الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

فيتو أميركي – إيراني ضدّ إقالة العبادي

المصدر: "النهار" – بغداد
فاضل النشمي
فيتو أميركي – إيراني ضدّ إقالة العبادي
فيتو أميركي – إيراني ضدّ إقالة العبادي
A+ A-

تتعدى الاوضاع في العراق هذه الايام توصيف "الازمة العميقة" الذي ذكره الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيش قبل يومين، في معرض تقرير عن أوضاع العراق، وقرأه امام مجلس الامن. صحيح ان الممثل الاممي اعتبر ان الازمة الحالية "تسببت بشلل وجمود اعمال الحكومة ومجلس النواب"، لكن الأمور وبنظر اهل السياسية عمومًا، والمراقبين بوجه خاص تتجاوز حدود ذلك، لترتبط بما يمكن اعتباره انسدادًا غير مسبوق مقترنًا بحالة "دوار" يصيب الجميع تقريبا، حكومة ومعارضة، محتجين ومناهضين للحركة الاحتجاجية. وحالة الدوار هذه صنعها سياق توالد المشاكل المستمر منذ اسابيع. وسياق توالد المشاكل نجم عن رغبة او ادعاء الجميع بالإصلاح، دون ان يكون في برامج عملهم افكارا محددة وواضحة لعملية الاصلاح المطلوبة. فرئيس الوزراء حيدر العبادي الذي باشر عملية "الاصلاح" منذ شهر آب 2015 ، يفاجئ الجميع تقريبًا، يومًا بعد آخر في "تردّده وعدم وضوح رؤيته وأفكاره المتعلقة بالإصلاح" بحسب مصادر التحالف الوطني. ولا يتعلق الامر بالتحالف الشيعي، لجهة عدم الرضا على أداء رئيس الوزراء العبادي، بل يتجاوزه ليشمل بقية الكتل، مثل "التحالف الكردستاني" وتحالف "القوى العراقية" السنّي، وكذلك ائتلاف "العراقية". الجميع تقريبا غير راضين عن "مسيرة الاصلاح المتردّدة" التي ينادي بها رئيس الوزراء، وخاصة بعد سماحه لجموع المحتجين باجتياح مبنى مجلس النواب وإهانة بعض أعضاءه نهاية شهر نيسان الماضي.


على ان السيد مقتدى الصدر الذي يتبنّى حملة احتجاجات شعبية غير مسبوقة، ما زال يُظهر نوعًا من الدعم المعلن لرئيس الوزراء حيدر العبادي، وذلك، بنظر غير قليل من المتابعين، يضيف الى المشهد العراقي عموما "نوبة دوار" اخرى. فحركة الاحتجاج الكبيرة تضغط بقوة على الجماعة السياسية، لكنها تدعم ممثل تلك الجماعة ورئيس وزرائها الذي يتحمل مسؤولية كبيرة في عدم حصول تقدّم يذكر على مستوى عملية الاصلاح. ويرى عدد غير قليل من المناوئين او المعترضين على الحركة الاحتجاجية، انها تلتقي مع رئيس الوزراء في مفاصل عدة، خلاصتها "عدم وضوح الرؤية والاهداف" ويعتقدون ان الطرفين، رئيس الوزراء - المحتجين، اضافوا المزيد من التعقيد للمشهد العراقي، بدلا عن اصلاحه.
مصادر التحالف الشيعي ذكرت لـ"النهار"، ان "الفيتو الاميركي- الايراني" وليس شيئا آخر، هو من يحول دون اقالة رئيس الوزراء "المتردد" في هذه المرحلة على اقل تقدير، وهذا يضيف الى حالة" الدوار" القائمة عوامل تعقيد اضافية و"محيرة"، فليس من السهولة ايجاد صيغة مناسبة لشرح التفاهم الاميركي – الايراني بشأن بقاء العبادي، اذا ما استثنينا الحرب ضد "داعش"، مع حالة الشلل الكبيرة التي تعانيها البلاد نتيجة تردد العبادي في اتخاذ القرارات الحاسمة.
ومع ذلك، فإن إقالة رئيس الوزراء حيدر العبادي، او استقالته متداولة بكثرة هذه الايام في الغرف المغلقة للقوى السياسية المختلفة، وثمة من يقول: "انها مسألة وقت لا اكثر"، وقد طرحت في وسائل اعلام مختلفة اسماء مرشحين محتملين لخلافة حيدر العبادي. وكثر الحديث منذ ايام عن طلب بعض الكتل السياسية من رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، طرح سحب الثقة عن رئيس الوزراء، ويرى بعض الخبراء القانونين، ان بإمكان رئيس الجمهورية سحب الثقة عن الحكومة نتيجة "عجزها عن تأدية مهامها" في إشارة الى عدم انتظام عمل مجلس الوزراء مؤخرا وانسحاب كثير من وزرائه.
حالة "الدوار" تتمثل بعوامل مختلفة، منها عجز مجلس الوزراء عن الاجتماع نتيجة انسحاب الوزراء الكرد والتيار الصدري وإقالة البعض وتويز آخرين دون ان يؤدّوا اليمين الدستورية امام مجلس النواب، الى جانب حالة الانقسام الشديد الذي يعانيه مجلس النواب العراقي الذي ينقسم الى جبهتين متصارعتين، واحدة ضد رئيس المجلس سليم الجبوري وتعتبر اقالته منتصف نيسان الماضي شرعية ومكتملة النصاب، فيما تتمسك الاخرى بشرعية الرئاسة وشرعية جلسة اعادة الثقة بها التي صوتوا عليها في 26 نيسان الماضي.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم