من هو "البطل" الذي تحدى ترامب وعلق قرار الحظر؟

في سلسلة تغريدات غاضبة، انتقد الرئيس الاميركي دونالد ترامب الحكم الذي أصدره القاضي الفيديرالي جيمس روبارت في مدينة سياتل بولاية واشنطن ا بتعليق العمل بمرسومه الخاص بمنع دخول مواطنين من سبع دول ذات غالبية مسلمة إلى الأراضي الأمريكية.
وقال ترامب في إحدى تغريداته الصباحية إن "رأي هذا الملقب قاضياً الذي يبعد أسس إنفاذ القانون عن بلادنا مثير للسخربة وسيتم نقضه" . ورأى في تغريدة أخرى أنه "مثير للاهتمام أن دولاً شرق أوسطية وافقت على الحظر. هم يعرفون أنه إذا سمح بدخول بعض الأشخاص، فإنه الموت والدمار".
ولكن هذا "الملقب قاضياً" الذي صب عليه ترامب غضبه هو قاض فيديرالي في ولاية واشنطن منذ 2004، وقد عينه الرئيس الأسبق جورج بوش في المقعد الفيديرالي وثبت مجلس الشيوخ تعيينه باجماع 99 صوتاً. ورقي الى منصب بارز عام 2016.
وروبارت مولود في سياتل ومتخرج من جامعة ويتمان عام 1969 ومن مدرسة الحقوق في جورجتاون عام 1973 حيث كان رئيس التحرير الاداري في مجلة القانون للجامعة، وفقاً لسيرته الرسمية.

وخلال جلسة تثبيته قاضياً فيديرالياً، نوه السناتور الديمقراطي باتي موراي بشعوره السخي في خدمة المجتمع من خلال عمله مع الشباب المهددين وذوي الحاجات الخاصة.
وروبارت هو الرئيس السابق والوصي على بيت سياتل للأولاد الذي يتعامل مع حاجات الصحة العقلية للأولاد وذويهم في سياتل. وهو عمل ايضاً مع مجتمع الأولاد في واشنطن الذي يوفر خدمات للعائلات بهدف تحسين حياة أولادها.

وليست المرة الأولى يتصدر فيها روبارت الأخبار، إذ سبق له أن أثار سجالاً واسعاً. فاستناداً الى شريط فيديو عرض على موقع المحاكم الاميركية، يظهر روبارت يقول إن "حياة السود مهمة" في جلسة استماع في آب 2016.
وورد كلامه في جلسة استماع لدعوى مرفوعة عام 2012 تطالب شرطة سياتل بتبني اصلاحات بعدما وجدت وزارة العدل "سبباً منطقياً للاعتقاد أن شرطة سياتل لجأت الى نمط من القوة المفرطة"، وأشارت الى "مخاوف جدية في شأن بعض الممارسات التي يمكن أن يكون لها تأثير تمييزي على الأقليات".
إلى ذلك، يبدو أن روبارت نشط في أعمال خيرية مع لاجئين من جنوب شرق آسيا. ففي جلسة تثبيته أيضاً، نوه السناتور الجمهوري من أوتاه أورين هاتش بالعمل الذي اضطلع به هذا القاضي مع اللاجئين، وتمثيله الجريء للاجئين خلال مسيرته.

وفي تلك الجلسة أيضاً، تحدث روبارت عن الحاجة الى استخدام المحاكم لمساعدة الاشخاص الذي يشعرون بأن النظام القضائي منحاز ضدهم.
وقال: "قابلت أشخاصاً شعروا مرات كثيرة بأن النظام القضائي غير عادل. وقد حاولت مراراً التاكيد لهم أن النظام القضائي وضع لخدمتهم وأنه يمكن، في حال استخدامه بشكل صحيح، أن يشكل فرصة لهم لطلب التعويض اذا كانوا مطلومين". وأكد أنه سيعامل الجميع "بكرامة واحترام" في محكمته.
وفي رأيه أن "العمل مع أشخاص لديهم حاجة ملحة ومشكلة فورية يمكنك المساعدة فيها هو المظهر الأسمى من ممارسة القانون".
وبعد قراره الجمعة، بدأ ناشطون تداول صور له على مواقع التواصل الاجتماعي، واصفين اياه بالبطل.