الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

رلى ميلاد عازر: نحن بين حصارين فلا تقاطعونا يا عرب!

المصدر: "النهار"
نداء عودة
رلى ميلاد عازر: نحن بين حصارين فلا تقاطعونا يا عرب!
رلى ميلاد عازر: نحن بين حصارين فلا تقاطعونا يا عرب!
A+ A-

رلى ميلاد عازر هي الفنانة الفلسطينية الشابة التي تعاني ما يعانيه عرب فلسطين تحت الإحتلال حيث هم محاصرون من العدو والمحيط العربي في آن واحد. ولأن رلى هي مثل أيّ فنان فلسطيني هاجسه أن يوصل فنه ومعاناة مجتمعه إلى المحيط العربي والعالم بأسره، فقد تحدّت الحصار ووصلت إلى الجمهور اللبناني ووقفت منذ أيام على مسرح المركز الثقافي الروسي في بيروت لتنشر أغاني من تراث فلسطين وأخرى من لبنان ومصر. فهي بصوتها المتمكن تذهب إلى الإبتكار وتثير روح الفرح والأمل في محاولة لكسر الصورة النمطية الحزينة لفلسطين وفنها. إبنة الناصرة التي انتقلت إلى القدس لتتعلم الموسيقى في أكاديمية القدس للموسيقى والرقص ولتدريس الموسيقى والإشتراك في عدد من المسرحيات الغنائية، زارتنا في "النهار" لتتحدث عن رحلتها الصعبة.


• كيف تجاوزت الصعوبات وأتيت إلى بيروت؟
- بيروت هي حلم الطفولة، مذ كنت أسمع الأذان يصلني من لبنان الى شمال فلسطين، "منشوفكو إحنا". نعم هناك صعوبات، وكان قرارا مصيريا أن آتي إلى هنا لأن العواقب قد تكون مؤذية لي ولعائلتي وقد يستجوبونني كثيراً أو يسجنونني وأنا في طريق العودة.
• أنت لا تحملين الجنسية الفلسطينية، بما أنك من عرب 48؟
- نحن الذين بقينا في أراضينا فرضت علينا جنسية الإحتلال، وأخجل جداً من هذه الهوية، لكنها طبعاً بالنسبة لي حبر على ورق ولا تمثّلني، وأفتخر أننا بقينا في أراضينا، وناسنا مقاومون من الدرجة الأولى.
• هناك قطيعة في المحيط العربي لعرب 48 كونهم يحملون الجنسية الإسرائيلية، وتعرفين ذلك من خلال الإجراءات المريرة التي بذلت كي تتمكني من المجيء إلى هنا، هل ترين ذلك ظلماً مضاعفاً بحق شعبك؟
- نحن محصورون داخل الحدود وثمة فكرة خاطئة عنا أننا ضائعون في الإنتماء، وهنا أقول أنه لولانا لما كان هناك فلسطين، فتخيلي أن لا عرب في حيفا والناصرة وعكا. وأمر مؤسف أن هناك فنانين يستسلمون لأن إبداعاتهم لن تخرج إلى النور. هناك أناس يتجنبون التعامل معنا بسبب الهوية التي فرضت علينا ونحن محاصرون من الجهتين من العرب ومن الإسرائيليين. لدينا طاقات إبداعية على مستوى عال، مثل الموسيقيين الكبار إيميل بشارة، كميل شجراوي وغيرهما، ومعروف أن الفنان سيمون شاهين هو فلسطيني، لكن عندنا في فلسطين ألف سيمون شاهين.
• هنا ماذا تقولين لهذا المحيط العربي؟
- أعتقد أننا في المرحلة الأخيرة بدأنا نظهر صورتنا الحقيقية للعالم، نحن لا نطلب شيئاً من أحد وإنما نقول لهم إنّ فلسطين ليست فقط صورة مأساة وحزن كما راج في الإعلام. أقول لهم أعطونا الفرصة لنبين لكم من نحن، إسمعوا صوتنا وكفى قطيعة. وأقول للبنانيين لو أتيتم إلى أرضنا فستشعرون بإرتباط رائع بها، ففلسطين رائعة، وأسوار القدس القديمة وناسها لا يزالون صامدين رغم الإحتلال.
• حقّقت حلمك في المجيء رغم الصعوبات، حدثيني عن ذلك؟
- سعيت للموضوع والسفارة الفلسطينية في بيروت ساعدتني. قمت بالإجراءات اللازمة وكذلك تعاونت معي السلطة الفلسطينية في رام الله. هذه المرّة الثالثة التي أزور فيها بيروت وكانت أول مرّة مع برنامج Arab idol الذي أجده وسيلة للإنطلاق عربياً، والمرّة الثانية كانت بالنسبة لي الخطوة الأولى لتتعرفي إلى الناس بهدف أن تفتح الأبواب بوجهي، وهكذا كان.
• أخبريني عن تعاونك مع الفنانين اللبنانيين الشباب الذين التفوا حولك في حفلتك الأخيرة؟
- أنا صديقة ريان الهبر من نحو ثلاثة أعوام عبر الفايس بوك، وكنا دائماً نتحمس للقاء. التقيت أخيراً ريان وكان الفنان جان مدني موجوداً فسمع صوتي وفي اليوم التالي سجلنا عملاً في الستوديو. جان قدمني إلى الفنان عصام الحاج علي وكذلك إلى الفنان زياد سحاب، وأصلاً كان حلمي أن أراهم ووجودهم معي على المسرح أشعرني بالإعتزاز.
• وماذا كان شعورك عندما وقفت على مسرح المركز الثقافي الروسي في بيروت؟
- كنت خائفة وأرتجف في اللحظات الأولى، بعدها رأيت أناساً يبكون، فشعرت بالرغبة في البكاء، فكما كان حلمي أن آتي إلى بيروت. هناك أناس رأوا في حضوري حلمهم بالذهاب إلى فلسطين، وكان التفاعل مع الجمهور جميلا جداً.
• وميلاد عازر الموسيقي والمخرج ماذا يشكّل لك؟
- "قلبي، روحي، أبوي" الأغاني التي غنيتها على المسرح تعلمتها منذ صغري منه، فهو ربّاني على هذا التراث وكذلك على مدارس غنائية مختلفة، ولم يكن من فراغ أن عشقنا لبنان فكان شغفنا موسيقى الرحابنة ووديع الصافي ونصري شمس الدين وصباح.
• الفنانون اللبنانيون الشباب قدموا لك ألحاناً ستصدر في أسطوانة فماذا تخبريننا عنها؟
- هناك أكثر من أغنية بدأنا بتنفيذها، منها لحن لعصام الحاج علي من كلمات الشاعر علي مطر تحت عنوان "بحبك سفر" هي أسلوب جديد وأغنية من كلمات وألحان ريان الهبر وأعمال لجان مدني وزياد سحاب.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم