الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

"درب مريم" يجمع "حبّين" في يوم عكاري... ويعود بـ"دروس"

المصدر: "النهار"
هالة حمصي
هالة حمصي
"درب مريم" يجمع "حبّين" في يوم عكاري... ويعود بـ"دروس"
"درب مريم" يجمع "حبّين" في يوم عكاري... ويعود بـ"دروس"
A+ A-

مسيحيون ومسلمون معًا... في حافلة واحدة. الطريق قادت "درب مريم" هذه السنة الى عكار، في رحلة الى بزبينا والبيرة والقبيات. يوم فريد بـ3 محطات، و"كل شيء اختبرناه ايجابي. اشخاص كثيرون انتظرونا، وعدنا بفرح كبير"، تقول العضو المؤسس للدرب تيريز فرّا لـ"النهار". ما حمله معه الدرب في طريق العودة "دروس في التعايش الاسلامي-المسيحي اخذناها من الاهالي. شهادتهم في الحفاظ على السلم الاهلي في عكار طوال اعوام الحرب قوية وجميلة للغاية".


ضيوف في الشمال، "وهذه المرة، أحببنا ان نلتقي اهل عكار. وتوفرت لنا الظروف لتحقيق ذلك"، تضيف فرّا. صحيح ان الرحلات التي ينظمها "درب مريم" سياحية، "الا اننا نحب ان تكون هناك مناسبة لها. لقد بات تقليد لدينا في تشرين الثاني، بحيث يصادف عيد دخول السيدة مريم الى الهيكل وذكرى الإستقلال. وبهاتين المناسبتين، نجمع حبين: حب مريم، وحب الوطن".


"هي المرأة الوحيدة"
في بيان التعريف، "درب مريم" حركة مسيحية-إسلامية لنشر ثقافة الودّ والسلام بين اللبنانيين، وللتعارف الإنساني والتلاقي الروحي". اسستها مجموعة "سيدات لبنانيات يؤمنّ بالحضور المريمي المشترك بين المسيحية والإسلام". وهن تريز فرّا، فرنسواز ديلفار، سامية علامة، الدكتورة سهى نصر الدين، والدكتورة حُسن عبود.



 


من اهداف الحركة، "تعزيز السلم الاهلي"، تشرح فرّا، وايضا "السلوك التوّاق الى المعرفة والانفتاح على "الآخر"، والمشاركة معه في التفكير والعمل لخير الإنسان والوطن". ولكن لماذا مريم؟ "لأنها ترمز الى الأمّ التي تجمع ولا تفرّق، وتمثّل صورة المرأة المتواضعة أمام الله و"الآخر". في المسيحية هي أمّ المسيح، لها مُعطى كِتابي وترنيمة في الأناجيل... وفي الإسلام، لها مُعطى كتابي في القرآن، يخصّها لذاتِها كما لأمومتِها للسيد المسيح. وهي المرأة الوحيدة التي تملك الاسم وقوّة التسمية..."، تقول الحركة.


العام 2002، كانت الانطلاقة. في الاجندة، نشاطات وخطط، ابرزها تنظيم "رحلات موسمية للتعرّف الى المعالم الدينية والثقافية للبنان، بحيث ترسّخ قيم الحوار والتعايش بين الأهالي بكل محبّة وثقة، دفعاً لعملية السلام الى الأمام". العام 2015، كانت المرة الاولى: زيارة لوسط بيروت التجاري ومعالمه الدينية المسيحية والاسلامية. وهذه السنة، المرة الثانية... وكانت الوجهة #عكّار.



 


وقفة تضامن
باكرا، انطلقت الحافلة بـ40 مشاركا، مسيحيا ومسلما، في طليعتهم سيدات الدرب. "نريد ان نشهد للتعايش المسيحي-الإسلامي، ونتعرف الى وجه من اوجه وطننا، ونقف وقفة تضامن مع أهل عكار". البرنامج "ع الدقيقة"... وبزبينا اول محطة، حيث زار الضيوف كنيسة القديس جاورجيوس للروم الأرثوذكس ومسجد بزبينا. والتقوا الاهالي في قاعة البلدية، في حضور شخصيات دينيّة ومدنيّة في البلدة. نشاط الدرب، الامومة كأساس للمجتمع، السيدة مريم كأم، من المواضيع التي طيّبت الاجواء.


ما سمعه وفد الدرب شهادات في العيش الإسلامي-المسيحي المشترك، "كحالة متجذرة في بزبينا". "يعيش الاهالي كأسرة واحدة، بالمحبة والاخلاص"، قيل. "وتذكرنا ايضا شهداء الجيش، ووقفنا دقيقة صمت على ارواحهم. حرصنا على ذلك، خصوصا لتزامن الرحلة مع ذكرى الاستقلال"، تفيد فرّا.



 


في البيرة، المحطة الثانية، زار الضيوف المسجد الأثري (1882م). وفي قاعته، عقدوا لقاء مع أهال من البيرة والقبيات. والموضوع الرئيسي: "عكار مثال العيش المشترك والخوف على سلامة الأرض، كعنصر من عناصر الحياة والهوية اللبنانية". وتوالت شهادات في العيش المشترك، معززة باخرى عن "محبة الشهيد"، في حضور شخصيات دينية وبلدية ومدنية.


في القبيات، المحطة الاخيرة، توقفت حافلة الدرب عند دير مار ضومِط للآباء الكرمليين. وفي كنيسته، تعالت تراتيل للسيدة مريم، بصوت واحد، جامع. وفي الختام، كانت جولة في المتحف العلمي للطيور والفراشات في الدير. بالنسبة الى فرّا، "الفرح ظاهرة مهمة في رحلاتنا: فرح اللقاء بين المشاركين، وفرح اللقاء لدى المستقبلين والضيوف في آن معا. وهذه الظاهرة مريمية من دون شك".



 


يزمع "درب مريم" على مواصلة التقليد نفسه: تنظيم رحلات اخرى في السنوات المقبلة. "علاقة محبة، تقدير وامتنان، القلوب انفتحت على بعضها البعض"، اختبر الوفد في رحلته. ما تتمناه فرّا على اللبنانيين هو "ان يزوروا دائما بعضهم البعض في مختلف مناطقهم، ويحافظوا على التواصل بينهم".
في خطط الدرب، وفقا لبيان التعريف، نشاطات اخرى: "قراءة التراث المشرقي الكِتابي لفهم مكانة السيدة مريم في الكتاب المقدس والقرآن الكريم. المشاركة في سماع التراتيل الدينية والأذكار الصوفية في الأعياد الرسمية. التضامن الثقافي والروحي من خلال الشراكة مع بعض الجماعات التي التقت بها سيدات "درب مريم" في ِمسارهن الحواري، كجمعية "معاً حول سيدتنا مريم" و"مؤسسة أديان" وغيرها. التفكير في خطوات لحماية البيئة اللبنانيّة. السعي الى إبراز المعرفة التي تقدمها النساء، في مقدمها اللاهوت النِسْوي، لإدماج مساهماتهن العلمية في حقل الدراسات الأكاديمية للأديان".



 


[email protected]


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم