الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

الحوار بين "حزب الله" و"المستقبل" مستمر الطرفان يعتزمان تنفيس الاحتقان المذهبي

عباس الصباغ
A+ A-

الحوار بين الخصمين السياسيين اللدودين "حزب الله" و"تيار المستقبل" مستمر، على الرغم من التوتر الذي يسود العلاقات السعودية - الايرانية. وأكدت لـ"النهار" مصادر طرفي الحوار ضرورة عدم قطع التواصل في مرحلة حرجة.


مساء الاثنين المقبل، وعلى الرغم من التوتر الشديد بين طهران والرياض على خلفية اعدام الاخيرة للشيخ الشيعي نمر باقر النمر، سيستقبل الرئيس نبيه بري وفدي "المستقبل" والحزب لمواصلة الحوار الذي انطلق نهاية عام 2014 برعايته، وعلى سلم أولوياته تنفيس الاحتقان السني - الشيعي وتحييد لبنان عن تداعيات الازمات الملتهبة في المنطقة.
ولا يبدو أن الحوار بين حليفي طهران والرياض سيتأثر بما يجري خارج الحدود. وفي هذا السياق تؤكد مصادر المتحاورين لـ"النهار" ان الحوار سيستمر لأن الهدف الاساسي منه إبعاد مخاطر الصراع الاسلامي عن لبنان.
بدوره يوضح عضو كتلة "المستقبل" عضو لجنة الحوار النائب سمير الجسر لـ"النهار" ان "الهدف الاساسي من الحوار مع حزب الله هو تنفيس الاحتقان، عدا عن أن السيد حسن نصر الله أشار في ختام كلمته الى أن لا ردات فعل داخلية، وان اهل السنة ليسوا مسؤولين عن اعدام الشيخ نمر النمر، وفي السياق عينه نبه الرئيس سعد الحريري الى عدم حرف المسألة الى صراع مع طائفة معينة".
ويضيف الجسر: "إن الطرفين مدركان لأهمية الحوار وخطورة توقفه، وبالتالي يتمسكان به".
من جهتها تعتقد مصادر "حزب الله" أن الحوار سيستمر وان "الحزب ليس الطرف المحرج في هذا الحوار على خلاف الطرف الآخر، وما دام الحوار باقيا ضمن القواعد التي وضعناها فهو مستمر، وبما أن المستقبل موافق على هذه الاسس وعدم مناقشة مسائل خلافية على شاكلة ما يسميه مشاركة حزب الله في القتال في سوريا او البحث في مبادرات وتسويات على حساب اطراف معينة، فإن الحزب لن يكون الطرف المبادر الى الانسحاب من الحوار".
وتذكر هذه المصادر بما أعلنه سابقاً الامين العام لـ"حزب الله" عن الحوار وان الحزب لا يستجدي أحدا للتحاور معه، وإذا أراد الطرف الآخر أن يحضر الحوار فأهلاً وسهلاً به، وفي حال لم يقتنع بالخطوة ف"الله معو".
إذاً الحوار مستمر بين طرفين مختلفين على المسائل كافة، بدءاً من رئاسة الجمهورية مروراً بالتعيينات الامنية وصولاً الى تموضعهما في خندقين متواجهين، سواء في سوريا او اليمن او العراق وغيرها. لكن ما يجمعهما بحسب مصادر مواكبة يبقى ضرورة إبعاد لبنان عن الفتنة السنية - الشيعية، عدا عن تفعيل عمل المؤسسات الدستورية ودعم القوى الامنية في ملاحقة المطلوبين وعدم تقديم الغطاء لاي مرتكب وخصوصاً في البقاع والشمال.
أما عن جدول أعمال الجلسة المقبلة فتؤكد مصادر المتحاورين أنه سيصار الى استكمال النقاش الهادىء والموضوعي حول مختلف القضايا الداخلية من دون أن تنعكس عليه الاجواء المتوترة بين السعودية وايران، وتغمز من قناة بعض المتحاورين الذين يدلون بمواقف معينة داخل القاعة، وعندما يخرجون يطلقون مواقف حادة لا تمت الى ما جرى التوافق عليه.
لكن في مطلق الاحوال، لا يبدو أن المرحلة الجديدة ستغيب كلياً عن حوار "حزب الله" و"تيار المستقبل" خصوصاً ان كلام نصرالله أخيرا جاء شديد اللهجة، والمضمون ولم يكن مسبوقاً في تاريخ الخلافات الايرانية - السعودية، عدا عن أن خطاب "حزب الله" يأتي مع تغير كبير في موازين القوى في الميادين كافة، ولن يكون لبنان بعيداً عن تداعياتها، إلا أن حجم المواجهة وأساليبها ليست واضحة المعالم بعد، والامر في حاجة الى إعادة تقويم وانتظار.


[email protected]
Twitter: @abbas.sabbagh2

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم