الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

هذا ما قاله خالد حبلص في استجوابه أمام العسكرية

كلوديت سركيس
كلوديت سركيس
هذا ما قاله خالد حبلص في استجوابه أمام العسكرية
هذا ما قاله خالد حبلص في استجوابه أمام العسكرية
A+ A-

شخصية الشيخ خالد حبلص غير مثيرة للجدل. ففي استجوابه يوحي كلامه بالصدق في مواضع. فهو يعلن بلا خجل بأنه يؤيد الثورة السورية وغير مؤيد للتنظيمات اﻻرهابية على غرار "داعش" و"النصرة" ونسّق مع امنيين في الشمال للتهدئة وحل مشاكل حصلت نتيجة احداث التبانة وجبل محسن في طرابلس. ولكن ثمة قطبة لم تتضح أرخت بظل من التناقض في سياق الاحداث التي رواها حبلص خلال محاكمته امام المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد الركن حسين عبد الله، في حضور ممثل النيابة العامة العسكرية القاضي هاني حلمي الحجار.
في هذا اﻻستجواب الذي استمر ساعة ونصف تحول الى حلبة في معرض الاسئلة والاجوبة التي عادت بالزمن الى احداث بحنين والتعرض لعناصر الجيش في مكمن فيها وسط انتشار المسلحين توصلا الى كشف هوية المعتدين على الجيش. وهذه الناحية بقيت بلا جلاء في اجوبة حبلص، اذ اتّهم مسلحين ملثّمين يتكلمون بلهجة غريبة وجدوا على ساحة الحادث.
وتناوب على تلك الحلبة اسئلة رئيس المحكمة التي ظهرت (بشد الهاء) في اسلوبه في اﻻستجواب المتتابع من دون مهادنة وبطريقة حوارية اعطت اﻻمان للشيخ المتجلبب ليخرج عن مكنونه بغض النظر اذا اقتنع العميد عبدالله بالاجوبة او لا. حاول والقاضي الحجار خلال التناوب في اﻻسئلة معرفة دور الشيخ احمد الاسير الذي كان موجودًا في منزل قرب منزل حبلص في بحنين عندما تعرضت آلية الجيش لمكمن مسلح. وهنا اعترف حبلص بأن الاسير كان نقده مئة الف دوﻻر، لم يكن كل المبلغ لشراء السلاح، اذ اشترى حبلص ايضا سيارة اسعاف لنقل الموتى في البلدة . اما السلاح فكان لاستعمال عناصر حماية المسجد في بحنين اثر التفجيرين اللذين استهدفا مسجدي التقوى والسلم في طرابلس. اما الشخص المعروف بـ"ابو خالد" من حبلص والتابع للاسير فنفى ما ورد في التحقيق اﻻولي من ان "ابو خالد" درب مجموعة من الشبان.
حبلص الذي تسكنه شخصية القائد دافع في اجوبته عن الشباب الموقوفين في الملف معه . وذكر انه يتعاطى الشأن العام من خلال إمامته مسجد البلدة . هو من النوع الحاضر لتحمل المسؤولية التي شعر بها،على قوله، معاديا "اﻻنتماء او اﻻرتباط داخل لبان او خارجه او اي حركة ارهابية". واوحى ان الحادث لم يكن ارتجاليا وابن ساعته. ولم يسبقه حصول ثغرة امنية او صدام مع العسكر فعلاقتي الشخصية جيدة جدا مع العسكر وسائر الجهات الامنية في طرابلس والشمال. تعاطيت معهم بحس المسؤولية. وعرج حبلص على لقائه العميد عامر الحسن قبل اسبوعين من حادث الضنية الذي قضى فيه شاب من آل العتر، تناول خلاله تجاوزات عدد من عناصر الامن خلال اعمال الدهم تمهيدا لمعالجتها، متطرقا الى خطبه التي تناول فيها مطالبته ان يعيش السنّة في لبنان كسائر الطوائف.
