الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

مرفآن في جونية يُعيدان البلاد إلى الخريطة السياحية

ميليسا لوكية
مرفآن في جونية يُعيدان البلاد إلى الخريطة السياحية
مرفآن في جونية يُعيدان البلاد إلى الخريطة السياحية
A+ A-


تستعد مدينة جونية لإزالة بعض المتاعب عن كاهل القطاع السياحي فيها، لتُثبت أنَّها هي أيضاً تكدُّ لتوظيف قدراتها في خدمة لبنان. ولأنَّ عاصمة كسروان قادرة على أن تستوعبَ مرفأين، أحدهما موجود أصلاً لكنّه غير مُشغّل، فيما يبدو الثاني ضخماً وصاحب قدرة على ضمّ كبرى البواخر التي تجوب المتوسط، يلاحق المعنيّون الملفين منذ أعوام كي لا تذهب هذه السمات هباءً.


قبل تعداد مقوّمات المشروعين وعرض الفائدة منهما، لا بدّ من الإشارة إلى أنَّ جونية تضمّ أصلاً مرفأ سياحياً يقع إلى جانب الثكنة البحرية، وهو ثمرة تخطيط أجراه الرئيس فؤاد شهاب قبل 50 سنة تقريباً، في حين أنَّ ثّمة نيّات لإنشاء مرفأ قرب "البورتيميليو" معدّ لاستقبال بواخر ذات قدرات تخوّلها نقل آلاف المسافرين.
وقد توصلت وزارة الأشغال العامة إلى تلزيم ورشة صالة الاستقبال في المرفأ السياحي وتجهيزها، فيما أقرّ قبل فترة مبلغ مليار و395 مليون ليرة لإنجاز الدراسة المتعلّقة بالمرفأ الأكبر، والذي يصفه البعض بـ "المشروع الحلم".
وبهدف متابعة الجهود التي تصبّ في هذه الخانة، سألت "النهار" وزير الأشغال العامة والنقل غازي زعيتر عن الموضوع فأجاب: "الدراسات انتهت وحوّلناها إلى ديوان المحاسبة للمصادقة عليها قبل أن تعود إليّ لأوافق عليها وأرسلها تالياً إلى إدارة المناقصات، مرفقة بدفتر الشروط"، مضيفاً أنَّه توصل إلى توفير مبلغ 12 مليار دولار لتمويل المشروع ومطمئناً إلى أنَّ الخطوة الأولى قد أُنجزَت.
وفي محاولة منها لتحريك عجلة الأعمال وبناء أسس ثابتة لها، عملت جمعية "أصدقاء المدينة" التي يترأسها نعمت افرام على مدّ جسور التواصل والتعاون مع كل الجهات المعنية، بدءاً بالمدير العام للأمن العام الذي طلب عدداً من المعدات الخاصة لتسهيل الإجراءات التي يخضع لها الزائرون، فلاقى طلبه وعداً من بلدية جونية لتوفيرها كلها على حسابها الخاص، مروراً بالمدير العام للجمارك الذي وافق على الموضوع فتمّ وضع "سكانر" يتفقد حقائب المسافرين، وصولاً إلى قيادة الجيش التي أعطت هي أيضاً موافقتها على الموضوع.
صالة المسافرين التي يجري تجهيزها حالياً موجودة في الأساس، وفق المدير العام للجمعية فادي فياض الذي يقول لـ"النهار" إنَّها بحاجة إلى "أسواق حرّة، حمّامات وغيرها"، شارحاً أنَّ "وزارة الأشغال والنقل أعدّت دفتر شروط طرح للمناقصة في آخر نيسان الفائت، فوقع الاختيار على شركة يفترض أن تستعد حالياً لبدء العمل وتأهيل الصالة، ليعاد العمل بالمرفأ في غضون 3 - 4 أشهر".
يتمتّع المرفأ بعمق يصل إلى 5 أمتار تقريباً، وهو قادر على استقبال البواخر المتوسطة الحجم التي تقلّ نحو 600 مسافر. من هنا، يشير فياض إلى أنَّ الجمعية اتصلت بشركات في قبرص "لتفعيل حركة الملاحة بين البلدين، بما يضمن لجونية ولبنان ككل حركة إقتصادية ناشطة".
أما بالنسبة إلى المرفأ الكبير، فيصفه فياض بـ "أهم المرافئ السياحية في البحر المتوسط الذي خطّطت له المديرية العامة للنقل البري والبحري، والذي شاء مصمّموه أن يقع ضمن خليج جونية، على نقطة يصل عمقها إلى 12 متراً".
وفي حين أنَّ هذا المشروع قادر على إدراج لبنان في خريطة الـCruising وضمّ بواخر تحمل 4000-5000 سائح، يلفت فياض إلى أنَّ "تكلفته تناهز 80 مليون دولار، علماً أنَّ موانئ المتوسط لمّحت إلى أنَّ بمقدورها منح لبنان هبة 40 مليوناً منها إذا تكفّلت الدولة توفير الجزء الثاني.
وعدا عن أنَّ المرفأ الكبير كفيل بتوفير ما يصل إلى ألف فرصة عمل، يرى نقيب المؤسسات البحرية جان بيروتي أنَّ هذا الأخير مربح 100% و"لا شيء سواه قادر على إعادة لبنان إلى الخارطة السياحية، إذ إنَّ البواخر التي سترسو فيه لا تستطيع البقاء في أي مرفأ نظراً إلى المواصفات التي تتطلّبها"، ومشيراً الى أنَّ الدراسات المتعلّقة به تعود إلى 10 سنوات إلى الوراء.


[email protected]
Twitter: @melissaloukieh

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم