الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

لبنان مصلوبٌ على شهواتهم!

الياس الديري
الياس الديري
A+ A-

لماذا نذهب بعيداً في تحليل كل كلمة يقولها مرجع، أو كل خطوة سياسيَّة يُقدم عليها حزب أو تيار أو تكتلٌ؟
هذا هو لبنان منذ كان صغيراً، وحتى بعدما كبَّره جورج كليمنصو من الناقورة الى النهر الكبير. وعلى أسسٍ بقيت صامدة حتى جاءت حروب "الآخرين" وأرغمت القيادات الرئيسيَّة على الذهاب الى الطائف والاتفاق على لبنان جديد... بالحكي، أو على الورق.
ثم كانت العرجة الثانية الى رحاب قطر.
واليوم لا يخلو تصريح مرجع مرموق، أو كلام مسؤول عليه القدر والقيمة من تلميحات صريحة تتناول سلة من هنا أو "اتفاقاً" مسبقاً من هناك، أو كلاماً مجلجلاً لا يَرضى بأقلّ من مؤتمر تأسيسي... كردّ مباشر، ومتأخِّر، على كل ما صنعه وأبدعه الرئيس كليمنصو في سبيل لبنان متماسك ومتوافق.
لم تعد هناك دولة عربيَّة قادرة على اتخاذ مبادرة انقاذية يفتقر اليها بلد كلبنان، تتجاذبه التطورات بين هذه الدولة وتلك، أو بين هذا التيار السياسي وذاك.
جميع الدول العربية عندها من الأزمات، والحروب، والانقسامات، والمخاطر المصيرية، ما يجعلها تتردَّد مراراً وتكراراً في اتخاذ أي قرار أو موقف الى جانب لبنان.
وهذا ما يجعل الخبراء والعقلاء ينصحون المستعجلين، والمتشوّقين الى الاقامة في قصر الرئاسة، بالتريّث وعدم التسرّع في اتخاذ قرارات متهوّرة تضع فوق الدكَّة شرطوطة.
القصة الرئاسيَّة معقَّدة قليلاً وكثيراً. ولها مصبّان دولي شديد التأثير وإقليمي يتقن فنون العرقلة ووضع العصي في الدواليب، وإنزال الناس الى الشوارع، ودفعهم لقطع الطرق.
من هنا، وبناء على هذه الوقائع والحقائق، ينصح الوزير جان عبيد بالتريّث والتعقّل: البلاد معلّقة على الصليب، وممنوع على المؤمنين اليأس. الى متى؟ هذا الصراع جزءٌ منه محلي، استقطاب، تنافس حاد، وجزء آخر إقليمي ودولي.
والتأثيرات الخارجيَّة على الاستحقاق الرئاسي مؤثّرة للغاية، "خصوصاً أن لبنان بلد مركّب وليس بسيطاً. ومَنْ يريد أن يحكمه يجب أن يديرها بقدرٍ عالٍ من الحكمة، ومن روح الحكم والتوازن. وهذه ليست نوبة عابرة، إنما هي مسيرة طويلة للبناء والاصلاح وجمع الصفوف، نأمل أن تتيسَّر للبلاد بمسعى المرجعيّات الحكيمة، وبدعمنا نحن...".
بديهي جداً الاعتقاد أن لبنان لن يبقى الى الأبد بلا رئيس للجمهورية. ولن تبقى إيران الى ما لا نهاية ممسكة بالاستحقاق الرئاسي بقوّة. ولن يبقى الحلفاء والمتضررون الى أبد الآبدين واقفين في الطريق حماة للفراغ.
فعندما يحين "الموعد التاريخي" بإطلاق سراح الاستحقاق الرئاسي، سيتم ذلك بموافقة دولية فعّالة، وبتجاوب إقليمي فوري. فلا تدعوا اليأس يوسوس لكم.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم