الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

اللبناني الأصل ميشال تامر يستعد لتسلم الرئاسة في البرازيل رجل الظل انقلب على روسيف مع بدء الأزمة السياسية في آذار

المصدر: (و ص ف)
اللبناني الأصل ميشال تامر يستعد لتسلم الرئاسة في البرازيل رجل الظل انقلب على روسيف مع بدء الأزمة السياسية في آذار
اللبناني الأصل ميشال تامر يستعد لتسلم الرئاسة في البرازيل رجل الظل انقلب على روسيف مع بدء الأزمة السياسية في آذار
A+ A-

كان ميشال تامر الى فترة قصيرة رجل الظل في البرازيل، تعرف عنه لباقته وطبعه الهادئ واناقته، مكتفياً بالادوار الفخرية. مع تحريك آليات اقالة الرئيسة ديلما روسيف، خرج الى الضوء فجأة، وهو قاب قوسين أو أدنى من ان يخلفها في المقعد الرئاسي.


يبلغ تامر اللبناني الاصل ونائب الرئيسة، الخامسة والسبعين من العمر. وقد أخفى اوراقه أشهراً طويلة ليخرجها فجأة ساعياً الى الانقضاض على فريسته.
إذا لم تتدخل المحكمة العليا لاعاقة تحرك مجلس الشيوخ لعزل روسيف، فان تامر سيستقر ابتداء من هذا الاسبوع في قصر بلانالتو الرئاسي في برازيليا، على ان يبقى فيه على الارجح حتى سنة 2018.
ولا يهتم تامر كثيراً عندما تصفه روسيف بـ"الخائن" أو "زعيم المؤامرة". فهو يقود حزب الحركة الديموقراطية البرازيلية منذ 15 سنة، واضطلع بدور الحكم في مختلف الائتلافات الحكومية منذ عام 1994.
وبعد خمس سنوات من زواجه السياسي العقلاني مع اليسارية روسيف، قرر الانفصال عنها وبدء الهجوم عليها.
وفي كانون الاول 2015، فاجأ تامر الجميع في البرازيل عندما وجه "رسالة شخصية" الى روسيف فصل فيها مآخذه عليها ومنها أنها كانت تعامله دوماً بازدراء وكأنه "نائب رئيس صوري"، وقرر التوقف عن تقديم الطاعة اليها.
وبعد توجيهه الرسالة، لازم منزله في برازيليا وقطع اتصالاته بالرئيسة، وجلس يراقب الوضع بصمت الى ان اشتعلت الازمة السياسية في آذار التي أطاحت الكثير من نفوذ الرئيسة. عندها قرر الخروج من الظل الى الضوء، وفي خطوة تدل على دهاء سياسي قرر اخراج حزبه من الائتلاف الحكومي أواخر آذار مما وجه ضربة قاضية الى روسيف.
واعتبر تامر ان فرصتة باتت سانحة للانقضاض على السلطة. فلو اتجه الى الانتخابات الرئاسية لتحقيق مراده لما أفلح، ذلك أن استطلاعات الرأي لا تعطيه أكثر من اثنين في المئة من نيات الناخبين، فضلاً عن ان البرازيليين يرغبون في رحيله بمقدار رغبتهم في رحيل روسيف.
هو من مواليد سان باولو عام 1940، نشأ في كنف والدين مهاجرين من لبنان مع سبعة اخوة واخوات، وتزوج ثلاث مرات ورزق خمسة ابناء خلال 40 سنة.
زوجته الحالية ملكة جمال سابقة في الثانية والثلاثين من العمر. هي حالياً حامل في شهرها السادس، ووصفتها مجلة "فيجا" المحافظة بـ"الجميلة المتكتمة وربة المنزل". ولطالما سعى تامر الى ارتداء ثوب التواضع. وعندما استقبل قبل أشهر انصاراً له كانوا يهتفون "تامر رئيساً" كان يرد عليهم بنوع من الضيق "حالياً لا، شكراً. سننتظر سنة 2018".
ومع ذلك كان يتقدم خطوة خطوة. وقبل شهرين من رسالة طلاقه السياسي من روسيف، نشر برنامجاً اقتصادياً بعنوان "جسر نحو المستقبل" انتقد فيه "التجاوزات" التي يقوم بها حزب العمال اليساري الحاكم وخصوصاً على المستوى الاقتصادي.
وتأمل أوساط الأعمال في ان يلبي تامر رغباتها باصلاح نظام التقاعد وقانون العمل وتسوية وضع الموازنة.
الا انه، شأن روسيف، سيكون عليه ان يعمل مع مجلس نواب مقسم، والدعم لا يمكن الحصول عليه أحياناً من بعض الكتل الا بعد وعود توظيف للانصار في المؤسسات الرسمية.
أراد خفض عدد الوزراء، الا انه عاد وعدل عن ذلك. وعليه ان يواجه أيضاً فضيحة الفساد الضخمة الخاصة بشركة "بتروبراس" النفطية التي تعصف بحزبه الحركة الديموقراطية البرازيلية.
وقد أطاحت هذه الفضيحة الخميس الماضي رئيس مجلس النواب ادواردو كونيا الذي ساهم كثيراً في دفع آلية اقالة روسيف.
حتى ان بعض الذين وجهت اليهم تهم فساد اوردوا اسم تامر كمتورط معهم، الا ان النائب العام لم يجد حتى الآن ما يكفي لاستدعائه.
كما ان القضاء الخاص بنزاهة الانتخابات قد يدفع في اتجاه اعفائه من منصبه بسبب شبهات في شأن تمويل حملاته الانتخابية من اموال اختلست من بتروبراس. اضافة الى ذلك قد يحكم عليه بمنعه من الترشح لثمانية اعوام اثر ادانته اخيرا امام محكمة استئناف بخرق قانون تمويل الحملات.
كل هذا يتناساه تامر، فالمهم بالنسبة اليه واذا سارت الامور كما يشتهي، انه هو الذي سيعلن "افتتاح" دورة الالعاب الاولمبية في ريو دي جانيرو امام مئات الملايين من المشاهدين في الخامس من آب المقبل.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم