسطيني وفي المنطقة يجب استباقها، إنطلاقاً من حماية الموقف الفلسطيني الرسمي والنأي بالنفس عن الشؤون اللبنانية والبقاء على الحياد الايجابي وعدم السماح باستغلال المخيمات لاي أجندة غير فلسطينية، داعياً السلطات اللبنانية الى تولي أمن المخيمات، مع الإستعداد، وفق الإمكانات، والمساهمة في ضبط السلاح الفلسطيني اذا تمكن الجيش اللبناني والقوى الأمنية الرسمية من الإمساك بأمن المخيمات، بعيداً من أي اهتزازات أمنية كبرى. وهذا في ذاته يستلزم الإتفاق مع أطراف اقليمية أخرى لتذليل العقبات، ومنع التخريب الذي تستغله قوى معينة هدفها إبقاء المخيمات، خصوصاً مخيم عين الحلوة في حالة توتر أمني دائم.
ووفق المصدر السياسي الفلسطيني، جاء التوتر الأمني في مخيم عين الحلوة والإشتباكات رسالة رد على أي توجه لتسلم السلطات اللبنانية أمن المخيمات، وهي رد على مبادرة أبو مازن في الأساس. وهذا يعني أن الوضع في المخيمات غير ممسوك من أطراف منظمة التحرير الفلسطينية وحرة فتح تحديداً، التي تغيرت أوضاعها وبنيتها منذ رحيل الرئيس ياسر عرفات، على رغم كل محاولات راب الصدع في مكونات الحركة الفلسطينية في مخيمات لبنان. وما يزيد من أزمة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، الإجراءات الأمنية والقوانين التي تضيق عليهم وتمنعهم من العملن علماً أن السوق مفتوحة لكل اللاجئين الآخرين بالعمل في لبنان، وهو أمر أثاره الرئيس الفلسطيني انطلاقاً من ضرورة استمرار الحوار لتخفيف الإجراءات وإعطاء الفلسطينيين بعض الحقوق الإنسانية للتمكن من الصمود أمام التغيرات المحتملة.


ضغوط على السلطة الفلسطينية


وكان واضحاً أن السلطة الفلسطينية، من خلال أجواء اللقاءات التي عقدها محمود عباس أن السلطة الفلسطينية تعاني من ضغوط كبرى وحصار سياسي ومالي، وهو أمر انعكس على تقديماتها مع منظمة التحرير الفلسطينية لجهة الرواتب والمساعدات الاجتماعية، خصوصاً مع تراجع تقديمات "الأنروا"ن ولذا دعا عباس الى العمل على "دعم صندوق الطالب الفلسطيني ورفع نسبة المساعدة لتخفيف معاناة الطلابن ومؤكداً في الوقت عينه رفضه للتوطين وأن منظمة التحرير الفلسطينية هي الخيمة والمظلة لكل ابناء الشعب الفلسطيني في الشتات.
يذكر السياسي الفلسطيني أن هذه هي الزيارة الثالثة لعباس الى لبنان كمسؤول أولاً كرئيس للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عام 2004، ثم زيارته كرئيس للسلطة الفلسطينية عام 2013، فالزيارة الأخيرة التي ليست متطابقة مع ما حملته الجولات السابقة، لجهة أن الوضع الفلسطيني ليس على ما يرام داخلياًن علماً أن زيارته عام 2004 استقبلها ألوف الفلسطينيين في الشارع، حيث كانت "حركة فتح" لا تزال القوة الأساسية والمكون الفلسطيني الأول القادر على ضبط المخيمات، على رغم التلاعب الإقليمي بأمن المخيمات. يذكر أيضاً بأن عباس في زيارته الماضيةعام 2013، طرح وضع السلاح الفلسطيني داخل المخيمات تحت إمرة الدولة اللبنانية، من دون أن ينمكن من طرح معالجة اجتماعية إنسانية شاملة لقضاياهم. وهو لم يتمكن من زيارة مخيمواحدخلال زياراته المتعددة للبنان. وهذا أمر حصل أيضاً في الزيارة الأخيرة، لكن السياسي الفلسطيني يرى أن الزيارة الأخيرة يمكن أن تحمل أملاً في معالجة المشكلات المستجدة أخيراً بإجراءات تضبط الأوضاع، على رغم أن لبنان لن يستطيع في الوقت الراهن الإمساك بوضع المخيمات وأمنها، لأن ذلك يحتاج أيضاً إلى تغطية إقليمية غير متوافرة اليوم.


[email protected]
twitter: @ihaidar62


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم