الزعماء الأوروبيون يواصلون قمتهم بغياب بريطانيا

يبدأ زعماء الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي اليوم الثاني من قمتهم في بروكسل بغياب بريطانيا التي صوت الناخبون فيها لصالح الانسحاب من الاتحاد في الاستفتاء الذي أُجري الخميس الماضي.
وكان رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون قد أخبر الثلثاء الزعماء الـ 27 الآخرين بأن مسألة التعاون بين بلاده والاتحاد في مجالي التجارة والأمن ستكون حيوية مهما كان شكل العلاقة بين الطرفين في المستقبل.
وحثت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل من جانبها الاتحاد الأوروبي على احترام نتيجة الاستفتاء الذي أجري في المملكة المتحدة.
ولكن ميركل وغيرها من الزعماء كرروا دعوتهم لبريطانيا لوضع خطط انسحابها من الاتحاد بأسرع وقت ممكن.
ويصر الزعماء الأوروبيون على أنَّهم لن يتفاوضوا مع بريطانيا على شكل العلاقة المستقبلية بين لندن وبروكسل، ما لم تفعّل بريطانيا رسمياً المادة 50 من ميثاق لشبونه التي ستطلق مفاوضات الانسحاب.
وكانت القمة التي حضرها كاميرون في بروكسل الثلثاء هي الأخيرة له، خصوصاً بعدما أعلن عن عزمه التنحي عن منصبه قبل تشرين الأول المقبل.
وسيلتئم الزعماء الـ 27 قريباً في بروكسل للبحث في مستقبل الاتحاد بدون المملكة المتحدة، وهو أمر غير مسبوق منذ أكثر من 40 عاماً.
ويقول مراسل الـ"بي بي سي" في بروكسل كريس موريس إنَّه ستطلق دعوات للوحدة والاصلاح، ويجب على الزعماء تنفيذ الوعود التي أطلقوها بسرعة لأنَّ انسحاب المملكة المتحدة من المنظومة الأوروبية أحدث هزة قوية في الاتحاد الأوروبي.
وكان كاميرون قد قال أمس إنَّ باقي دول الاتحاد ترغب في بناء "أوثق علاقة ممكنة" مع المملكة المتحدة عقب انسحابها منه، ولكنَّه أضاف أنَّ موضوع الهجرة يشكل هاجساً عظيماً للناخب البريطاني، ولذا فإنَّ موازاة ذلك مع موضوع المشاركة في السوق الأوروبية الموحدة سيعد "تحدياً كبيراً."
ولكن سياسيين ألمان قالوا في بروكسل إنَّه لا يمكن للمملكة المتحدة أن تختار ما يروق لها من شروط.
وأكّدت ميركل أنَّه ينبغي على بريطانيا أن تقبل بحرية الحركة والسفر للمواطنين الأوروبيين اذا كانت ترغب في مواصلة المشاركة في السوق الموحدة.
وقالت "أسفنا جميعاً لنتيجة الاستفتاء وأوضحنا أنَّ السياق القانوني يتضمن تفعيل بريطانيا للمادة 50. قال كاميرون إنَّه سيترك هذا الأمر لحكومة جديدة، واتفقنا على أنَّه لا يمكن الخوض في مفاوضات رسمية أو غير رسمية حتى يحصل ذلك."
وأضافت "لا توجد طريقة أخرى، فهذا ليس وقت التمنيات بل وقت استيعاب الحقائق."
من جانبه، قال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر إنَّه ليس للمملكة المتحدة "أشهراً للتأمل" قبل أن تفعّل المادة 50.
وقال "إذا تسلم سياسي من معسكر البقاء في الاتحاد زمام الحكم في بريطانيا، ينبغي تفعيل هذه المادة في الأسبوع الثاني لتوليه الحكم. أما إذا تولى سياسي من معسكر الخروج الحكم، فينبغي تفعيلها في اليوم الثاني لتعيينه."
وقال كاميرون للصحافيين إنَّ المناقشات كانت "هادئة وبناءة وجدية".