الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

سبيل مياه عن روح شاب في الكورة يثير بلبلة... هل لـ"داعش" علاقة؟

المصدر: "النهار"
اسكندر خشاشو
اسكندر خشاشو AlexKhachachou
سبيل مياه عن روح شاب في الكورة يثير بلبلة... هل لـ"داعش" علاقة؟
سبيل مياه عن روح شاب في الكورة يثير بلبلة... هل لـ"داعش" علاقة؟
A+ A-

لم يبقَ لبنان بعيداً عن الموجة الجهادية التي اجتاحت المنطقة منذ بدء الازمة السورية، ولم تستَثنِ المناطق اللبنانية من تصدير مجموعات جهادية الى سوريا والعراق ولو بوتيرة اقل من غيره من الدول.
ولطالما سمعنا عن تشييع او نعي شبان من مناطق الشمال خصوصاً، قتلوا اثناء قتالهم في سوريا مع المجموعات المسلحة، فيُشيّع أغلبهم من دون ضجيج نظراً لحساسية هذا الموضوع.
إلاّ ان قضية أُثيرت حديثاً، وبدأت تأخذ أبعاداً عدة، إذ أقام أحدهم في قرية اجد عبرين في الكورة سبيل مياه عن نفس الشاب وائل عاصم عدره الذي تصفه عائلته بالـ"شهيد"، ويقال انه قتل مع "داعش" في بيجي في العراق، ما اثار بلبلة بين البعض في البلدة، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي جولة سريعة على بعض المواقع على شبكة الانترنت تبيّن ان اكثر من موقع أفاد عن مقتل "ابو آدم" (وائل عاصم عدرة) مع مجموعة من الشبان اللبنانيّين أثناء قتالهم مع "داعش" في العراق، وتم نسب المعلومات الى مواقع مقرّبة من "داعش".
وقرية اجد عبرين الكورانية لها خصوصية معيّنة، فهي قرية مختلطة بين المسيحيين والمسلمين السنّة. وبدأت هذه القضية تتفاعل بين ابناء البلدة الواحدة، وفي هذا الاطار أكّدت رئيسة البلدية جوسلين البايع لـ"النهار" انّ "كلّ ما أعرفه عن الشاب هو انه عندما كان يسكن في القرية كان حسن السيرة، وليس عنده مشاكل"، لافتة الى انها علمت مثل غيرها انه سافر الى تركيا، وبعد ذلك وردت اخبار انه قُتل، من دون معرفة سبب وظروف مقتله بالضبط".
وقالت: "لا يُقام مزار في القرية، انما مجرد سبيل ماء في أرض خاصة من أراضي الوقف الاسلامي، التي لا سلطة للبلدية عليها"، مشيرة الى ان الموافقة على استعمال ذويه كلمة "شهيد" تعود الى الاجهزة الامنية اللبنانية وليس إلى البلدية".
واستغربت البايع إثارة الموضوع في هذا الوقت بالذات، "خصوصاً بعدما مضى على هذه الحادثة اكثر من خمسة اشهر، لافتة الى ان من يثيرون هذا الموضوع اليوم، كانوا اوّل المعزّين بالشاب يوم مقتله".
كلام البايع، وافقها عليه رئيس البلدية السابق عبدالله علي الذي سأل عن من يؤكّد مقتل الشاب عدره مع "داعش"، مؤكداً ان ما يتم انشاؤه هو سبيل مياه ضمن المدافن عن نفس الشاب لا اكثر ولا اقل وليس بمزار او ما شابه".
اما مختار البلدة سعد الزهر فأكّد ان ما من احد يمكنه الجزم بما جرى مع الشاب، ملمحاً الى انه يمكن ان يكون أحدٌ ورّطه وجرّه الى العراق".
وقال "لا يستطيع احد منع والده من تكريمه، خصوصاً انه شاب عشريني"، معترفاً ان "كلمة "شهيد" ستبقى للاسف مدار تجاذب، ولا يمكن حسمها".
الى ذلك اكد عاصم البايع والد وائل لـ"النهار" "ان الاجهزة الامنية اللبنانية ومخابرات الجيش بالذات لديها تأكيدات ان ولده لم يقاتل مع "داعش"، وقد أرسل لهم صوره من الفندق الذي كان يعمل فيه بتركيا".
وقال: "وائل لا يجيد الصيد، فكيف له بمدة قصيرة ان يصبح مقاتلاً؟ مؤكداً على ان كل ما يتناول مقتل ولده لا يخرج عن إطار الاشاعات".
وروى عدره لـ"النهار" قصة وائل التي انتهت مدة اقامته في تركيا ولا يريد العودة الى لبنان، فيما القوانين التركية تلزمه بالخروج من الاراضي التركية 15 يوماً ثم العودة لتجديد الاقامة، وهذا ما دفعه مع مجموعة شبان لبنانيين الى التوجّه الى الحدود العراقية، واجتيازها والمكوث في مخيم لتمضية هذه المدة، الا ان طائرة اميركية شنّت غارة على المخيم ظناً منها انه مخيم لداعش وقتلت من فيه"، وطبعا وفق رواية الاب.
واضاف: "وضعت صورته في ساحة البلدة لأكثر من شهر دون أن يعترض احد من الأجهزة الأمنية أو اهل القرية"، متسائلاً عن "سبب ما يجري اليوم".
وعن استعمال كلمة "شهيد" وما يمكن ان تثيره من حساسيات قال: "عندما قاتل ضد القوات كانت كل فئة تسمّي من يُقتل شهيدًا، وكذلك ايضاً الشيوعيون والقوميون فلكلٍّ اعتباراته، وانا لدي اعتباراتي".
وختم عدره بالتأكيد انه لا يمكن أحدًا ان يمنعه من تكريم ابنه، محذراً انه "حتى اللحظة لا زال يضبط اعصابه".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم