الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

بطولات في قتل الضباع... من يسأل؟

عكار - ميشال حلاق
بطولات في قتل الضباع... من يسأل؟
بطولات في قتل الضباع... من يسأل؟
A+ A-

تركت مشاهد مقتل عدد من الضباع في غير قرية عكارية من خلال الصور والفيديوهات الفجة التي تم تداولها على عدد من مواقع التواصل الاجتماعي، لبعض الشبان وهم يتباهون بأنهم صرعوا تلك الضباع وتفاخروا باطلاق النار عليها مرارا وتكرارا (كما حصل قبل يومين في خراج بلدة بزبينا) دون وازع من اي رفق بالحيوان، بحجة بأن هذا الضبع قد يفتك بقطيع حيوانات أليفة ويهدد الناس كحيوان مفترس، تركت في ذاكرة الناس وقع سيىء للغاية...
وتجدر الاشارة الى ان بعض الاشخاص في منطقة عكار عملوا، وعلى فترات متباعدة، وفي غير بلدة عكارية على ايواء وتربية عدد من صغار الضباع وحرصوا على اطلاقها من جديد في البرية، معتبرين ان غابات عكار تستعيد بعضا من تلاوين حيات البرية فيها والتي اختفت بفعل الاعمال الجائرة، كي لا نقول الجرمية، التي ارتكبها الانسان في حق بيئته في شكل عام.



في زمن مضى حيث لم تكن الاسلحة على هذا الانتشار والتفلت التي هي عليه الان، كان من يقتل ضبعا يعد بطلا في نظر ذويه وأبناء عائلته وعشيرته وحيه وقريته ويتعدى محيطها، كي يعلم القرى والبلدات المجاورة ان فلانا ابن فلان قتل ضبعا بيديه او بعصاه او بسكينه (اذا كان مسلحا)، ولكي تروى عنه الروايات وتداول بطولاته على الألسن على قاعدة "ملعون اللي بيعيدها وما بيزيدها". ليغدو قاتل الضبع بطلا اسطوريا تروى عنه الروايات حول مواقد الشتاء وعلى "التنور" يوم كان التنور له حضوره الخاص في كل بلدة وقرية كمكان لصناعة الاخبار وتداولها.
اما اليوم فقد بات ظهور ضبع في محيط بشري، أمر شبه خرافي ذلك ان الانسان بما فعله ببيئته من فظاعة اتى على كل ما عداه من كائنات حية بخاصة الحيوانات التي يقال عنها ربما تظلما "مفترسة"، كما هي حال الضباع اليوم التي وبفعل مواسم الصقيع التي داهمت الجبال تهرب بحثاً عن ملاذ اكثر دفئا وللبحث عن طعامها.



فتواجد الحيوانات المفترسة في مناطق الاحراج وغابات لبنان عامة ومنها عكار كان في خمسينات القرن الماضي بالامر المألوف يوم كانت الغابات ملاذا لكل الحيوانات والطيور تلجأ اليها وتحتمي وتعيش في رحابها وتتكاثر. اما وقد انتهت غابات لبنان الى ما انتهت اليه نتيجة الانتهاكات والتعديات الجائرة والمتوحشة باتت الوحوش غير مطمئنة الى تواجدها الى جانب الانسان، المصدر الاساسي لهذا التعدي فآثرت الهرب من ظلم الانسان لبيئته بحيث لم يتبق إلا بعض طيور كاسرة كالنسور المتعالية على كل جبال وعدد ضئيل جدًا من الخنازير البرية وثعالب قليلة ومجموعة من الضباع المتهورة والتي ظنت، مخطئة طبعا، ان في إمكانها ترويض الانسان للعيش معه بأمان علها بذلك تقنعه بالعدول عن التمادي بتعدياته على أمل ان تستعيد جبال لبنان ووديانه ما افتقدته على مر السنين.


إنها مغامرة غير محسوبة. هذا هو واقع ما حصل لـ3 من الضباع التي قتلت تباعاً خلال الاسبوع الماضي في بلدات حرار وقبعيت وبزبينا مؤخراً، والتي ضاقت بها سبل العيش فخرجت الى محيط مخابئها تبحث عما تقتات به خارج غاباتها ، إلا أنها لم تعد!
ومن يسال؟


 


[[video source=youtube id=68Yx1iIzSyw]]


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم