الأخطاء التي ارتكبها الإخوان المسلمون في مصر\r\n

كي نفهم ردة فعل الإخوان المسلمين على حركة الاحتجاج الهائلة التي بدأت ضدهم يوم 30 حزيران، يجب متابعة ما يكتبه جهاد الحداد، مستشار الرئيس مرسي على تويتر. فهناك تظهر بوضوح المزايا الأساسية التي تميز عقلية تفكير الإخوان، والتي يمكن تلخيصها كالتالي: الثقة بشرعية حكمهم المستمدة من فوزهم بالانتخابات الرئاسية سنة 2012؛ والاحساس بالحصار نتيجة السنوات الطويلة التي عانوا فيها من القمع السياسي والتي تتجدد اليوم مع الهجمات التي تتعرض لها مقراتهم في هذه الايام؛ وعجز الإخوان عن رؤية حجم الاستياء الكبير الذي يجتاح البلاد بأسرها.

بدأ انفصال الإخوان عن المجتمع المصري منذ المواجهات الدامية التي دارت في كانون الاول 2012، وبعد اصدار الرئيس قراراً يقضي بمنحه صلاحيات استثنائية، وفرض الاستفتاء على دستور تفرد الإسلاميون بوضعه، مما ادى الى تظاهر آلاف الشبان بالقرب من القصر الجمهوري.

بالنسبة للإسلاميين، شكلت احداث كانون الاول 2012 منعطفاً، لا سيما بعد قرار المحكمة الدستورية العليا حل البرلمان حيث يحظى الإخوان بالغالبية الساحقة. كما أدت هذه المواجهات الى اقتناع الإخوان بوجود مؤامرة ترمي الى افشالهم، مما دفع بالرئيس مرسي الى اللجوء الى قواعده ومناصرية والانكفاء الى قاعدته الإسلامية، وتهميش الجناح المعتدل في الحزب. وهكذا نلاحظ ان نحو ثلث الوزراء في الحكومة التي يرأسها التكنوقراط هاشم قنديل، هم اعضاء في حركة الإخوان. واكثر من مرة طلب مرسي من شخصيات في المعارضة الانضمام الى الحكومة لكن من دون جدوى.