الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

الراعي في افتتاح مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك: نعلي الصوت مع البابا مطالبين بإيقاف الحرب

المصدر: "الوكالة الوطنية للاعلام"
الراعي في افتتاح مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك: نعلي الصوت مع البابا مطالبين بإيقاف الحرب
الراعي في افتتاح مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك: نعلي الصوت مع البابا مطالبين بإيقاف الحرب
A+ A-

رأى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، في خلال افتتاحه الدورة العادية الـ49 لمجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان في بكركي، "ان من واجبنا ككنائس أن ننادي دائما بالمبادئ الدستورية والميثاقية وبانتخاب رئيس للجمهورية وإعادة الحياة إلى المجلس النيابي والحكومة والمؤسسات العامة"، مشددا "مرة أخرى على المجلس النيابي اتخاذ إجراء تقني، في غياب إمكان التشريع العادي، يختص بالقوانين المالية وبخاصة تلك المطلوبة من المجتمع الدولي منذ خمس سنوات". وأسف "حقا لطريقة تعاطي الكتل السياسية والنيابية في المواضيع الوطنية الأساسية، وكيف تطغى المصلحة الشخصية والمذهبية على الصالح العام"، وقال:"نعلي الصوت معا، ومع قداسة البابا فرنسيس، مطالبين حكام الدول العربية والدولية بإيقاف الحرب في بلداننا، وإيجاد الحلول السلمية السياسية لإحلال سلام عادل وشامل ودائم".


استهل البطريرك الراعي كلمته، مرحبا بالحاضرين، وقال: "تلتئم هذه الدورة السنوية التاسعة والأربعون، وموضوعها العام: التعاون الراعوي بين الكنائس الكاثوليكية في لبنان.فنبدأبالكشف عن أسس هذا التعاون. ولا بد، بلوغا لهذه الغاية، من العودة إلى ما يرسم الإرشاد الرسولي "رجاء جديد للبنان" في الفقرتين 81 و82. فضلا عن قيمة هذا التعاون على المستوى الراعوي، فإنه يساعد على توحيد القوى، وتوسيع مساحات العمل من أجل تكاملها وشموليتها؛ ويحملنا على تبني توجهات مشتركة، وتحديدا آليات لعملنا المشترك. وفوق ذلك يعطي نموذجا للمجتمع المدني وللجماعة السياسية للتعاون من أجل تأمين الخير العام بمختلف أوضاعه، بحيث يتأتى منه خير كل مواطن وخير الجميع.


وتطرح هذه الدورة أربعة مواضيع تندرج في إطار هذا التعاون الراعوي بين الكنائس، وهي:
أ -توجيهات سينودس الأساقفة الذي عقد جمعيته العامة العادية الرابعة عشرة في روما من 4 إلى 25 تشرين الأول الماضي بموضوع: "دعوة العائلة ورسالتها في الكنيسة والعالم المعاصر". وقد ضمنها أقسامه الثلاثة: الأول: "الكنيسة في إصغاء للعائلة"؛ الثاني: العائلة في تصميم الله؛ الثالث: رسالة العائلة.
ب - يوبيل سنة الرحمة الذي دعا إليه قداسة البابا فرنسيس، ويبدأ في 8 كانون الأول المقبل. نجد توجيهات للاحتفال بسنة اليوبيل في رسالة قداسة البابا "وجه الرحمة" وفي كتب أخرى صادرة عن المجلس الحبري لتعزيز الأنجلة الجديدة، ولاسيما منها كتاب "الاحتفال بالرحمة". التعاون في إحياء يوبيل سنة الرحمة ضروري للغاية من أجل أن يعيش شعبنا معا، في مختلف كنائسنا، هذا الحدث ويفيدوا من ثمار سنة الرحمة.
ج - تعليم الكنيسة الرسمي والممارسات التقوية. هذا موضوع شائك ويقتضي التعاون في نشر التعليم الرسمي وضبطه في التعليم والوعظ والإرشاد من جهة، وفي تصويب الممارسات التقوية لدى المؤمنين من جهة ثانية. فالتقوى الشعبية تتناول تكريم الأيقونات والذخائر، والزيارات إلى المزارات، والحج، والتطوافات، واحتفال درب الصليب، والرقصات التعبيرية الدينية، وتلاوة وردية العذراء: إنها امتداد لليتورجيا الأسرار وشبه الأسرار، لكنها لا تحل محلها. فيما يجب المحافظة على التقوى الشعبية، ينبغي في الوقت عينه تنقيتها من الشوائب، وتصويب المفهوم الروحي، وتوجيهها نحو معرفة سر المسيح (راجع كتاب التعليم المسيحي 1674-1676).
د -الإرادة الرسولية لقداسة البابا فرنسيس: "يسوع العطوف الرحوم" حول إصلاح أصول المحاكمات القانونية في دعاوى إعلان بطلان الزواج، في مجموعة قوانين الكنائس الشرقية. لقد وزع عليكم نصها بالعربية. من أجل التعاون بين كنائسنا في خدمة العدالة بشكل آمن وأسرع، ومن أجل حسن تطبيق الإرادة الرسولية، دعونا سيادة المونسنيور Pio VitoPinto، عميد محكمة الروتا الرومانية، لكي يشرح لنا نية قداسة البابا، والغاية من هذا الإصلاح".


وتابع: "تضاف إلى هذه المواضيع الجديدة، في حقل هذا التعاون، مجالات أخرى قائمة وهي:
- إحياء أسبوع الكتاب المقدس السنوي الثالث الذي تدعو إليه وتنظمه جمعية الكتاب المقدس، والذي نفتتحه بالصلاة في ختام هذه الدورة.
- حصيلة أعمال اللجنة الأسقفية البطريركية بشأن رابطة كاريتاس لبنان: تحسين عمل الإدارة ومشروع تعديل القانونين الأساسي والداخلي، نظرا لاتساع أعمالها، وحالات الفقر المتنامي في العائلات اللبنانية، وتدفق مليون ونصف مليون نازح سوري، ونتائجه الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية. فضلا عن أعمال كاريتاس، من واجبنا ككنائس أن نوحد جهودنا ونصوبها أكثر فأكثر، عبر مؤسساتنا الراعوية والتربوية والاستشفائية والاجتماعية، نحو مساعدة العائلات المغلوب على أمرها، وهي تتكاثر، ونحو إنماء الإنسان والمجتمع؛ وأن نتخذ مبادرات فعلية مشتركة تريح شعبنا، وتؤمن تضامننا بحيث يشعر أبناء كنائسنا أننا مسؤولون كلنا عن كلنا.


- درس مشروع الحاضرة الإعلامية للشرق، الذي يقدمه تيلي لوميار/ ونورسات.
- شؤون إدارية في ضوء تقارير لجان المجلس، وإجراء انتخابات في الوظائف الشاغرة".


وأضاف: "ولا بد من الإشارة إلى واجب التعاون على الصعيد الوطني العام. فكل الشعب ينظر إلى الكنيسة برجاء وأمل، فيما هو وشبابه يواجه حاضرا صعبا ومستقبلا قاتما، ويرى أمامه دولة عاجزة سياسيا واقتصاديا. فمن واجبنا ككنائس أن ننادي دائما بالمبادئ الدستورية والميثاقية وبانتخاب رئيس للجمهورية وإعادة الحياة إلى المجلس النيابي والحكومة والمؤسسات العامة. أما ما يختص بجلسة مجلس النواب يوم الخميس المقبل، فنشدد مرة أخرى على المجلس النيابي اتخاذ إجراء تقني، في غياب إمكان التشريع العادي، يختص بالقوانين المالية وبخاصة تلك المطلوبة من المجتمع الدولي منذ خمس سنوات. وقد اصبح عدم إصدارها مهددا للأمن القومي اللبناني، ولرمي لبنان في عزلة مالية وخسارة قروض ميسرة للتنمية ومقررة من البنك الدولي.


الآن، ثمة مطلب من كتل سياسية بإدراج البحث في قانون جديد للانتخابات.لسنا نرى سببا لتعقيد هذا المطلب، علما أن إصدار كل قانون يقره مجلس النواب إنما يعود إلى رئيس الجمهورية، لكي يصبح نافذا وقابلا للنشر بموجب المادتين 51 و56 من الدستور. أما المطلب الآخر الذي أدرج في جدول أعمال الجلسة وهو "إقتراح القانون المعجل المكرر الرامي إلى تحديد شروط استعادة الجنسية اللبناية"، لا يمكن أن تدخل إليه أصولا، كملاحظات وتعديلات، مواد تختص باكتساب الجنسية. فهذه تقتضي قانونا خاصا بها.
إننا نأسف حقا لطريقة تعاطي الكتل السياسية والنيابية في المواضيع الوطنية الأساسية، وكيف تطغى المصلحة الشخصية والمذهبية على الصالح العام. من واجبنا ككنائس أن نثقف الضمائر بالمبادئ الروحية والأخلاقية والوطنية".


وتابع الراعي في كلمته: وكوننا نلتقي للتعاون ككنائس، لا نستطيع أن نحصر هذ التعاون ضمن حدود لبنان، بل ينبغي أن يمتد إلى كنائسنا في هذا المشرق، حيث هي تتألم، برعاتها وشعبها ومؤسساتها، في سوريا والعراق وفلسطين والأراضي المقدسة. لسنا في هذه البلدان مجموعات دينية أقلية، بل نحن فيها كنيسة المسيح الواحدة المتنوعة التراثات الروحية والليتورجية والثقافية والتاريخية. نحن جسد المسيح السري في هذه البلدان المشرقية الذي ينبغي علينا المحافظة على وجوده وتفعيل رسالته في بلداننا، التي نحن فيها مواطنون أصيلون وأصليون، ونريد أن نحافظ على عيشنا المشترك مع المسلمين بالمساواة والاحترام المتبادل والتعاون في بناء أوطاننا وبناء هويتنا الشرق أوسطية، بحكم المواطنة وحقوقها. إن للبنان دورا فاعلا في هذا المجال، بحكم موقعه الجغرافي على الضفة الشرقية من المتوسط، وبحكم نظامه السياسي وخبرته الطويلة". 


وختم: "نعلي الصوت معا، ومع قداسة البابا فرنسيس، مطالبين حكام الدول العربية والدولية بإيقاف الحرب في بلداننا، وإيجاد الحلول السلمية السياسية لإحلال سلام عادل وشامل ودائم، وإعادة النازحين واللاجئين والمخطوفين إلى أراضيهم وبيوتهم بكامل حقوقهم كمواطنين، والتعويض عن خسائرهم، ومساعدتهم على إعادة بناء ممتلكاتهم". 


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم