الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

معارضو "المستقبل": لا انشقاق بعد الانتخاب \r\nلا نعوّل على بري وخطوة ريفي سيئة

محمد نمر
معارضو "المستقبل": لا انشقاق بعد الانتخاب \r\nلا نعوّل على بري وخطوة ريفي سيئة
معارضو "المستقبل": لا انشقاق بعد الانتخاب \r\nلا نعوّل على بري وخطوة ريفي سيئة
A+ A-

يبدو أن المعجزات وحدها قادرة على تعطيل وصول النائب العماد ميشال عون إلى سدة الرئاسة. وعلى الرغم من "نسيم" المعارضة، سيدخل يوم 31 تشرين الأول التاريخ بعدما بات انتخاب رئيس الجمهورية محسوماً في هذا اليوم، خصوصاً بعد إعلان الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله مشاركة كتلة "الوفاء للمقاومة" والتزامها التصويت لعون، وما بات مؤكداً بالنسبة إلى نواب "المستقبل" المعارضين لخيار عون أن "الأخير لن يحصل على أكثرية في الجلسة الأولى، بل سيكسب الرئاسة في الجلسة الثانية التي تتطلب النصف زائداً واحداً (65 صوتاً)"، في ظل اعتراض عوني على عدم اعتبار أول جلسة انتخاب الرئيس التي كان فيها رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع مرشحاً بمثابة الدورة الأولى، وبالتالي الانتقال فوراً إلى جلسة نصابها "النصف زائداً واحداً"، أي الدورة الثانية. وأمام ما أصبح "محسوماً" وفق مقاربات المعترضين، فإن الانظار باتت على ما بعد الانتخاب، وتحديداً على حكومة الحريري تكليفاً وتأليفاً.
حتى "معارضة" الرئيس نبيه بري لا يعوّل عليها في مكاتب نواب "المستقبل" المعارضين، وبات أحدهم على يقين أن معركة رئيس المجلس ستنتهي بدخول دائرة التفاهم، وبالتالي لا يرى فيها سوى "رفع لمستوى التفاهم وتحسين الشروط"، لكنها ترى أن لا حلحلة مع بري قبل جلسة الانتخاب، مرجحة أن يدخل الجلسة معارضاً ويخرج مفاوضاً. وتقول: "التفاهم مع عون سيكون بعد الانتخاب وخلال مرحلة التكليف والتأليف، فإضافة إلى تحسين شروطه، فإن ما يقوم به بري سيضع فرنجية بمثابة المرشح الثاني بعد الجنرال". كما انها تستبعد أي خلاف بين "أمل" و"حزب الله" بقولها: "هذا أمر غير وارد، ولن يكون حزب الله داخل الحكم إذا كان بري خارجه"، متسائلة: "لو حصل ذلك، كيف سيكون التمثيل الشيعي؟".
ويخالف أحد النواب المعارضين السيناريو الذي روّج له بري والمتمثل بانتخاب رئيس جمهورية ودخول حكومة الرئيس تمام سلام مرحلة تصريف الأعمال وبقاء الحريري مكلفاً لأشهر، وبالتالي نصبح أمام مجلس نواب ممدد له، وتقول: "ما دام هناك رئيس جمهورية فإن الانتخابات النيابية ستحصل حتى لو كان رئيس الحكومة مكلفاً والحكومة الحالية تصرف الأعمال".
لا شك في أن نصرالله كان في إطلالته الأخيرة محبطاً بالنسبة إلى نواب "المستقبل"، فهناك من "بلع الموسى" ولم يتقبل فكرة موافقة السيد على تكليف الحريري رئاسة الحكومة ووضعها في اطار "التضحية". ورغم معارضة 10 نواب على الأقل من الكتلة لخيار عون، فإن الأجواء "المستقبلية" تؤكد أن "لا سيناريوات تعطيلية أو خطة انسحاب للجلسة، ومعارضة نواب "المستقبل" ستكون مقتصرة على الورقة التي ستوضع في صندوقة الاقتراع"، فيما تؤكد مصادر أخرى "أن النواب المعترضين في الكتلة لم يحسموا خيارهم، وهل يكون صوتهم لفرنجية أو سيقترعون بورقة بيضاء، أو ربما وضع اسماء اخرى".
ومن المعارضين من يؤكد أنه "رغم معارضة الخيار فنحن مستمرون في الوقوف إلى جانب الرئيس سعد الحريري، مرجحة أن تعود الكتلة إلى تماسكها بعد الانتخاب، وغامزة أن "أحدا لن يتجه إلى خيار اللواء أشرف ريفي".
ويكمل نائب معارض آخر بالروح نفسها: "لا انشقاق ولا انقسام ولا كتلة تصحيحية، خصوصا في ظل هذا الوضع المتشرذم، أما إمكان المعارضة خلال عهد عون فممكن تبعا لما سنسجل عليه"، لكن لهذا النائب وجهة نظره التي تعتبر أن "وصول عون إلى الرئاسة يُعتبر انهزاماً للعروبة". ويشدد على أن "لا غطاء سعودياً للمبادرة، بل إنها أتت تفسيرا لحال التوازن في المنطقة". ويوافقه نائب آخر على مقولة "لا غطاء سعودياً ولننتظر ما سيحمله معه الحريري بعد زيارته الرياض".
لا يمكن الحديث عن الشارع السني من دون التطرق إلى الرياح الشمالية "الريفية"، فأحد نواب الشمال لا يرى فيها أي ارتدادات جدية، ويقول: "ما قام به ريفي لا معنى له، وهو سيئ، الأمور لا تدار بهذه الطريقة، وهذا أقصى ما يمكن أن يفعله"، فيما يرى نائب "مستقبلي" آخر أن "ما يقوم به ريفي سيحرج نواب الشمال فقط"، ولا يخفي "الوضع الملتهب ضد عون سنياً، خصوصا في المدن، ويتفاوت ذلك جغرافياً، فالحرارة قوية في طرابلس وتخف في بيروت وبعدها صيدا".
أعطي الضوء الأخضر لانتخاب عون، وبالتالي انتقلت مخاوف المعارضين إلى ما بعد الانتخاب، وتحديداً الى مرحلة التكليف والتأليف، ويقول نائب "مستقبلي": "التكليف مضمون ونصرالله بالأمس سهله، لكن من يضمن التأليف الذي لم يتطرق اليه؟"، فيما لا يرى النائب الشمالي صعوبة في التأليف والتكليف بقدر "حال الحكومة نفسها"، متسائلا: "هل سيسمحون للحريري التصرف؟ فعندما كانت قوته في أوجها حاصروه وتم إسقاطه، فكيف سيكون الحال اليوم؟". ورغم يقينه أن "وضع لبنان لن يكون مريحاً مع عون لأن تجاربه السابقة لا تذكر إلا بالقتال والخراب وحروب الالغاء"، ينهي أحد النواب حديثه بالقول: "سنتوجه بالتهنئة للجنرال".


[email protected]
Twitter: @mohamad_nimer

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم