الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

لقاء بين ناشطين أوروبيين و"مشرقيين": لولا التدخل الروسي لقُضيَ على الأقليات؟

بيار عطاالله
لقاء بين ناشطين أوروبيين و"مشرقيين": لولا التدخل الروسي لقُضيَ على الأقليات؟
لقاء بين ناشطين أوروبيين و"مشرقيين": لولا التدخل الروسي لقُضيَ على الأقليات؟
A+ A-

أن يعبّر مسيحيون في سوريا والعراق ولبنان عن خشيتهم على وجودهم وحضورهم بنتيجة ما يجري من حروب طائفية ومذهبية فذلك أمر مبرر ومفهوم نظراً الى الصراع المدمر على مساحة الشرق الاوسط بين مركبات اساسية من مجتمعات هذه الدول، لكن ان يتحدث ناشطون من النمسا وبلجيكا وفرنسا والمانيا عن خشيتهم على مجتمعاتهم والخوف من طفرة "الإسلام الراديكالي" في مجتمعاتهم فأمر آخر يستحق التوقف عنده، خصوصا عندما يعبر الآتون من اوروبا للقاء المسيحيين في الشرق الاوسط عن استغرابهم لأنماط ثقافية وتربوية يقدمها "الاسلام الراديكالي" من أجل مسح غايات المناهج التربوية والثقافية الوطنية في الدول الاوروبية لمصلحة الفكر التكفيري، والذي يدفع بالمئات والآلاف من الشبان المسلمين في تلك الدول الى الانضمام الى "داعش" واخواتها في مشروعها التدميري.
بدعوة من "الرابطة السريانية" اجتمع حول مائدة متواضعة في "النادي السرياني" في البوشرية تحت عنوان "لا للإبادة ثانية" ناشطون اوروبيون من النمسا وبلجيكا من جمعية ADF international، التي تعنى بمساعدة مسيحيي الشرق، مع ناشطين لبنانيين وسوريين من طوائف وجمعيات مسيحية الى عدد من رجال المال والاعمال والاعلاميين، وكان السؤال الوحيد: "كيف السبيل الى منع تكرار ما جرى من ابادة وتهجير في حق المسيحيين والأقليات في العراق؟"، الى اسئلة اخرى قد يبدو طرحها مستغرباً للبعض وتبرره خشية من تكرار سيناريو "داعش" و "النصرة" في اي مجتمع تعددي يتعايش فيه المسلمون والمسيحيون جنباً الى جنب، واذا بالازمات الطائفية تنفجر دفعة واحدة كما يجري في مصر حيث تحول القبضة الصارمة للسلطة المركزية دون وصول الأوضاع الى ما لا تحمد عقباه.
يطرح الناشطون الاوروبيون الامور صراحة، وهم لدهشتهم لا يستطيعون ان يجدوا تفسيراً للعدد الكبير من "الجهاديين" الذي انتجته المجتمعات ذات الاصول الاسلامية في دولهم، خصوصاً في دول علمانية مثل فرنسا وبلجيكا والنمسا حيث يتراجع دور المؤسسة الكنسية ويختفي أمام مشروع الدولة الوطنية، وعلى نقيض المؤسسة الدينية التبشيرية لدى المسلمين التي تستمر في عملها الرعائي، ونشر أفكارها وقيمها وصولاً الى ضخ المؤيدين للحركات الاسلامية المقاتلة في اوروبا او في الجهاد العالمي، الى اسئلة اخرى محيرة ومعقدة وتتضمن ألف علامة استفهام عن سبل التعامل مع هذه الاحداث. الى حد ان المحامية البلجيكية صوفي كوبي لا ترى غضاضة في الاعتراف بأن ما رأته في الشرق يجب أن يشكل درساً للسياسيين والمجتمع في اوروبا لما يجب ان تكون عليه الامور ولرد الفعل المطلوب على المستوى المحلي والعالمي. اما رفيقها اندرياس توانسر المسؤول الإعلامي في الجمعية فيرى ان اوروبا ابتعدت عن جذورها ويجب ان تفتح الدول اعينها على ما يجري لتبدأ مسار الاتعاظ مما يجري والبحث عن طرق للتدخل في مواجهة الحرب المعلنة عليها.
في المقابل لا يجد الناشطون المحليون سوى الرد بعبارات التأكيد على الصمود والتصميم على المواجهة، مع تسجيل ملاحظة "تأييد التدخل الروسي الذي لولاه لكانت الامور انقلبت رأساً على عقب لمصلحة الهجمة التكفيرية ولصارت الأقليات في خبر كان"، والتشديد على أهمية ان "النموذج اللبناني التعددي في المساواة بين المسيحيين والمسلمين او "لبنان الرسالة"، يبقى رغم علاته النظام السياسي الافضل للتعايش وتأمين استمرار دورة الحياة بشرط المساواة بين اطرافه كافة".


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم