الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

انتبه الى تصرفات طفلك لئلا يكون "كيفين" جديداً

انتبه الى تصرفات طفلك لئلا يكون "كيفين" جديداً
انتبه الى تصرفات طفلك لئلا يكون "كيفين" جديداً
A+ A-

يعاني الكثير من الاهل من مشكلة السلوك العدواني لدى أطفالهم او ما يعرف بالعداونية لدى الاطفال. وتشير الدراسات الى أن التعرّض بالإساءة البدنية واللفظية، تجعل الأطفال أكثر عرضة من سواهم للعدوانية. فمن المهم أن يدرك الاهل هذه النزعة عند أطفالهم في وقت مبكر لتفادي تطور المشكلة.


ماهو السلوك العدواني
السلوك العدواني هو تصرّف سلبي يصدر عن الطفل تجاه الآخرين، ويظهر على صورة عنف جسدي أو لغوي أو بشكل إيماءات وتعابير غير مقبولة من قبل الآخرين. ويكون هذا السلوك مقصودًا ويستهدف إلحاق الضرر أو الأذى بالآخرين. وللسلوك العدواني لدى الأطفال أوجه مختلفة وأعراض متعدّدة الأشكال. ويقسم هذا السلوك الى الاعتداء اللفظي مثل الإهانات الكلامية والشتائم، والاعتداء الجسدي مثل الضرب والرفس والعضّ وشدّ الشعر حتى درجات عالية من الايذاء الجسدي.


ابني يؤذي الآخرين
للسيدة جويس توأمان أدخلتهما الى الحضانة منذ 3 أشهر. في بادئ الأمر لم يتأقلم الطفلان، حالهم حال أي طفل يدخل الى الحضانة ويكتشف بيئة جديدة لا تكون عائلته جزءًا منها. تأقلم الطفلان بعد أسبوعين وأصبحت الحضانة بيتهم الثاني.
المفاجأة الكبيرة للسيدة جويس كانت عند زيارتها لمعلمة أحد أطفالها - كيفن- لتشتكي لها سلوك أحد الأطفال في صفه، اذ كان كيفن قد أخبرها أنه يتعرّض للضرب من قبل صديقه في الصف، فأخبرتها المعلمة أن كيفن هو من يقوم بالضرب، وشدّ الشعر وعضّ الأطفال، كما أنه لا يوفر أحدًا من تصرفاته العدوانية. استغربت جويس تصريح المعلمة خاصة أن كيفن ولد مهذب ولا يقوم بأيٍّ من هذه التصرّفات في المنزل.
حالة كيفن ليست استثنائية، فالسلوك العدواني ظاهرة منتشرة عند الأطفال، وتترجم بعدة أشكال، والأهم هو التخلّص من هذه المشكلة في بدايتها قبل ان تتفاقم.


عدم القدرة على التعبير
ترى دانيل بيشون، معالجة نفسية للأطفال، في اتصال مع "النهار" أن السلوك العدواني ظاهرة تبدأ في الظهور في مراحل مبكّرة من عمر الطفل، حيث يعتدي الطفل بركل الأشياء وقذفها او دفع الأيدي بصورة تعبّر عن الضرب، وربما بصفع غيره. وتشدد على أن وجود السلوك العدواني البسيط لدى الناشئين في مرحلة الطفولة ليس دليلاً وإثباتًا على عنف الطفل، فالسلوك العدواني يأخذ في التضاؤل والانطفاء كلّما كبر الطفل وتوافر له المزيد من جوانب النمو في جوانب شخصيته المختلفة وقدرته على التعبير بوضوح عما يريده، حيث يكتسب الثقة بقدراته ونواحيه العقلية.


الأهل هم السبب!
من جهتها، اوضحت المعالجة النفسية نجلا جبرايل "للنهار" أن أسباب العدوانية عند الأطفال متفرّعة جدًّا، وترفض فرضية أن السلوك العدواني عند الأطفال طبيعي، اذ يأتي كجزء من تطوره، الا اذا انطوى هذا السلوك تحت راية الدفاع عن النفس. وتقول جبرايل ان ناقوس الخطر لا يدقّ الا حين يزيد الموضوع عن حده الطبيعي فنعلم ان هناك مشكلة.


ولم تستبعد جبرايل فرضية وجود مشكلة بيولوجية مثل الفرط بالنشاط الحركي أو أن يكون السلوك العدواني مجرد عرض يقوم به الطفل من أجل دوافع عدة مثل الشعور بالضياع والخوف وعدم الثقة والاحساس بعدم الأمان وجذب الانتباه والغيرة.


وأضافت: "ان أساس العدوانية هو جوّ البيت، فالمرأة التي تجبر على العمل خارج المنزل وداخله طوال النهار، بإمكانها أن تفقد أعصابها تجاه طفلها، وحين يحصل ذلك لن يقوم الطفل بضربها بل يقوم بالتعبير عن غضبه بضرب الأطفال الآخرين، وهذا ما يسمّى في الطب النفسي L'identification à l'agresseur أي تقليد المعتدي. ينطبق الأمر كذلك على وجود المشاكل بين الأهل في المنزل".


وتشدّد جبرايل على أن الطفل الذي ينتهج سلوكًا عدوانيًّا تنقصه العاطفة خصوصا عندما يتعلق الموضوع بالتوائم، لأنه دائما يوجد واحد قوي وآخر ضعيف فيقوم الضعيف بالضرب.


كيفية علاج السلوك العدواني
أما بالنسبة إلى علاج السلوك العدواني، فيكمن بحسب جبرايل معرفة السبب الحقيقي لهذا السلوك والبحث عن جذور المشكلة والدوافع المسببة لها، وذلك من خلال اللجوء الى معالج نفسي. فالأهل لا يستطيعون التغلب على المشكلة وحدهم فيلجأون الى مساعدة الاختصاصيين، ويتشاركون معا في العلاج حينئذ يمكنهم المساعدة الحقيقية والتغيير الفعال على المدى الطويل.


وتقدّم جبرايل بعض النصائح للاهل للتعامل مع السلوك العدواني لدى الأطفال: معاقبته بشكل منطقيّ، المحافظة على الهدوء وعدم الانفعال، تفسير المشكلة له بشكل مبسّط وتعليمه بدائل، إجابته بما يناسب سنّه، الحرص على أن يعتذر بعد أن يهاجم شخصًا ما، مكافأته على السلوك الجيد.


يُظهر جميع الأطفال قدرًا من النزعة العدوانية، ولكن ليس جميع الأطفال عدوانيين. إن تربية الأطفال على نحو سليم من الناحية النفسية تمثل تحديًا كبيرًا ففي النهاية يسعى الآباء دائما لأن يكون لديهم طفل سعيد ومتزن. لذا يجب أن يحاولوا ابعاد أطفالهم عن العوامل التي تساعد على نمو السلوك العدواني.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم