الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

عدلي وسوسن يتحدّثان لـ"النهار" عن "أمير الليل"... انتقاد و"نأي بالنفس"

المصدر: "النهار"
إسراء حسن
إسراء حسن
عدلي وسوسن يتحدّثان لـ"النهار" عن "أمير الليل"... انتقاد و"نأي بالنفس"
عدلي وسوسن يتحدّثان لـ"النهار" عن "أمير الليل"... انتقاد و"نأي بالنفس"
A+ A-

ربما الشكر الكبير يكون للممثلين هيام أبو شديد وأسعد رشدان لكونهما من الشخصيات التي أنقذت مسلسل #أمير_الليل بشبه إجماع من المشاهدين والنقّاد، ووسط الثناء على أدائهما الذي يجب ان تكون عليه صورة الممثل اللبناني. لا يعتبر ذلك نسفاً لمجهود ممثلين يريدون للدراما اللبنانية أن ترتقي، ولكن انشغلت مواقع التواصل الاجتماعي وتفاعل الجمهور مع المسلسل (عرضته "أل بي سي آي")، مُركّزاً على شخصية سوسن (هيام أبو شديد) المرأة المخمليّة المتشرّبة حياة الطبقيّة وزوجها عدلي (أسعد رشدان)، رجل القرية الرصين الملتزم تجاه زوجته وعائلته.


بسبب صداقة أبو شديد ورشدان وعمرهما الفنّي، تمكّنا من تقديم شخصية متينة، متناغمة، بأسلوب لم يتطلب منهما مجهوداً للاندماج فيها، جلّ ما قاما به هو الاقتناع بالشخصية وحفظ النص والتزام العفوية.


"تجربة جميلة، لم يسبق لي أن أدّيت دوراً يشبه دور سوسن، أحببتُ أن أخوض التحدّي بسبب تصرفاتها السلبية المتعالية التي تتيح للشخصية تنصيب نفسها بالتكلّم على الطبقية في المجتمع بتفكير عنصري"، تقول أبو شديد لـ "النهار". استوحت شخصية سوسن من أشخاص تعرفهم عن كثب، واختارت أن تؤديها بأسلوب خفيف تسوده في بعض الأماكن طرافة مليئة بالكبرياء والاستعلاء. هي ليست شريرة، بل ضحية تفكير اجتماعي، والبرهان عودتها إلى جذورها الطيّبة بعدما شعرت أنها خسرت حياتها وزوجها.


لم تتمكن أبو شديد من مغادرة الشخصية بسهولة لدى الدخول فيها، فالوقوف إلى جانب رشدان ذكّرها بمعهد الفنون، فتوضح: "هناك ممثلون يغذّون بعضهم بعضاً لمجرد وقوفهم في وجه بعضهم البعض. لقد انسجمنا فنياً وانسانياً".



 


أما رشدان، فيرى أنّ نجاحه مع أبو شديد في "أمير الليل" يعود إلى كونهما من الرعيل القديم نسبة إلى الممثلين الجدد في العمر الفني. بالنسبة إليه، لم يكن الدور صعباً، لأنه كان متصالحاً مع نفسه وأحبّ النص الذي كتبته منى طايع. يقول لـ "النهار": "منذ 20 عاماً اجتمعنا انا وهيام، وما نفذّناه في هذا العمل اليوم ما هو إلا ترجمة لعلاقة إنسانية وصداقة تمكنّا من خلالها أن نتقمّص الدور وننقل الصورة الواقعية في إطار مهني بعيد من التزلّف، فاحترمنا ما قمنا به". يضيف: "لم أغيّر حرفاً في حوار طايع، وفي هذا أهمية للنص والشخصية التي وجدها كل منا".


رشدان لم يكن بعيداً من شخصية عدلي في الحياة، ابن الضيعة الذي عمل 30 عاماً في بيروت، فلم ينقل مكان سكنه وبقي في ضيعته عمشيت. وهو يتفق مع أبو شديد: "نعم، أقنعنا الناس بأن هناك شخصية واقعية موجودة في الحياة، صحيح أنّها تعود إلى حقبة الأربعينات، إلا أنّها حاضرة اليوم، ولكن بشكل خفي، ولا نراها إلا إذا دخلنا في العمق داخل المجتمع".


لا عمل قريباً سيجمع أبو شديد ورشدان لارتباطهما مسبقاً بأعمال درامية مقبلة، ولكنهما يتمنيان أن يجتمعا معاً، ليس بالضرورة في القالب نفسه.



 


ماذا عن تقويمهما للمسلسل؟


"المُشاهد لا يمكن ان يُضلَّل، هو أكبر ناقد وعينه ثاقبة، وهو الذي يكرّم الفنان إذا أحبه"، بهذه الكلمات تنأى أبو شديد بنفسها عن إبداء رأيها بسلبيات المسلسل وترمي الكرة في ملعب الجمهور الذي تعتبره مثقفاً ومليئاً بالاحساس الفني، وهو لا يحتاج إلى ثقافة بقدر ما يحتاج إلى صدق. وتقول: "خفتُ أن يكرهني الجمهور، إلاّ أنه فهم اللعبة، قد لا يكون أحبّ الشخصية ولكنه اقتنع بالأداء".


وترى بأنّ "كلّ عمل تتخلله نواقص، ولكن لا يمكن أن ننكر بأنّ "أمير الليل" وصل بنسبة عالية إلى المشاهدين والناس تفاعلت معه". وتضيف: "النص جميل والقصة حلوة، أتحفّظ عما يمكن ان يحصل للعمل لو غيّرت فيه شيئاً".


رشدان، على عكس أبو شديد، ينتقد، مُحمّلاً مسؤولية الأخطاء التي وقع فيها المسلسل للإخراج (إيلي برباري) والإنتاج ("إم إند إم" و"طايع أنتربرايز") اللذين "لم يفلحا في جعل الكثير من المشاهدين أكثر اقتناعاً". وأكد أن "ما حكي بالارقام عن مبلغ الانتاج غير صحيح، وما صرف من معدات وتصوير واكسسوارات وممثلين يوازي انتاج أي مسلسل يحتاج إلى فريق عمل وممثلين ومخرج"، مشيراً الى أنّ "المبلغ الذي تلقّاه رامي عياش، الذي أكنّ له كلّ الاحترام، يوازي نصف اجمالي الانتاج، فلا يعمد أحد إلى ممارسة سياسة التضخيم في الصرف على الانتاج". ويضيف: "إن كان هناك هدر فهذا يعود إلى سوء إدارة الانتاج. أنا واجهتُ الكاتبة في هذا الأمر، وقلت لها إنكم كشركة منتجة لا علاقة لكم بالانتاج فاستاءت مني".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم