مريض الـH1N1 يتجاوب مع العلاج... وهذه تفاصيل حالته

من أوستراليا قدم لزيارة أهله في لبنان، كمحطة أولى قبل السفر الى المملكة العربية السعودية لأداء مناسك العمرة، لكن فجأة تغيّر مخططه، بعدما أصيب بعارض صحي، ظن بداية أنه انفلونزا عادية، قبل ان تضح الصورة في الأمس ويتم تشخيص حالته، إذ ظهر انه مصاب بفيروس H1N1، هو محمد إ، ابن بلدة ببنين العكارية، الذي ضجت وسائل الاعلام بخبر مرضه وتدخل وزارة الصحة لنقله الى بيروت لمعالجته.
في الخامس من الشهر الماضي وصل محمد مع زوجته وأولاده الأربعة الى لبنان، كان في نيته بحسب ما قالت شقيقته جيهان لـ"النهار" التوجه الى السعودية للقيام بعمرة، وشرحت انه "في 24 كانون الأول قصد المملكة، لكن بعد ثلاثة ايام تعب، وقع خلال الطواف، نقل الى المستشفى، علّق له مصل من دون تشخيص حالته، ساء وضعه الصحي، عندها عاد الى لبنان في الثاني من هذا الشهر، كان يعاني من حرارة وضيق في التنفس، اعتقدنا بداية ان السبب يعود الى تغيّر الطقس، ففي لبنان الحرارة منخفضة على عكس السعودية. بعد يوم من وصوله الى بلده زار طبيباً وصف له أدوية، لكنه تعب ليلاً، صباح أمس قصدنا مستشفى معن اليوسف، حيث اجريت له فحوص وشكّوا باصابته بفيروس H1N1، فابلغوا زوجته بذلك، لكن رفضوا استقباله بحجة عدم وجود سرير فارغ".

تشخيص صادم
"مستشفيات عدة في الشمال رفضت استقبال محمد بحجة عدم وجود أسرة فارغة"، بحسب جيهان التي لفتت إلى أنه "حتى مستشفى الدكتور عبدالله الراسي الحكومي في حلبا رفض استقباله بداية، ولولا ان شقيقي على معرفة بشخص يعمل هناك لما استقبلوه. اجريت له فحوص لنصدم بالنتيجة، لكن نحمد الله ان الطبيب ابلغنا اليوم بتحسن صحته وتجاوبه للعلاج، لذلك قد لا يكون من الضروري نقله الى أحد مستشفيات العاصمة".
لا يوجد اي شخص من اهل وعائلة محمد المقيم في اوستراليا منذ 13 عاماً يعاني من اي عوارض، وقالت جيهان: "نحن خمسة اشقاء وثلاث شقيقات اضافة الى والدي ووالدتي والاحفاد، وزوجة واولاد محمد، كلنا بخير، وربما لو كان الامر كما يقول الاطباء لأصبنا بالعدوى". وأضافت "لا نعلم لماذا تعامل الاعلام بهذه الطريقة مع حالة شقيقي...".

تجاوب مع العلاج
المدير الطبي في مستشفى الدكتور عبدالله الراسي الحكومي والاختصاصي في الأمراض الصدرية، الدكتور محمد خضرين، أكد لـ"النهار" أن "وضع محمد الصحي افضل، وقد انخفضت حرارته"، شارحاً أنه "أمس أخضع  للفحص السريع وهو فحص غير دقيق أعطى نتيجة سلبية، بعدها أجرينا له PCR من طريق الجامعة اللبنانية، ظهرت النتيجة ايجابية، بدأنا بالعلاج اليوم وها هو يتجاوب".
خضرين، وبعدما أعرب عن اعتقاده بأن الفيروس انتقل الى محمد من السعودية، لفت الى تواصل وزارة الصحة مع المستشفى "اتصل الدكتور جوزيف الحلو من وزارة الصحة مؤكداً انه سيتم نقل محمد الى بيروت، نزولاً عند رغبة اهله". وعن حال الذعر التي تعم المواطنين عند السماع بهذا الفيروس، قال: "هذا يعود الى التضخيم الإعلامي، فهو كأي نوع انفلونزا قد تمر بشكل عابر حتى من دون أن يعلم المريض باصابته بها احياناً، لكن المضاعفات التي حصلت مع محمد والمتمثلة بنقص حاد في الاوكسجين سببها عدم تشخيص حالته منذ انتكاسته قبل تسعة ايام".

الفيروس تحت السيطرة
لا يشكل فيروس H1N1 خطراً على صحة المريض الا في حالات شرحها خضرين "اذا كان المصاب متقدماً في السن، او امرأة حاملاً، او يعاني من مرض في القلب، انسداد رئوي او مرض السكري". وعما اذا كان من المفترض اجراء فحوص لعائلة محمد للتأكد من عدم نقل العدوى لها، أجاب "لا عوارض ظاهرة على أحد منهم، سواء لجهة ارتفاع حرارة اجسادهم أو سعال".
من جانبه أكد مدير العناية الطبية في وزارة الصحة الدكتور جوزيف الحلو لـ"النهار أن "الامر لا يحتاج الى كل هذا التضخيم. وضع محمد جيّد جداً، ننتظر التقرير من طبيبه، وعلى إثره نتخذ قرار نقله من عدمه الى بيروت". واضاف "من الطبيعي وجود حالات كهذه في فصل الشتاء، هذا الفيروس كالرشح العادي، سنوياً لدينا حالات مماثلة وجميعها تحت السيطرة".