ومن اعطاك كفالة التحدث؟ سأله رئيس المحكمة فاجابه ان دعوته مدنية، متحدثا عن اتصاله بهيئة العلماء المسلمين وامنيين وسياسيين خلال اجتماعهم في منزل الوزير اشرف ريفي في حضور النائب معين مرعبي لفك الحصار عن اﻻسواق. وبقي الموضوع في المراوحة فيما كان الوضع يحتاج الى تنفيس . ثم كان حادث الضنية وتوقيف احمد ميقاتي الذي ﻻ تربطني به اي علاقة ومقتل ابن العتر. صحيح دعوت الى قطع الطريق وحصل ذلك في منطقة غير عسكرية. وكنا لا نزال نتواصل مع امنيين وأعلمت الناس ان الموضوع في طريقه الى الحل طالبا فتح الطريق.
ولكن حصل ما حصل. ويرفض حبلص ان يظلم احد او يبرئ احد في حادث بحنين حيث "كانت المجموعات منتشرة ، وتواجد اشخاص من خارج المنطقة استغلوا الامر وبعضهم كان ملثما ولهجته غريبة ﻻ نعرف من اين حضروا. بان الامر وكأن ثمة توريطا. لقد ذكرت في التحقيق اﻻولي معي اننا ﻻ نريد فتح مشكل مع الجيش. نريد فكّ مشكلة طرابلس". وتابع "لم يحصل خطف عسكريين في ذلك الحادث. ومستعد لمواجهة ايًّا من يقول انه جرى خطفه ما يسهل الامور. ولم نشأ تلك الحادث. وثمة من استغل امر الدعوة الى قطع الطريق. ففي البلاد ثمة من يحضر ويستغل الامور. وفي اثناء قطع الطريق واصلنا الاتصالات مع امنيين من منزلي بهدف التهدئة"، نافيا تضمين خطبه في المسجد تكفيرا للجيش،آخذا على ذهاب اشخاص الى سوريا بكامل سلاحهم في حين يتوقف آخرون لذهابهم اليها". وأقر بإحضاره سلاحا لحراس المسجد. كما احضرت بعض القطع (من السلاح) ابلغت الامنيين بها". واوضح "نحن مشروع داخلي. ﻻ نريد إلغاء أحد. نريد حقوق السنّة كسائر الطوائف في لبنان، ولا يوجد اي ارتباط لنا بداعش والنصرة او ابو بكر البغدادي. وما قصدته في خطبي العلنية، ويمكنكم تفريغ تسجيلاتي، هو الدعوة الى ثورة مدنية فحسب، ولم أهدف في دعوتي الناس الى إنشاء امارة والا لما كنت فتحت على كل الامنيين". وكرّر ان هيئة العلماء المسلمين طلبت منه إيواء الاسير في منزل"، مشيرا الى انه حاول مساعدة الاخير بالمغادرة الى الخارج، بعدما طلب منه انتظار هدؤ اﻻوضاع في التبانة حيث اقام ليتسنى له المغادرة. واعرب حبلص عن ندمه لوجود ناس لا تحسن التصرف، فضلا عن مغرضين تستغل الفرص. وعتب على وجود سياسيين وعلماء كانوا يدلون بتصريحات اكثر منه يسرحون ويمرحون فيما دعوته كانت الى قطع الطريق فحسب". اما عن لقائه اسامة منصور فكان بطلب من امنيين في طرابلس بغرض العسكريين المخطوفين من عرسال. وخلص الى ان السلاح الذي لديه كان في منزله ولم يتم استخدامه في حادث بحنين حيث اجرى اتصالات لسحب المسلحين وحصرها بالناس الذين اطلقوا النار. وأسف "لما حصل في بحنين، ولم نكن في وارد الاشتباك مع الجيش حيث ينتمي شقيقي منذ عام 2007". وارجئت الجلسة الى المتابعة في 13 كانون اﻻول المقبل.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم