الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

انطلاق معرض الكتاب في الشارقة

المصدر: الشارقة- "النهار"
فاطمة عبدالله
انطلاق معرض الكتاب في الشارقة
انطلاق معرض الكتاب في الشارقة
A+ A-

كما كان متوقعاً، لم يخيّب افتتاح الدورة الرابعة والثلاثين من #معرض_الشارقة_الدولي_للكتاب، آمال جمهور يراهن على قيمة الحدث. ففي حضور حاكم الشارقة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي ومستشار العاهل السعودي الأمير خالد الفيصل وشخصيات رسمية وديبلوماسية وثقافية، افتُتحت اليوم نشاطات هذه الدورة (4- 14 الجاري)، في مركز إكسبو الشارقة، بمشاركة 1546 دار نشر من 64 دولة، ستعرض مجتمعة أكثر من 1.5 مليون عنوان.


"إلا الكتب التي تتطاول..."


مساحةٌ هائلة. حشد من الحضور لا يتوقّف عن الحركة، تلامذة مدارس، وأعدادٌ من المنظّمين ينتشرون في كلّ زاوية، إلى غرفة للصحافة ومكان للاستراحة حيث الحلويات والقهوة والأطاييب الأخرى. هذا ما تلمحه العين بعد العدد الضخم من الكتب الذي يُكسِب معارض الكتب الدولية حول العالم صورة جمالية خاصة.


مع بداية حفل الافتتاح الذي قدّمه الإعلامي محمد خلف، عُرِض شريط يوثّق أبرز المبادرات والمشاريع الثقافية التي قدّمتها الشارقة إلى العالم، بما فيها معرض الشارقة الدولي للكتاب. وفي كلمته المُرتَجلة، أثنى الشيخ القاسمي على "أهمية الكتاب ودوره في رقي المجتمعات، وضرورة نشره وتسهيل وصوله إلى الأفراد"، وقال: "ثمة الكثير من الكتب التي تتعارض في أفكارها مع مبادئ الإسلام والثقافة العربية، فأسّسنا مدينة الشارقة للكتاب التي تحوي منطقة حرّة تصل إليها كلّ الكتب ولا تخرج إلا بموافقة الجهات الرسمية التي تصحّح الأخطاء لجعلها مقبولة"، مشيراً إلى أنّ "معرض الشارقة الدولي للكتاب يسمح بكلّ الكتب إلا التي تتضمّن تطاولاً على ذات أو شخصيات أو مبادئ دينية"، داعياً المثقفين العرب إلى مؤتمر يسمى "المؤتمر الديموقراطي الثقافي العربي" تجتمع فيه كلّ التيارات للتفكير في مصلحة الثقافة العربية، حتى تكون أداة قوية لتوعية العقول من الأفكار الظلامية.


ثم كانت كلمة لرئيس هيئة الشارقة للكتاب أحمد بن ركاض العامري الذي أكّد فيها أنّ "المعرض يعكس رؤية إمارة عربية وحاكم عربي أراد للثقافة والكتاب أن يكونا السلاح والمصباح للتقدم والمستقبل وللحوار والسلام والتعايش". وخلال الحفل، أطلقت هيئة الشارقة للكتاب "جائزة الشارقة للترجمة" التي تُمنَح للكتب المترجَمة من العربية إلى اللغات الأخرى، وتبلغ قيمتها- بالتعاون مع "طيران العربية"- مليوني درهم إماراتياً.


عن المعرض...

ينظّم المعرض برنامجاً لافتاً للأولاد، يتضمّن عروضاً مسرحية وفنية ونشاطات تربوية وتوعوية، وورشاً تفاعلية تساهم في تنمية القدرات وتعزيز المواهب. وللمرة الأولى، ينظّم جناحاً خاصاً للقصص المصوّرة (الكوميكس)، يتضمن مجسّمات، ومجلات، وألعاب، وهدايا، تحمل صور أشهر شخصيات هذه القصص مثل باتمان، وسوبرمان، وهالو كيتي، وتان تان، والمانغا اليايانية. كما تتخلله إقامة الدورة الثانية من المؤتمر المشترك بين معرض الشارقة الدولي للكتاب وجمعية المكتبات الأميركية- والذي يحضره أكثر من 330 مشاركاً مسجلاً من 18 دولة- ويتضمّن أجنحة متخصّصة تتيح لأمناء المكتبات والعاملين فيها اكتشاف خدمات جديدة تتعلّق بعملهم، إلى ورش تدريب للعاملين في المكتبات العامة والأكاديمية.


وفيما يحفل البرنامج الفكري بالندوات والمحاضرات والأمسيات، في مشاركة كتّاب ومثقفين من مختلف الدول، ينظّم المقهى الثقافي ثلاث أمسيات يومية، تتنوّع موضوعاتها بين قراءات في كتب، وقضايا أدبية وفنية وتاريخية وإعلامية ودينية، إضافة إلى شؤون الترجمة، وأدب الأولاد، واللغة العربية، إلى التوعية الاجتماعية، وتطوير الذات.


وتواصل فاعلية "ركن الطهي" حضورها في المعرض في مشاركة طهاة من العالم ينظّمون عروضاً أمام الزوّار. أما محطة التواصل الاجتماعي، فتشمل للمرة الأولى، شاشة تفاعلية تتيح الحصول على صور "سِلفي" تتضمّن وجوههم وهي تتصدر أغلفة عدد من المجلات العالمية، إضافة إلى بطولة الألعاب الالكترونية التي تهدف إلى جذب مزيد من الزوار إلى المعرض، خصوصاً من الأولاد والشباب.
إذاً، الزوّار على موعد مع معرض الشارقة للكتاب الذي يفتح أبوابه منذ الصباح حتى ساعات متأخرة من الليل، لتكتظّ أروقته بالناس على مدار 11 يوماً من الاحتفاء بالكتاب والتواصل بين القراء والمؤلفين والناشرين ومحبي الكلمة المقروءة.


خالد الفيصل شخصية هذه الدورة الثقافية

في سياق متصل، أعلنت إدارة معرض الشارقة الدولي للكتاب، التابعة لهيئة الشارقة للكتاب، أخيراً، عن اختيار مستشار العاهل السعودي، أمير منطقة مكة، الأمير خالد الفيصل، الشخصية الثقافية لهذه الدورة، وذلك "تقديراً لإسهاماته الثقافية والخيرية والإنسانية، وسعيه إلى ترسيخ الوسطية والاعتدال، وتشجيعه الحوار والتفاعل مع الثقافات المختلفة"، وكُرِّم اليوم خلال الافتتاح. وفي كلمته، أكّد الفيصل أنّ "لا حضارة ولا تطور ولا تقدّم إلا بالثقافة والفكر والتعلّم"، متوجّهاً إلى "القيادات العربية الرشيدة" بالقول: "أطفئوا نار الفتنة الزهيدة، وارفعوا شعلة المعرفة المجيدة، فالعرب يستحقون الفرصة الجديدة".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم